الخرطوم: باج نيوز
لو كان علاء الدين سنهوري، صاحب المشروع الفني المغاير، يدري بأن النهاية التراجيدية التي رسمها لبطلته الاسفيرية “سارا رحمة” ستضعه في مواجهة المجتمع الرقمي بكل عنفوانه، لما أقدم على قتلها الذي يعدل حالياً لف انشوطة محكمة حول عنق مشروعه الثقافي والسياسي على حدٍ سواء.
ونجح سنهوري في اختلاق شخصية سارا رحمة على موقع “فيسبوك”، ومن ثم الانتقال بها إلى العالم الحقيقي، ونسج علاقات واسعة جداً مع النشطاء والمثقفين.
وهناك محاولات تجري لمحاكمة الحزب الشيوعي السوداني، بخطيئة سنهوري، أحد أعمدة كورال الحزب، في وقتٍ يستنكف أخرون هذه المحاكمة باعتبارها تربص بـ “شيخ اليسار” الذي يتوقع كثيرون أن يخرج على الناس ببيان يوضح موقفه مما بدر من عضو الكورال.
وعقب موجة كبيرة من تعاطف السودانيين مع “سارا” التي توفت بالسرطان، بعد سنوات ممتدة في الأنشطة الطوعية ضمن طواقم الأمم المتحدة، تكشفت الحقائق المؤلمة بأن الشابة صاحبة الشعر “الكيرلي” ما هي إلا إحدى بنات خيال سنهوري.
ولاحقاً تكشف أن “سارا” ليست البطلة الوحيدة لسنهوري، فقد تورط في انتحال عدة شخصيات -معظمها نسائية- استطاعت التغلغل في مجتمعات نسوية خاصة كما واخترقت مجموعات سياسية وثقافية مهتمة بالتغيير في البلاد.
وتطارد علاء في مقر إقامته بالدوحة، قائمة طويلة من الاتهامات، تمتد من التزييف والاختلاق، مروراً بالاستغلال، وليس نهاية بتمرير معلومات حساسة وخاصة لجهات معادية.
وقالت نسوة في المدينة الزرقاء المفترضة “فيسبوك” إن سنهوري أخضعهن لمعاينات وظيفية احتوت على أسئلة يمكن أن تدرج في باب التحرش كالسؤال: “ممكن تعملي حاجات خارج إطار الوظيفة”، بجانب تكوينه مجموعات نسوية تتعامل عضويتها بحرية مطلقة في النقاشات ونشر الصور بحسبانهن في إحدى عوالمهن السرية، وليس نهاية بمخاوفهن من تمرير معلومات حساسة وأخرى سياسية يمكن أن تستخدم ضدهن لاحقاً.وأمام كل هذا السيل من الحقائق، يمكن القول إن مشروع سنهوري الذي عكف عليه سنوات، صار في مهب الريح. حيث تم إطلاق عدة دعوات لمقاضاة المغني الشاب بتهمة الحصول على معلومات دون وجه حق، والاستغلال، والإيذاء النفسي، وإن لم يثبت -بعد- تورطه في استخدام واجهاته الاسفيرية في حملات لجمع أموال باسم علاج شخصياته الاسفيرية المريضة غالباً بالسرطان.
تقول الصحفية الحائزة على جائزة لجنة حماية الصحافيين الأمريكية، والناشطة الحقوقية، أمل هباني، في صحفتها بفيسبوك إن “ما قام به سنهوري من تخطيط وتكتيك يجعلها جريمة معلوماتية استهدفت مئات الضحايا من النساء باختراق خصوصيتهن والاحتيال للحصول على معلومات، وعليه يصبح خيارهن في اللجوء للقضاء حق يجب أن ندعمه جميعاً”.
وذهبت هباني إلى إمكانية تورط جهات -لم تسمها- في القضية.
وأضافت” ” بعد ظهور تقارير صحفية تتحدث عن إعلانات وظائف أممية كان يرسلها علاء باسم سارة وتتعرض المتقدمات فيها لتحرش جنسي، ما يشكك في عمل علاء الدين سنهوري ضمن شبكة منظمة وليس وحده”.
وغير بعيد من رؤية هباني توقعت الصحفية شمائل النور، وجود جهة تقف وراء مخطط سنهوري الذي عكف عليه طيلة سنوات.
وتسائلت في صفحتها على “فيسبوك” عن “أين ذهبت المعلومات التي بطرف سارة رحمة؟ وما هي طبيعة هذه المعلومات ولأي درجة تعمقت علاقتها مع الذين تواصلت معهم؟”.
وأمام كل هذا السيل خرج سنهوري ليقر بخطئه، طالباً السماح والغفران، متذرعاً بإصابته بمرض نفسي، دون تقديم شهادات تعضد رأيه ما قد يجعلها محاولة جديدة للتستر كما فعل سنواتٍ بسارا وصويحباتها.
التعليقات مغلقة.