تعد الاستقالة التي تقدم بها الأخ الحبيب محمد الشيخ مدني رئيس نادي المريخ في هذا التوقيت كارثة جديدة ألمت بالمجتمع الأحمر، فكلماته التي خطها وسبب بها الاستقالة أثارت العديد من الشكوك قال ودالشيخ في خطاب استقالته: ( لقد ظللت طوال مسيرتي في العمل العام والتي امتدت الى اكثر من خمسين عاماً اؤمن ايمانا قاطعاً بالعمل على مباديء الشفافية والاخلاص والروح الرياضية والتنافس الشريف، وكانت وستظل قناعتي ان التنافس في الرياضة هو عمل فني يحكمه الاداء والارادة داخل الملعب ،ولكني بكل أسف صدمت واصطدمت بواقع لم أكن أتوقعه، واقع أقوى من المنطق والقانون ،صدمت واصطدمت بواقع يقول ان نتائج المنافسات يمكن ان تخضع سلباً او ايجاباً بتعديلات على البرمجة بقصد او بغير قصد، صدمت و اصطدمت بواقع يقول ان نتائج المنافسات يخضع سلباً او ايجاباً باخطاء الحكام بقصد او بغير قصد، صدمت واصطدمت بواقع يقول ان الادارة القوية تعني الصراع وافتعال المعارك مع الأجهزة والمؤسسات الرياضية الأخرى، صدمت واصطدمت بواقع يقول ان الإعلام الرياضي طرف أصيل في الصراعات الادارية بين المؤسسات المختلفة من جانب وداخل المؤسسة الواحدة من جانب آخر.. صدمت واصطدمت بواقع يقول ان نتائج المنافسات يمكن ان تخضع سلباً او ايجاباً لترتيبات خارج الملعب)، بتلك الكلمات وبغيرها قدم محمد الشيخ استقالته من مجلس ادارة نادي المريخ الوفاقي، ولعل اصطدام ودالشيخ بتلك الوقائع المخيفة هي التي أجبرته على الاستقالة، ومحدثي يقول لي ان ود الشيخ لم يكن على علم بتلك الشكوى التي تم تقديمها للجنة المسابقات في اعقاب هزيمة الفريق أمام مريخ الفاشر.
محمد الشيخ قالها صريحة لا جدوى من شكوى مريخ الفاشر عندما قال في خطاب استقالته (والآن بعد ان عجز المريخ في احراز بطولة كانت في متناول يده حتى وان لم تخصم الفيفا نقاطا من المنافس.. بل وتأكد عجز الفريق عن احراز البطولة حتى بعد ان خصمت الفيفا ست نقاط من المنافس ليمثل ذلك قمة الفشل والاخفاق).
نعم عزيزي ودالشيخ فقد أصبت الحقيقة في كبدها، والفيفا تخصم ست نقاط كاملات من السيد الهلال ويفشل فريقك في نيل البطولة وكان وقتها يحتاج لـ(3) نقاط فقط من جملة مبارياته المتبقية الا انه فشل فيها فشلا ذريعاً، وحتى نقاط الفيفا المسحوبة من الهلال عوضها الازرق بفوز ثمين على المريخ وكررها مريخ الفاشر وبالتالى تلاشى فارق النقاط بين الفريقين ليدخل الهلال مباراته غداً أمام مريخ الفاشر بفرصتين لنيل البطولة، الفوز، او التعادل باعتبار ان مباراة الذهاب بين الهلال والمريخ انتهت بفوز المريخ بهدفين مقابل هدف وفي الاياب فاز الهلال بهدف.
الأمر الآن بعد ان كان بيد المريخ بات السيد الهلال يتحكم في مسارات البطولة اما يحرزها، او يحرزها ولا مكان لأحد غيره ، وقع ليكم ولا نعيدو ليكم.
أخيراً أخيراً ..!
ولجنة المسابقات تنعقد اليوم في مهمة تاريخية، مهمة عظيمة بمقدورها ان تنقذ الكرة السودانية من أزمة ربما تطيح بالمريخ للدرجة الثانية مع مريخ الفاشر، لأن قرارها هو الذي يحدد مسار البطولة، فان قبلت الشكوى وحولت نقاط المباراة للمريخ الخرطوم فلا شك ان هناك تواطؤ واضح وصريح تم بين الناديين على اثره قدم ودالشيخ استقالته، وهنا لا مفر من تطبيق القانون ، والقانون في هذه الحالة (حالة التؤاطو) واضح وصريح ، ولا اعتقد ان مجلس ادارة نادي الهلال سيصمت على هضم حقوقه وسيادر المسئولين به لتقديم شكوى للاتحاد السوداني يتهم فيها المريخ الخرطوم والمريخ الفاشر بالتؤاطو الصريح البين وبالتالي لا مفر من هبوط الفريقين للدرجة الثانية .
كما قلت فان لجنة المسابقات امام تحد حقيقي اما بالقبول وهي الكارثة ، واما بالرفض وهنا تظهر الحكمة ، لانها لو تجرأت ومنحت المريخ النقاط فقد الحقت به ضررا بليغا سيؤدي به الي الدرجة الثانية اذا تم تطبيق القانون ..!
مجلس الهلال سيكون في حالة طؤاري ، وجماهير الهلال في حالة طؤاري ، والاعلام الازرق في حالة طؤاري ، وكل المنسوبين لهذا النادي العريق شمروا سواعدهم للدفاع عن حقوق الهلال التي يرضون ان يمسها احد بسؤ .
فريق قاتل ، واجتهد ، وانتصر داخل الملعب ، لم يشكو احد ، تم خصم ست نقاط من رصيده ولازال هو المرشح الاول للاحتفاظ باللقب مالم يكن للجنة باني رائ اخر ، وقتها ستكون للهلال كلمته القوية التي يعرفها كل اهل السودان ..!
اخيرا جدا ..!
بعيدا عن هذا وذاك فان استقالة محمد الشيخ مدنى تعد صدمة حقيقة للكرة السودانية قبل ان ينصدم ود الشيخ بتلك الاساليب الفاسدة التي دعته للتنحي ، محمد الشيخ نتفق معه او نختلف لكنه يظل علما بارزا في دنيا كرة القدم السودانية وتنحيه بتلك الصورة وبذاك الخطاب الذي اثار الشكوك ووضع اكثر من علامة استفهام يتطلب منا جميعا الوقوف حدادا على الكرة السودانية لا اقول دقيقة واحدة بل يجب ان نقيف عليها قرنا كاملا ..!
اذهبوا فانتم الطلقاء ..!
التعليقات مغلقة.