في ليلة تنصيب الزعيم الجديد لقبيلة الهنود الحمر، سأل أفراد القبيلة زعيمهم الذي لا يعرف شيئاً عن الأحوال الجوية، هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابهم نعم، سيكون بارداً،أجمعوا الحطب، وبدأت القبيلة بجمع الحطب، وبعدها اتصل الزعيم تلفونياً بالأرصاد الجوي حتى يتأكد من معلومته، وسألهم، هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابوا نعم، سيكون بارداً جداً، فأمر أفراد قبيلته بجمع كميات كبيرة من الحطب، وبعد مضي فترة من الزمن اتصل مرة أخرى تلفونياً بالأرصاد الجوي وسألهم، هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابوا نعم، سيكون بارداً جداً جداً، فأمر أفراد قبيلته بجمع كميات أكبر من الحطب حتى لم يعد هنالك أي حطب بالقرية. وبعد مضي فترة من الزمن اتصل تلفونياً بالأرصاد الجوي حتى يتيقن من معلومته وسألهم، هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابوا نعم، سيكون الشتاء الأبرد على الإطلاق، فسألهم من أين تستقون معلوماتكم؟ فأجابوا رأينا الهنود الحمر يجمعون كميات كبيرة من الحطب.
وهنود الأفريقي التونسي يفكِّرون كما الهنود الحمر تماماً، تكتب الصحف والمواقع فتلجأ (الجامعة التونسية)، أي اتحادهم الرياضي لكرة القدم بإصدار بيان استباقي لما قد يحدث لهم في العاصمة الوطنية أم درمان، أي أنهم من الآن يبدأون في خلق الأعذار لأنهم على قناعة تامة باستحالة إقصاء الهلال من هنا من معقله، لذا بدأوا يرتجفون، ولهؤلاء ولغيرهم نقول ونؤكد إن جمهور الهلال العظيم أكبر مما صنعته تلك البيانات الكذوبة، جمهور الهلال أوعى من تلك الأصوات التونسية النشاذ، (ونملهم الإلكتروني) يسطِّر بقيح عن السودان وشعبه وشعب الهلال، نعم خسرنا جولة الذهاب برادس بفعل فاعل (الحكم الجزائري)، فالغربال الجزائري أدخل الأفريقي أو كما تطلق عليهم جماهير الترجي (الزناطير) أدخلهم في أجواء المباراة باحتسابه لركلة جزاء أتت من خياله المريض، أعادهم بها لأجواء المباراة حتى تمكنوا من الوصول لمرمى جمال سالم مرتين توالياً بمساعدة معتبرة من الزعفوري، لكن الوضع هنا في (المقبرة) سيختلف تماماً، هم على قناعة تامة أن الهلال الذي تقدم عليهم وسط جماهيرهم وعلى ملعبهم وهدد مرمامهم في أكثر من مناسبة وكان الأقرب للفوز على الأقل برباعية، لن يكون صيداً سهلاً، وسيكشر عن أنيابه هنا في المقبرة وما أدراك ما المقبرة .
تلك المقبرة التي شهدت تشييع ودفن عتاة الأندية الأفريقية، الترجي، الأهلي، الزمالك، الإسماعيلي، الأشانتي، أسيك وأنيمبا، والقائمة تطول وتطول، هم على قناعة تامة بأن الأسد الجريح لن يكفيه الفوز فقط ليتأهل، يريدها أن تكون تاريخية بمثلما فعل مع الأهلي وناساروا والترجي، يريدها أن تكون هزيمة مذلة لهم ليتركوا التهكم عليه وعلى شعبنا السوداني الطيب المضياف .
أطمئنوا يا قادة الجامعة التونسية، فشعب الهلال يعي دوره تماماً ولا يمكن له أن يضر بفريقه وباستمراره في هذه البطولة التي عمل لها طويلاً، أطمئنوا سنكرم وفادتكم داخل الملعب وخارجه، تلك هي أخلاق الهلال وأخلاق الشعب السوداني الذي لا يمكن له أن يهين ضيفه، ولا يمكن أن يعتدي على ضيوفه، ستكون مباراة في منتهى الخلق الرياضي القويم، ستكون تاريخية لكم وللهلال، تاريخية باهتزاز شباككم بعدد وافر من الأهداف .
