باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد وداعة: إقالة حاتم.. صراع الرمال المتحركة !

1٬947

هذه المقالة ستغضب كثيرين، و لن تعجب آخرين ، وهى تحليل ربما استند فى بعض منه على بعض المعلومات ذات المصداقية، دون ايراد المعلومات.
لست بصدد الدفاع عن مدير مكاتب الرئيس وزير الدولة برئاسة الجمهورية او وزير مجلس الوزراء في التعديل الأخير الأخ حاتم حسن بخيت ، كما ان هذه المقالة لا تناقش صحة الوقائع او عدم صحتها ، ولسنا بصدد التحقق من حقيقة استقالته أو انه طلب منه الاستقالة ، ولا كونه خالف القانون أم لا ..
المهم حسب اعتقادي هو التعامل غير الاخلاقي الذي جري ومحاولات تشويه سمعة الرجل خاصة وان الاركان الشرعية للفعل الفاضح لم تتوفر في هذه الحالة ، حسب افادة اشهود ، وان الاجراءات لم تتجاوز المادة (44) اجراءات ولم يتم فتح بلاغ او توجيه اتهام ، و ان كان واضحاً ان هناك جهات استثمرت في الحادثة وعملت بمثابرة لنشرها وترويجها وكان في امكانها علي الأقل وقد انتوت شراً ان تنشر الحقائق كما هي .. ولعل السرعة التي صاحبت قبول ( الاستقالة) ونشرها بليل يؤكد ان الأوضاع لم تكن طبيعية .. ولعل ضغوط هائلة كانت وراء سرعة البت فيها علي هذا النحو خاصة وانه لم تتوفر قناعات للمستقيل بتقديم الاستقالة وحسبما رشح فهو طلب رفع الحصانة عنه لتكملة الاجراءات القانونية ، وقد كان القوم في عجلة من امرهم فطلبوا منه تقديم استقالته .. اما اكثر الاقوال اثارة للسخرية فهو ما قيل عن المحافظة علي سمعة الحكومة ، فاى سمعة تبقت للحكومة حتى تحافظ عليها.
ما جري يؤكد ان المنطقة حول الرئيس ما هي الا رمال متحركة حارقة ، تتصادم فيها الارادات وتتقاطع فيها المصالح بطريقة لا تليق بدولة ، فضلآ عن كونها محترمة ،و اصبحت بعض اطراف الحكومة تعمل على نشر ما يشينها دون وجل ما دام يخدم اجندتها ، و عليه ينشأ السؤال ، هل الحفاظ علي سمعة الحكومة المبكى عليها في ( لملمة ) الحادثة اىَّ كانت تفاصيلها ؟، ام في نشرها خاصة وان الرجل كان الي اسابيع خلت مديراً لمكاتب الرئيس وممسكاً بدفتر الأسرار ؟،
في كل الأحوال وبلاشك وان كانت الواقعة صحيحة فقد جري استغلالها للايقاع بالرجل ويبدو ان السيناريو كان جاهزاً والمطلوب ايجاد ذريعة .. اقوي من الشك المعقول كم من المسئولين يفعلون هذا ؟ وكم منهم يختلي في مكتبه بمن يشاء تحت حراسه سكرتيرته أو مدير مكتبه صباحاً ومساءاً دون ان يراهم احد ، او يداهمهم في مكتبه ؟ او شقته ؟ وكم هي المواقع المحروسة والمحصنة والتي لايستطيع النظام العام دخولها او الاقتراب منها ؟
عجبت لكثيرين ممن كانوا يستنكرون مخالفات النظام العام للدستور وللعادات والتقاليد السودانية ، فاذا بهم للأسف يمتدحون ذات الافعال في التربص بالناس ومراقبتهم ومداهمتهم ، وان لم يسعف الحال جرجرتهم ال حيث يراد للوقائع اكتمالها … وعليه فان استخدام قانون النظام العام ظل اداة لتشويه سمعة الناس والتشهير بهم بما يتعدي الشخص المستهدف ليطال اسرته ، لست مع حاتم او ضده ، ولكننى ضد استغلال اجهزة الدولة لتصفية الخصومات فى قمة هرم الدولة، ..
أما الاسوأ فهو السعي لانتهاك حرمة الخصوصية حتي وان كانت في مخالفة للقانون العام.. فى تقديرى الخاص يتوجب على حاتم فتح بلاغ فى الجهات التى عملت على اشانة سمعته ، و الا يستجيب الى اى مناشدات بالموافقة على طى الملف ، و ان يفتح بلاغ اشانة سمعة فى الجهات التى عملت على استغلال الحادثة لتمرير اقالته ، فان كانت مؤامرة ستضح ، و ان كان لا … فالبينة على من ادعى و اليمين على من انكر ، مالكم كيف تحكمون.

التعليقات مغلقة.

error: