باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

مزمل أبو القاسم: معتز مسك الدرِب!

3٬468

* ختم الزميل الحبيب عثمان ميرغني مقالاً انتقد به انعقاد اجتماع مجلس الوزراء القومي في حاضرة ولاية الجزيرة بعبارة (معتز راح ليهو الدرب).
* مع تقديري الشديد، واحترامي التام لقلم الباشمهندس عثمان وشخصه، إلا أن تقييمه لم يكن في مكانه، لأن الاجتماع المذكور شهد تحضيراً متقناً، ومداولاتٍ متميزة، وخلاصاتٍ قيمة، نتوسم فيها الخير، ونرى أنها يمكن أن تضع البلاد على أولى درجات سلم العناية بالإنتاج، لتحول الشعارات إلى وقائع، والأحلام إلى أنسام.
* خلال الاجتماع تم إعلان السعر التركيزي للقمح، بقيمة ألف وثمانمائة جنيهاً للجوال، والسعر المذكور يساوي أربعين دولاراً للجوال، وأربعمائة دولاراً للطن، وهو يزيد عن السعر العالمي لطن القمح بأكثر من مائة دولار، ستدعم بها الحكومة مزارعاً سودانياً كادحاً يجِد في الحقول، ويشقى للعناية بالمحصول، لتحضه على المزيد من الإنتاج، بدلاً من أن تدعم به مزارعاً من أوكرانيا أو روسيا أو أستراليا.
* الاجتماع الذي رأى عثمان في انتقاله إلى ولاية الجزيرة ترفاً لا قيمة له، شهد مشاركة كل ولاة الولايات المعنية بالإنتاج، علاوةً على محافظ  البنك المركزي، ومديري المشروعات الزراعية الكبيرة، ومدير البنك الزراعي، والمسؤولين عن توفير التقاوى والأسمدة والمبيدات، وبعض كبار المصدرين والمستثمرين في مجال الزراعة، بخلاف عدد من الخبراء الاقتصاديين (مثل الدكتور عثمان البدري)، وبعض قادة الرأي العام.
* اجتماع زانه حسن التحضير، وجودة التجهيز، وتنوع الآراء، وتعدد الخبرات، استمر ست ساعات، طبيعي أن يخرج بخلاصاتٍ بيِّنة، وقراراتٍ قيِّمة، تستحق الثناء لا التبخيس.
* لو لم يُعنى إلا بتجهيز معينات النجاح للعروة الشتوية وحدها لكفاه، مع أنه اهتم بتوفير متطلبات حصاد الموسم الصيفي، الذي شهد إنتاجاً غير مسبوق في تاريخ السودان.
* قد لا يدري كثيرون أن ولاية سنار شهدت زراعة مليوني فدان بالسمسم هذا العام، لتتفوق على ولاية القضارف للمرة الأولى، وأن المساحة المزروعة في القطاع المطري بإحدى ولايات دارفور فاقت ثمانية ملايين فدان.
* إنتاج ضخم، وخير وفير، يتطلب حصده وتصديره شد الأحزمة، وإعلاء الهِمَّة، ولو كنت في مكان الأخ معتز لأعلنت له حالة الطوارئ على المستوى القومي، لأن نجاح حكومته من فشلها سيحدده مدى قدرتها على حصاد النعم التي حبانا بها المولى عز وجل، في عز زمن الشِدَّة والمسغبة.
* لا ضير من انتقال الوزراء من المكاتب المرفهة، والقاعات المبردة، والسيارات المكندشة، إلى الحقول والمحالج والمعامل والمختبرات، إن لم يكن ذلك واجباً في مثل هذا الوقت بالتحديد.
* القيمة السوقية للمحاصيل المبذولة في الخلاء تفوق أربعة مليارات دولار، في دولةٍ وقفت على ساق واحدةٍ، وتعطلت فيها الحياة من أدناها إلى أقصاها بسبب عدم قدرتها على توفير مائة وعشرين مليون دولار لصيانة المصفاة.
* المبلغ المرجو مهول، لن يتوافر من ذهب ولا بترول، ويستحق أن يقترن بتوجيه معتز لوزرائه بأن يهجروا المكاتب، وينزلوا إلى الحقول، كي يباشروا العناية بالمحصول، ويقفوا على سير مراحل الحصاد، ويطمئنوا إلى إنجازه على الوجهة المطلوبة.
* نجاح الحصاد مقرون بتوفير النقد للمزارعين، لذلك تكررت سيرة أزمة شح السيولة خلال الاجتماع عشرات المرات، وتم التشديد على أن استمرارها سينسف كل الجهد الذي بذله الزُرَّاع، وسيهدر خيرات أرضنا المعطاءة.
* ليت كل اجتماعات مجلس الوزراء أتت بذات المستوى، ونفس الجودة في التحضير.. والتقرير.
* عفواً عزيزي عثمان ميرغني، نحن لا نميل إلى مدح الرجال، ولا نجيد (كسير التلج)، لكن واجبنا يفرض علينا أن ننقض مقالك، ونعكس خط سيرك، لنقول لك: (معتز مسك الدرب)!
د. مزمل أبو القاسم

التعليقات مغلقة.

error: