:: لهم الرحمة بإذن الله، ولأسرهم الصبر، ضحايا طائرات القلابات بولاية القضارف، الوالي ميرغني صالح وبعض أعضاء الوفد المرافق له، وهم في زيارة إلى منطقة القلابات الحدودية، انتقلوا إلى رحمة الله إثر انفجار وتحطم طائرتهم.. ليست الحادثة الأولى، بل هي نكبة أخرى في سلسلة نكبات الطائرات .. و(كالعادة)، سوف تعد السلطات بتشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة أسباب الحادث..ولكن للأسف، لن يحدث أي شيء بعد تقصي الحقائق ومعرفتها، لأن لجان التحقيق في بلادنا للتخدير فقط لاغير ..!!
:: أي لن تحاسب سلطات البلد العليا، رئاسة كانت أو مجلس وزراء أو الوزارة التي تتبع لها الوحدة المالكة للطائرة المنكوبة، لن تحاسب كل هذه السلطات السادة المسؤولين عن عدم سلامة هذه الطائرة.. وكذلك لن يحاسب البرلمان الوزير أو مدير عام الوحدة على عجزهما عن تحقيق وفرض شروط السلامة الجوية في طائرتهم قبل الإقلاع .. ولغياب عناصر الرقابة والمساءلة والمحاسبة، لم يعد مدهشاً تساقط الطائرات في بلادنا سنوياً أو كل ثلاث سنوات .. تتهاوى الطائرات ولا نسمع خبر إقالة أو إاستقالة، وهذا لايحدث إلا في بلادنا..!!
:: وطائرة الأمس، سوف تواصل شركتها نشاطها، وربما يتم ترقية مديرها، وكأن هذه الحادثة لاتعنيهم من قريب أو بعيد، أو كأن الذين لقوا حتفهم يستحقون هذا المصير المؤلم، ثم لأن روح الإنسان هي أرخص ما في بلادنا .. نعم، مراكز القوى أقوى من المؤسسات والقوانين في بلادنا، وبرُحى تلك المراكز تم طحن وسحق كل عناصر الرقابة والمساءلة والمحاسبة، ولذلك لانتوقع في حياتنا العامة غير المزيد من الحوادث والكوارث ثم تلك الأسطوانات المشروخة التي (تعد ولا تفي) ، (تقول ولا تفعل)..!!
:: ومن مساوئ الصدف، يوم الأمس، بالتزامن مع احتراق طائرة القلابات، جددت المفوضية الأوروبية حظر طيران الشركات السودانية – 12 شركة – عن التحليق في أجواء الدول الأوروبية، وذلك لعدم أهلية الطيران المدني السوداني في ممارسة سلطة منح شهادة المشغل الجوي – بحسب القوانين المنظمة للطيران في العالم – لشركات الطيران ..وبالمناسبة، بلغ عمر حظر شركات الطيران السودانية عن التحليق في أجواء الدول الأوروبية ( سبع سنوات) .. ومع ذلك، لم تعمل سلطات الطيران المدني على إزالة أسباب هذا الحظر، وهي أسباب ذات صلة بالسلامة الجوية، أي ليست أسباب سياسية .. !!
:: وبدلاً عن إزالة أسباب هذا الحظر الأوروبية الذي يتم تجديده سنوياً، ويُعلن عنه عبر وكالات الأنباء العالمية، فمنذ سبع سنوات – وحتى يوم أمس – تردد سلطة الطيران المدني السودانية أسطوانتها المشروخة : ( ﻟﻦ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ بقرار المفوضية الأوروبية ، ﻷﻥ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ – ﺃﺻﻼً – ﻻ ﺗﺴﻴﺮ ﺭﺣﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭوﺑﻴﺔ)..وعليه، مدنياً كان هذا الطيران أو عسكرياً، فإن التحطم والاحتراق في عالم الطيران السوداني (عادي جداً )، وطبيعي للغاية أن تحترق الطائرات وتتحطم في بلاد تتحطم فيها قواعد العمل العام ، قاعدة تلو الأخرى ..( يومياً)..!!
Tahersati@hotmail.com
التعليقات مغلقة.