الخرطوم: باج نيوز
مضت ثلاثون يوماً منذ اعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، تعيين معتز موسى رئيساً لمجلس الوزراء ومن ثم أتبع ذلك بتكليفه بحقيبة وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
وخلال هذا الشهر أنغمس موسى في القضايا الاقتصادية بكلياته، وقد بدأ ذلك جلياً منذ أول خطاباته عقب تسميته في المنصب، حيث ركز خطابه الموجه للعاملين في مجلس الوزراء عقب أداءه صلاة الظهر على الأوضاع الاقتصادية ومعاش الناس.
وبعد جلوسه على كرسي وزارة المالية وجد موسى نفسه محاطاً بالمشاكل الاقتصادية التي شرع في وضع الخطط لتجاوزها، إلى أن خرج على الشارع بحزمة من الإجراءات الاقتصادية التي استهدفت قطاعيَّ الصادر والوارد، فضلاً عن الشروع في تنفيذ سياسات للوصول إلى سعر صرف مستقر.
وتهدف الإجراءات الجديدة إلى الاستفادة من إنتاجية القطاع الزراعي من خلال تعظيم حصائل الصادرات السودانية، وفي مقدمتها حصائل الصادرات وتحويلات السودانيين العاملين بالخارج “المغتربين”.
وفي جانب الواردات فقد ألغت القرارات الجديدة حظر استيراد القائمة السلبية للسلع، مع إلغاء الاستيراد بدون تحويل قيمة إلى الخارج، في ظل ترجع عن اشتراطات الموافقة على طلبات الاستيراد قبل تنفيذها بترك المسألة للمصارف التجارية لتبت فيها بحسب اولويات الاستيراد، على أن تكون الأولوية لصالح السلع الاستراتيجية التي تتضمن (الوقود، الأدوية، القمح، السكر، مدخلات الإنتاج الزراعي والصناعي).
ولم تكن هذه الإجراءات وحدها محصلة عمل موسى في شهر، إذ انتقل بجلسات مجلس الوزراء إلى الولايات مبتدراً ذلك بولاية الجزيرة، مروراً بالبحر الأحمر، وليس نهاية بولاية شمال كردفان.
ولإعطاء توضيحات بشأن خططه لتجاوز أزمة الاقتصاد، قدَّم رئيس الوزراء خطابه الأول في البرلمان يوم (الاثنين) واحتوى على تفاصيل دقيقة حول الأوضاع الاقتصادية الآنية والمشاكل التي تعترض طريق السياسات الاقتصادية الجديدة.
وعقد موسى جلسة مكاشفة أخرى في ذات اليوم مع رجال الأعمال من مصدرين ومستوردين، ووضع فيها محددات العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص مع تبيان لمطلوبات الحكومة من القطاع الخاص.
بعدها شهد تدشين الصكوك الذهبية من قبل الشركة السودانية للأوراق المالية وبنك السودان والتي جاءت باسم (بريق).
ووجد النشاط المكثف الذي يقوم به موسى في القطاع الاقتصادي استحساناً من الجهات الاقتصادية في كافة قطاعاتها.
ويرى الأمين العام لشعبة مصدري الصمغ العربي، أحمد الطيب العنان، أن التحركات الاقتصادية التي يقوم به وزير المالية الجديد تنم عن عقلية متقدمة.
مشيراً في حديثه مع (باج نيوز) بأن موسى يحتاج إلى الانفتاح على كافة الشرائح الاقتصادية حتي يمتلك المعلومات الحقيقية ويخضعها للنقاش مع أهل الشأن لوضع حلول عملية مفيدة للجميع.
أما الخبير الاقتصادي محمد الناير فيشدد في حديثه مع “باج نيوز” على قدرة معتز موسى في وضع أساس اقتصادي سليم في ظل الإجراءات الجديدة التي أقرها مؤخراً.
موضحاً أن من أبرز الايجابيات هو تعامل وزير المالية مع الإعلام بصورة مفتوحة وحرصه على التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما موقع التدوينات القصيرة (تويتر).
ونادى الناير بالصبر وإعطاء الإجراءات الاقتصادية الجديدة الوقت الكافي حتى يستطيع المواطن تقييمها، وتقييم نتائجها.
التعليقات مغلقة.