جماهير الهلال بالطبع لن ترضى أن يكون الفوز بهدفين فقط، وهو المطلوب ليتأهل الفريق إلى دور المجموعات، جماهير الهلال تريدها رباعية أو خماسية وربما سداسية لتتركوا ذاك الغرور الأجوف، ستكون بإذن الهلال هزيمة تاريخية لكم، أطمئنوا شعب الهلال كما قلت لكم أوعى من أن يضر بفريقه، شعب الهلال الذي نال من قبل شهادة الاتحاد الأفريقي كونه الجمهور المثالي لن يترك لكم أدنى فرصة للنيل من محبوبه الهلال، سيقف خلف نجومه بالتشجيع الداوي، آذانكم لن تتحمل هدير تلك الجماهير التي ستحتشد منذ الصباح الباكر.
فعلتها جماهير الهلال من قبل أمام الأهلي القاهري الذي استفز الهلال بمصر وهزمه بمساعدة الحكم السنغالي في العام 2007، وحينما جاءت جولة الإياب هنا بالمقبرة احتشدت جماهير الهلال منذ العاشرة صباحاً، وحينما رفع الأذان لصلاة الظهر كان ملعب الهلال ممتلئاً عن آخره ولا وجود، بل لا مساحة لموضع قدم، يومها أدرك نجوم الأهلي الكبار بقيادة أبوتريكة أن هذا الهلال من المستحيل أن تفوز عليه في أرضه وفي مقبرته .
وكلنا شهدنا (التابوت) الذي رفعته جماهير الهلال العظيمة في وجه نجوم الأهلي المصري فكانت الثلاثية حاضرة.
لم نعتد عليهم، لم نستفزهم، كل الذي فعلناه وفعلته جماهير الهلال العظيمة أنها شجعت فريقها بحرارة حتى نال مرادهم وقهر بطل القرن الأفريقي وهزمه هزيمة مذلة لا زالت ذكراها أليمة حتى الآن عند الأهلاوية.
أخيراً أخيراً..!
وأن كانت لي رسالة فرسالتي للإخوة الأحباء في (أولتراس)، فحوى الرسالة أن هذه المباراة دون غيرها من المباريات في أمسَّ الحاجة إليكم وإلى حناجركم، الهلال أعزائي في الأولتراس يحتاجكم يوم الأحد المقبل، الذي يوافق الثالث والعشرين من ديسمبر الجاري. أقول يحتاجكم الهلال ولا يحتاجكم الكاردينال ومجلسه، هؤلاء ذاهبون ويبقى الهلال .
نعم، الكاردينال ومجلسه أخطأوا في حقكم وأخطأوا في حق الهلال بمنعكم الاحتفاء بمرور عشرة أعوام، على ميلادكم في ناديكم، لكن الكاردينال سيذهب أن لم يكن اليوم فغداً، ويبقى الهلال ويبقى التاريخ .
تعالوا لتقفوا مع نجومكم، شجعوهم، آذروهم، أنشدوا لهم، أهتفوا لهم، نادوهم باسمائهم، غنوا لهم، وبعد أن يحقق الهلال المراد تعالوا لتفعلوا بالكاردينال والمجلس ما تريدون.
أنا أعلم مدى حبكم للهلال، أعلم مدى التضحيات التي تقومون بها من أجل محبوبكم، أعلم ما لا يعلمه غيري عنكم، ولأنني أعلم بأنكم تحبون الهلال فلا أتوقع أبداً أن تقاطعوا هذه المباراة، ستكون دفوفكم حاضرة، ستكون حناجركم موجودة لمدة مائة دقيقة وبعدها حاسبوا من شئتم وقت ما تشاءون…!
أخيراً جداً..!
الآن الهلال يحتاجنا جميعاً، ونداء الهلال حينما ينادي لن نقول إلا سمعاً وطاعة، وأدرك تماماً أن نداء الهلال بالنسبة لكم واجب. أعزائي أولتراس الأسود وأولتراس الهلال، دعوا كل شيء جانباً، أنسوا تلك الجراح الغائرة، أنسوها لمائة دقيقة فقط، وبعدها أجلسوا لتحاسبوا من ترغبون .
هي رسالة ورجاء، هي أمنية ودعاء، هي رغبة أن نسمع هتافكم يصم الآذان، هي رغبة لنستمتع بتلك الأهازيج الجميلة لينتصر الهلال ويتأهل .
أعزائي في أولتراس الهلال، نِعم الرجال أنتم.
التعليقات مغلقة.