الخرطوم: باج نيوز
في غمرة انشغال السودانيين واشتغالهم -كذلك- بالأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وضجيجهم الكبير بشأن نتائج “ديربي” الكرة السودانية بين “الهلال والمريخ” في العاصمة الإماراتية أبوظبي؛ فات على كثيرين منهم التقاط أخبار صغيرة ولكنها في غاية الأهمية، وظلت تنسرب منذ فترة طويلة في وسائل إعلامهم، عن تسوية سياسية كبرى تلوح في الأفق.
ومما يثير الاستغراب، إن الباحثين عن حلول ناجعة للأزمة السودانية، يطرقون جميع البوابات، ولمَّا يأتي الدور على موضوع التسوية السياسية القادرة على إسقاط جميع الأزمات على طريقة “الدومينو” الشهيرة، نجدهم إما يطرقون هذا الباب بخجل، أو يتجاهلونه تماماً.
ولذا لا غرو أن يتم إهمال أخبار مهمة من شاكلة قبول الخرطوم بأن يتوسط رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لحل مشكلة المنطقتين “جنوب كردفان – النيل الأزرق”، واعتزام رئيس تحالف نداء السودان، وزعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، ورئيس حركة العدل والمساواة، د. جبريل إبراهيم -كذلك- ابتدار حوارات مع الحكومة وحزبها الحاكم “حزب المؤتمر الوطني”.
وكانت صحيفة الأخبار أوردت في عددها الصادر يوم “السبت” بأن الإمام المهدي لا يمانع الجلوس إلى المؤتمر الوطني، سواء تم ذلك على المستوى الثنائي الحزبي، أو عبر حوار بين تحالف نداء السودان والوطني.
وإن كان الرجل عنون لذلك باشتراطات قال بضرورة توافرها كضمانات للحوار.
وفي الأثناء، قال رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، د. جبريل إبراهيم، طبقاً “للعين الإخبارية” إنه تلقى دعوة من رئيس بعثة يوناميد، جيريمايا مامابولو، لاجتماع يُعقد يومي 15 و16 نوفمبر الجاري لاستئناف المفاوضات مع الحكومة.
يقول المحلل السياسي محمد نورين، إن التحركات السريعة للمجتمع الدولي، وتجري -حالياً- تهدف بشكل رئيس لإنجاز التسوية السودانية مخافة انزلاق الأوضاع في بلد يمثل رمانة الميزان لدول جواره.
وأضاف في حديثه مع “باج نيوز” بأنه ورغم الكشف عن تبدد المساعي الحكومية بالوصول إلى نقطة وسطى مع زعيم الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في جوهانسبيرج، إلا أن نائب رئيس المؤتمر الوطني ورئيس وفد التفاوض الحكومي بشأن المنطقتين كشف عن تدخل سلفاكير على خط الأزمة في محاولة لا تنفصل عن سياق عالمي وإقليمي.
وطالب نورين بعدم النظر لما يجري في عواصم كثيرة أوروبية وافريقية بمعزل عن توجهات العالم لحمل السودانيين على السلام حملاً، منبهاً في الصدد إلى الضغوط التي يتعرض لها رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور وأخرها مطالبات رئيس بعثة يوناميد جيرياما مامابولو بفرض عقوبات على المستعصم بفرنسا.
وعلى الرغم من ترقب السودانيون لحل سياسي، ينهي بقية أزماتهم القائمة، فإن هناك مخاوف حقيقية من أن يكون دافع الغرب على حمل المعارضين للسلام يقوم على أساس تحول الخرطوم إلى مركز مهم لمحاربة الإرهاب وكبح الهجرات غير الشرعية، ما ينتج عنه تسوية هشة .
وسبق أن قال الكاتب الصحفي، مرتضى الغالي، في عموده الراتب، إن المعارضة ليست بمعزل عن العالم، ولكنه أبدى -كآخرين- دهشته من حمل الناس حملاً للسلام على الاشتراطات الحكومية.
ويتحرك في الملف السوداني كل من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الافريقي، والمجموعة الأوروبية، والإدارة الأمريكية، وايقاد، ودول الترويكا.
التعليقات مغلقة.