{ الضرر (الأكبر) الذي أوقعته سياسات (المؤتمر الوطني) – الجناح السياسي للحركة الإسلاميّة السودانيّة – على البلاد، لا يتمثل في الاقتصاد المنهار، ولا البيئة المتردّية، ولا الفقر المنتشر كالنار في الهشيم!
{ الضرر الأكبر والأعظم – للأسف – ديني وأخلاقي! بعكس شعارات الحركة الإسلاميّة التي ترفعها..!!
{ و(نطرق) اليوم على هذا الأمر إثر التداعيات الكثيفة لما قالته الشابة “وئام”، وضجّت به الأسافير والصحف والمنابر، وقاد إلى فتح نقاش عريض حول ميول شباب اليوم، الفكريّة والعقديّة.
{ وعندما نتحدّث عن ميول الشباب نحتاج – بالتأكيد – للحديث عن العوامل التي تشكل هذا الميول.. وفيها الخارجيّة والداخليّة.
{ العوامل الخارجيّة المؤثرة على شباب المسلمين تغطي كل العالم بلا استثناء، صنعها مناوئون للإسلام يرون فيه خطراً، وقد نجحوا بشكل كبير في ربطه بالإرهاب، كما أفلحوا في جذب كثير من الشباب – بمختلف الوسائل – إلى عوالم أخرى، بعيدة عن كل القيم الإسلاميّة.
{ وتقابل العوامل الخارجيّة أخرى داخليّة، يفترض أنها تعمل في الاتجاه المعاكس، وتشكل (حائط الصد) و(خط الدفاع)؟! فماذا عن هذه العوامل؟!
{ إجابة هذا السؤال – في ما يخص شباب السودان – مؤلمة! فالعوامل الداخليّة أضرّت بأكثر من العوامل الخارجيّة!!
{ كيف؟!
{ ينظر شباب اليوم حولهم – وأغلبهم من أبناء الكادحين أو المهاجرين – فيرون حكومة تقول إنها تقيم شرع الله، وتطلق شعارات من شاكلة (هي لله)! ثم ينظرون إلى النتائج – بعد ثلاثين عاماً – فيرون البلاد متراجعة في كل شيء! ومع هذا التراجع فإن طبقة (الإسلاميين) في نعيم، وطبقة الكادحين (العريضة) في جحيم..!
{ عام وراء عام.. وشبابنا يعانون ما بين (تأهيل ضعيف).. وسوق عمل (نحيف).. ومستقبل (مخيف).. فيتسابقون على السفارات بحثاً عن التأشيرات.. ومن لم يستطع يرمي بنفسه في البحر محاولاً النجاة بقوارب الهجرة.. ويتخطف الكثير منهم الإدمان.. فيما يقنع آخرون بوأد أحلامهم واللجوء إلى المهن الهامشيَّة.. ويقف الباقون على رصيف (العطالة)، فتمر بهم (الفارهات) التي يمتطيها زملاء لهم، يدينون بالولاء لحكومتهم (الإسلاميّة)!!
{ وبعد أعوام تبلغ زهاء الثلاثين.. وبدلاً من الفرج الذي يعقب الشدّة.. يسمع شبابنا وعوداً وأحاديثاً عن (مكافحة الفساد)، فيسألون أنفسهم: كيف سمح هؤلاء (الإسلاميين) – أصلاً – بوجود الفساد بينهم ليحاربوه؟! ثم بماذا سيحاربونه؟! هل بمنهاج الإسلام الحقيقي: (لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها)؟!
{ وعلى صعيد النسيج الاجتماعي تراهم يتساءلون أيضاً: كيف تنامى الحديث عن العنصريّة، فيما يحكمنا (إسلاميُّون) يؤمنون بأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى؟!
{ وحتى عندما يتعلق الأمر بالسياسات الخارجية يحتار الشباب وهم يرون أعداء الأمس للحكومة، هم أصدقاء اليوم.. وأصدقاء الأمس أعداء اليوم.. مع أن (الأصدقاء والأعداء) – تبادليّاً – لم يغيّروا من مبادئهم شيئاً.. لكن تتغيّر مبادئ (الحكومة الإسلاميّة)!! – خذ (إيران وأمريكا نموذجين)!!
{ وحتى على صعيد المساجد (بيوت الله).. لا يجد الشباب خطيباً يجرؤ على أن يطرق على الواقع.. فتدور خطب الجمعة ما بين الفقه والسيرة ولعن اليهود والنصارى.. وقد تجد خطيباً يلوم (الشعب) على ما وصلت إليه البلاد!!
{ الناس على (دين ملوكهم).. وعلى (أخلاقهم) أيضاً.. وقد فشلت الحركة الإسلاميَّة في تقديم أداء صادق.. وأخفقت في قيادة الدولة إلى مقاصد الإسلام.. فأسهمت في نفور كثير جداً من الشباب عن أي إقناع بالدين، الذي لا يرونه يمشي بينهم!!
{ هذا هو حال خط دفاعنا للأسف..! وبلغة كرة القدم فإن انهيار الدفاع يعني (استقبال أهداف الخصوم).. ثم الهزيمة النكراء..!!
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.