باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

محمد لطيف: التلقائية من التشكيليات .. الى المخابرات !

1٬071

ثلاثون فنانة تشكيلية من مبدعات بلادى .. كنت على يقين من أنهن يمكن أن يصنعن فرقا .. وحين اضيفت لهذه الكوكبة .. الفنانة التشكيلية الأستاذة الكبيرة كمالا ابراهيم اسحق .. بدا لنا المشهد كلوحة سريالية مفتوحة النهايات .. أو كائنا خرافيا ينشر مظلة للإنقاذ .. والمشهدين المتخيلين عندنا ما يجمعهما هو الخيال .. ولكن السريالية عند اهل الفنون هى التلقائية .. لذلك فقد كان حرص كمالا وتلميذاتها على المشاركة فى الورشة التشكيلية فى ذلك النهار الغائظ .. نابعا من إحساسهن التلقائى أن ثمة خطر يهدد المجتمع .. وكيف لا تتحرك تلقائيتهن فى الإحساس بالخطر .. وهن الأمهات والإخوات .. والخالات والعمات .. إختيار بيت التشكيليات السودانيات ليكون رأس الرمح فى معركة تحالف التعافى ضد المخدرات .. كان موفقا جدا ..!

ولعل ذات التلقائية التى صنعت خمسون لوحة تشكيلية متفردة .. تصوب كلها نحو وضع لبنة فى حائط صد المخدرات عن المجتمع برفع الوعى .. كانت هى ذات التلقائية التى دفعت مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطنى للحرص على حضور تلك الفعالية التى إستضافها فندق ريجنسى أمسة الخميس الفائت تحت ذات العنوان ..

صحيح قد وجهت الدعوة للرجل .. ولكنه لم يهتم كثيرا بإخطار المنظمين بحضوره .. كما لم ينشغل كثيرا بمتى وكيف يأتى .. بل هو إختار ذات تلقائية كمالا وتلميذاتها وأتى .. ولكن الذى يتذكر أن الفريق قوش قد افرد ساعات من نهار يوم قبل اسابيع محدودة للوقوف على تجربة مركز حياة للعلاج والتأهيل يدرك حجم إهتمامه بالأمر .. ثم كان أهم ما قال به مدير جهاز الأمن وهو يتجول فى معرض بيت التشكيليات ويغادر .. أن أى محاولة للتقليل من خطر المخدرات مرفوض .. وهذا يحتم مضاعفة الجهود لرفع الوعى وخفض التعاطى ..!

مبادرة كن شريكا فى تحالف التعافي من المخدرات .. فكرة بسيطة قامت علي ان الوعى بمخاطر المخدرات يبدأ من الفرد ثم الاسرة ثم المجتمع الصغير ثم المجتمع العريض ثم الدولة .. والدولة تأتى أهميتها من ان اصحاب المبادرة يؤمنون بان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرءان .. اذن كل من يظن انه يمكن ان يواجه هذا الخطر بمعزل عن الدولة فهو مخطىء .. لذلك ففى الاحتفال المتواضع الذى دشن به تحالف التعافى نشاطه نهاية الاسبوع الماضي فقد كانت الدولة حاضرة .. وبقوة .. تقدم وزير الداخلية ترافقه وزيرة الدولة للثقافة مفتتحين البرنامج .. الوزير عاب على المنظمين غياب إدارة مكافحة المخدرات .. وحق له ذلك .. فالادارة هى ذراعه اليمين فى حربه علي المخدرات .. اما وزيرة الثقافة .. واحسب ان يكون لهذه السيدة شأن فى المشهد الثقافى .. ان تركوها فى حالها .. سمية الذكية ربما انتبهت لاضعف حلقة فى مكافحة المخدرات .. الا وهى غياب المجلس الأعلى لمكافحة المخدرات .. المجلس الغائب بفعل فاعل .. !

السيد النائب العام الذى لم يشغله البروتوكول ابلغ الحفل ان القوانين رادعة وناجعة .. وان واحدة من المحظورات فى الدولة ان ترفع توصية لرأس الدولة بخفض العقوبة او العفو فى جريمة تتعلق بالمخدرات .. ثم كانت التلقائية تدفع مدير الامن والمخابرات الى الاحتفال ليقول اهم ما قيل .. ويعيد الحصان الى امام العربة .. وهو يحذر من محاولات البعض تغبيش الوعى بزعم ان المخدرات ليست أمرا مزعجا ..!

التعليقات مغلقة.

error: