لا اذكر ان الانقاذ واجهت ظرفا اقتصاديا اسوا مما يحدث الان رغم انها كانت تلعب (عكس الهوا) مثل ما يقول ( اهل الكورة) ، وفي ملاعب مبتلة باجندة ومواجهات ومعارك ازمت اوضاعها السياسية و الدبلوماسية والامنية لفترات طويلة ، للاسف تفشل الحكومة الان في احراز الاهداف رغم تجاوزها لكثير من الظروف والمطبات والامتحانات العسيرة.
في عز الازمات والمواجهات واحتدام المعارك التي انتهت تماما الان والعقوبات لم يصل الوضع الي هذا الحد من الضيق ولم يبلغ الامر ما نراه من مشقة وضنك، فاين المشكلة ياتري؟ .
تراجع سريع ومحير حدث بعد رفع العقوبات الامريكية مباشرة، من اكبر المشكلات التي زادت المشهد تعقيدا ان الخطاب السياسي رفع سقف الطموح وبشر المواطنين بحياة (سمن علي عسل)، لكن سرعان ما اكتشفنا ان وضع البلاد كان افضل الف مرة قبل قرار رفع العقوبات الذي تجاوز العام الان دون ان نطال (عنب الشام) ولا (بلح اليمن) .
خطاب الحكومة كان يربط دوما ظروفنا الداخلية بالمؤثرات الخارجية ، الازمات والحصار والمواجهة مع المحاور المتنفذة في السياسة الدولية والراعية للمصالح الاقليمية.
في قمة ازمات السودان وحروبه لم يتحرك سعر الجنيه مقابل الدولار لاربعة اعوام علي ايام وزير المالية عبدالوهاب عثمان، عايش اقتصادنا ازمات كبيرة قبل وبعد البترول لكنا لم نصل هذا الدرك من الازمات.
في الوقت الذي بدانا نتنسم اريج الانفتاح في علاقاتنا الاقليمية والدولية وبعد ان صفرنا عداد المواجهة مع يوغندا وتشاد ومصر وليبيا واريتريا واخذنا زمام المبادرة في الحلول ، ارتد وضعنا الي اسوأ مما كان عليه في ايام مسارح الحرب المفتوحة في كل الجبهات.
في ابريل 2012 حاولت الجهات المعادية وعبر مخطط محكم خنق الحكومة بعد عام واحد من الانفصال بايقاف بترول الجنوب ، ووصلت المواجهة مع جوبا مرحلة اندلاع المعارك المسلحة في هجليج ، المفارقة ان اوضاعنا ساءت بعد تحسن العلاقات مع الجنوب واستئناف ضخ النفط والعلاقات علي الاصعدة كافة .
الحكومة التي كانت تباهي بقدرتها علي ادارة الاقتصاد في ظل وجود 3 جبهات مفتوحة للعمليات العسكرية في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور تواجه الان ظروفا قاسية علي الرغم من تحقق السلام ودخول الاطراف في هدنة لما يقارب العامين.
للاسف الشديد نعايش الازمات التي لم تحدث علي ايام المواجهة الحادة مع المجتمع الدولي ، ساءت احوالنا الان رغم الاشادات والنقاط التي احرزتها الحكومة في ملفات مكافحة الارهاب وتهريب البشر والجرائم العابرة للحدود.
ان تبحر سفينة الانقاذ غير مبالية بالرياح رغم سيرها عكس التيار لسنوات طويلة ، وتنتكس حينما يملا اشرعتها الهواء فهذا امر محير حقا ويستدعي من اهلها (الجلوس في الواطة) وتدبر الحال وما وصل اليه المال ومعرفة (المشكلة وين).
التعليقات مغلقة.