الخرطوم: باج نيوز
في الوقت الذي يمتص البعوض دماء “الكسلاويين” مسبباً لهم “حمى الكنشكة” التي تجعلهم طريحيَّ الأسرة بكامل الخمول؛ كانت عشرات الأوردة تتراص و”تتمدد” على طول طاولات المعمل المركزي في الخرطوم “استاك”، ضمن حملة شبابية نشطة حالياً لتدارك أهل الولاية الشرقية.
وبعدما اجتاح “القاش” مدينة كسلا، أحد أكثر المدن السودانية إلهاماً للشعراء، اكتملت فصول الماسأة بغزو البعوض الحامل في جوفه “فايروس “شيكونغونيا” الذي يتسبب في الخمول، وفي الحالات الشديدة بالنزيف الدموي، لكامل المدينة.
وإزاء الحاجة إلى تحركات بحجم التحدي؛ تداعى النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لتلبية هاشتاج #كسلا_تحتضر وتدافعوا نواحي المعمل المركزي ليوفروا الصفائح – الدموية طبعاً- وإن كان البعض يدق طبول الفضائح للحكومة الولائية وما يرونه تقاعسها إزاء الوضع الكارثي هناك.
وأظهرت صور مبثوثة في منصات التواصل الاجتماعية، تدافع عشرات الشباب اليافعين نواحي معمل “استاك” المركزي، وتدفقت دمائهم الحارة عبر الأنابيب الدقيقة في صورة باهية لمنهج النفير السائد في بلاد “تكرم الضيف، وحتى الطير يجيها جيعان من أطراف تقيها شبع”.
وكتب الصحفي عادل كلر “بوستاً طازجاً” في صفحته على فيسبوك بعد تبرعه بزجاجة من الدم، شطراً من بيت الشعر العربي مع “بعض التصرف” حيث قال: ” “لا خيل عندك تهديها ولا مال .. فليسعد (الدم) إن لم يسعف الحال”.
من جانبها تبرعت شركة “مشوار” أحدى شركات النقل عبر التطبيقات الهواتف الذكية، بمبلغ جنيه عن كل مشوار لكباتنها دعماً لأهالي كسلا.
ودعت الشركة بقية الشركات الشبابية الناشئة للوحدة وإطلاق مبادرة لغوث أهالي كسلا.
أما الفنان الشباب أحمد الصادق، فقرر أن يحيي حفلاً غنائياً يوم غدٍ الأحد، لصالح المتضررين في الولاية الشرقية، مطالباً جمهوره بالحضور الكثيف.
وسجل عشرات الشباب زيارات إلى المدينة الشرقية، للمساهمة بما لديهم من بسيط مال، وقليل جهد، ولو توجه كله لمجال إصحاح البيئة.
إذاً، لأجل هذا الشباب الواعي لا نجد سوى أن نقتطف ألف زهرة، وقطفات من رائعة المدينة: “حبيت عشانكم كسلا.. وعشقت أرض التاكا”.
التعليقات مغلقة.