حسن عمر خليفة: المريخ .. المعادلة (الغلبت) أستاذ الرياضيات

• عُرف عن محمد الشيخ مدني إلمامه الكبير بالنظم واللوائح والقوانين المنظّمة لكرة القدم إلى حدٍ أُطلق عليه فيه لقب (أبو القوانين)، في فترة من الفترات جذبت الرجل أمواج السياسة فأبعدته نوعاً ما عن الرياضة لكنّها كان يظهر من وقت لآخر في بعض الأزمات مشاركاً تارة ومدلياً برأيه تارة أخرى مذيّلاً هذا الرأي بتوقيع (رياضي متقاعد)، ومن ضمن ماكتبه ونشرته صحيفة الصدى نقرأ: (وتبقى العبرة بكيفية التعامل مع كل موقف، خصوصاً عند الهزيمة … وقناعتي الشخصية أنك إذا أردت قياس الإداري والقيادي الناجح فأدرس تصرفة ورد فعله عند هزيمة فريقه) أو كما قال في مقال حمل عنوان: هل ينجح المريخ في اختبار الروح الرياضية؟
• ود الشيخ جاء محمولاً على ظهر التعيين رئيساً للجنة تسيير المريخ أو مجلس الوفاق المريخي كما تم التعارف عليه سابقاً وكان الأمل أن ينجح الرجل في ما فشل فيه الذين أعقبوا جمال الوالي في رئاسة النادي هذا طبعاً بافتراض أن الوالي نجح مع المريخ وهذه ليست قضيتنا الآن، المهم أن الرجل جاء إلى المريخ في فترة كان عدم الاستقرار الإداري والفني يضرب فيها النادي بقوة ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه قام الرجل بتحركات من ضمنها كما هو معلوم تأجيل القمة بسبب الدواعي الأمنية.
• وقبل أن نواصل نعود ثانية لنقرأ ما كتبه ود الشيخ بالصدى في وقت سابق (هل حقيقة نحن مقتنعون بأن منشط ومنافسة كرة القدم يمكن ان يستمر دون أخطاء من الإتحادات، أو إداريي الأندية، أو الأجهزة الفنية، أو اللاعبين، أو الجمهور، أو الإعلام؟؟؟ الإجابة أكثر من بديهية، وحقيقة أن الكثيرين يعتبرون متعة وإثارة منشط كرة القدم وحيويتها في وجود مثل هذه الأخطاء) ثم نقفز إلى الحاضر ليخبرنا أن من دواعي استقالته اصطدامه بواقع لم يتوقعه رغم سنواته التي تمتد في الوسط الرياضي إلى نصف قرن من الزمان، ودون الإغراق في التفاصيل يمكن تلخيص كل ما حدث في العبارة التي اخترناها عنواناً لمقالنا هذا وهي أنّ المريخ هو المعادلة التي استعصى حلّها على أستاذ الرياضيات.
• آثر الأستاذ الانسحاب من المشهد المريخي واختار لهذا الانسحاب توقيتاً ذكياً، فالمريخ خسر مباراتين متتاليتين نعم لكنّ الدوري لم يحسم بعد وما زالت هناك مباراة فكأنه أراد باختيار هذا التوقيت أن يقول إن الأمر سيان عنده إن فاز المريخ بالدوري أو لم يفز، فإنّ تحقّقت المعجزة وفاز المريخ بالدوري فهو الرئيس الذي حقّق الإنجاز وإن خسر الفريق البطولة واتبعها بخسارة كأس السودان أمام هلال الأبيض فهو قد استقال مبكراً ولا دخل له فيما حدث، وفي كل الأحوال ينبغي لأهل المريخ أن يجيبوا على السؤال الصعب من ينجح في حل معادلة الرئاسة الحمراء بعد فشل أستاذ الرياضيات؟؟