باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

عبد الله الشيخ: (صُنعَ في ألمانيا)..!

994

موضوع الساعة بالنسبة للشعب السوداني، هو الكنكشة، هو القوت، هو أزمة المواصلات، إلخ.. إن كانت هذه القضايا، ليست من أولوليات هيئة علماء السودان، فقد كان من الأوجب على الآخرين مناقشة هذه القضايا هُنا والآنَ وعلى اذاعة دوتشفيلي، وما تبقى من وقتٍ يمكن أن يُخصص لتفصيل ملابس المرأة، طالت أم قصُرت.

يبدو أن طول العهد داخل السلطة، لم يمكنهم إلا من رؤية قِصَر الفساتين.. كأن هؤلاء العلماء بزعمهم، لم يشاهدوا حمى الكنكشة في كسلا، ولا في الخرطوم،، وكل ما وقع تحت أبصارهم كانَ (كشكشة) فساتين النساء!.

يقول رئيس الهيئة أنه مجلس (شباب توك) على القناة الألمانية قد (غرر به)، وإن كان المتوقع مِن رجل في موقعه كبروفسير، أن يكون جاهزاً – بلغة كرة القدم – وفي أي وقتٍ، لمراوغة خصومه داخل قزازة،،، لا يراوغهم وحسب، بل، ويجيب قون، وهو مُغمَض العينين.

الفخ الذي وقعت فيه أطراف برنامج (شباب من أجل التغيير)، على دوتشفيلي العربية، أنهم جميعاً خدموا فكرة تصوير الصراع وكأنه بين الحداثة والتقليد… نحن مع الحداثة، لكن ليس بالضرورة أننا نستبدل اقتصاد السوق – النيوليبرالزم – بحظنا من اقتصاد الحقوق والواجبات.

(شباب توك) هو برنامج حواري منوط به تخليق قيادات جديدة تحل محل القيادات القديمة، يميناً ويساراً.. هذا لا بأس به، لكن البرنامج، الذي (صُنِع في ألمانيا)، يطلب التغيير بأياد خارجية، على اعتبار أن التعاون الدولي يتحفز ليكون بديلاً للدولة القطرية، ليكون الفعل في النهاية للرأسمال، للإستثمار القلوبال الذي يستبدل ماء النيل بقوارير البيبسي، أو هكذا يكون التغليف..

بلادنا تعج بأزمات كثيرة، كان ينبغي التركيز عليها، أكتر من تركيز الميديا على انفعال الإبنة وئام شوقي في ذلك البرنامج، فهي لم تُعطى سوى دقائق، أضاعت فيها بانفعالها، فرصة تجريد الهيئة من كافة مزاعمها.

ينبغي أن توضع هذه الهيئة في المحك، حتى تعلم عضويتها أن احتكارهم لوسائل الإعلام لن يستمر إلى الأبد، وأن السانِحة التي نالتها الابنة وئام كانت جهاداً حقيقياً أتاح استراق السمع لاصطكاك القواعد التي تقف عليها هيئة التدين الرسمي، التي لا تملك تفويضاً شعبياً، ولا تضم علماء بالمعني الحقيقي، وليس بين عضويتها من له باع في الفكر أو الابتكار.

هذه الهيئة، تغمض عينها عن المشاكل الحقيقية لهذا البلد، إذ تأسست على فرمان صدر في التركية السابقة، ولذلك لا يعتريها ما يحدث لبلادنا من (ابتلاءات)… حتى نهر النيل العظيم ينشق إلى نصفين عند الخرطوم، فكيف تظل هذه كياناً متماسكاً، إن لم تكن في حقيقتها مبرمجة لخدمة السلطة؟

إنه مما يثلج الصدر، أن توضع هيئة علماء السودان داخل (عِلبها)، بعد ضاقت ذرعاً بمحاوريها السابقين….. لقد كفّرتهم وشردتهم، حتى نهَض عليها جيل الإبنة وئام شوقي، هذا الجيل الذي سيُعلِّمهم حتماً، لغة (الراندوك)…!

التعليقات مغلقة.

error: