حسن عمر خليفة: الموضوع داير (شفتنة)

• دخلت مسابقة الدوري الممتاز منعرجها الأخير وباتت المنافسة أكثر احتداماً وصعوبة، وينبغي أن يكون الشعار المرفوع في المرحلة المقبلة بالنسبة للهلال هو لا للتفريط في أي نقطة من النقاط سواءاً في مباريات الأرض أو خارجها، وللمرحلة المقبلة العديد من المتطلبات التي ينبغي توفرها إن أراد الهلال أن يحتفظ بلقبه، منها ما هو إداري ومنها ما هو فني يتعلق بالجهاز الفني، ومنها وهذ هو الأهم ما يتعلّق باللاعبين ولا نقصد من هنا الاداء داخل الميدان فهذا أمر يتفاوت بتفاوت ظروف المباريات ويتغير وفقاً لما تتطلبه كل مباراة على حده، لكن ثمة شيء آخر نود التنبيه له يجب أن يكون حلقة في أذن كل الأهلة ويرقى إلى درجة أن يكون شعار المرحلة المقبلة.
• الشعار الذي ينبغي أن يرفعه الجميع هو شعار (الشفتنة)، والداعي لاستخدام هذا السلاح ما شاهدناه وما نقلته لنا الكاميرات في مباراة القمة الأخيرة حيث رأينا كيف هجم لاعبو المريخ على الحكم وأدخلٍوا الرعب في قلبه وكان لذلك التأثير الواضح على قراراته، لقد استولى لاعبو المريخ في تلك المباراة على ميزة على قدر كبير من الأهمية كانت في السابق (حكراً) وحجراً على لاعبي الهلال دون غيرهم وهي (الشفتنة) التي هي الوجه الآخر (للحرفنة) وإن كانت الكرة في عرفنا السائد (ما بتدي) حريف فإنّها بكل تأكيد (بتدي الشفت) الذي يعرف كيف يحتال عليها وهذا ما نجح فيه بامتياز لاعبو المريخ في القمة الاخيرة وهو ما يحتاجه الهلال بشدة في الفترة المقبلة وإلاّ ضاع اللقب وخرج الهلال من الموسم بلا حمص.
• والحيلة التي لجأ إليها لاعبو المريخ لم تكن صدفة عابرة أو تصرف لحظي وإنما هي عمل ممنهج ومدروس ومخطط له، بدأه الإعلام الأحمر بالحديث المتواصل عن ركلات الجزاء تحديداً ليدخل الجميع إلى المباراة وهم على قناعة بأنّ المريخ من حقه الحصول على ركلة جزاء وإن العدالة لا تستقيم والأمور لا تمضي على النحو الصحيح إلاّ إذا حدث ذلك، وتواصل الطرق على هذا الموضوع حتى أصبح واقعاً استسلم له الجميع وفي مقدمتهم لاعبو الهلال الذين رأيناهم في أكثر من مشهد يكتفون بالفرجة على لاعبي المريخ وهم يحيطون بالحكم ويمارسون معه الإرهاب على الهواء مباشرة.
• نعم خسر الهلال (شفتنة) ولم يخسر (حرفنة) وإذا لم نستخدم ذات السلاح في المرحلة المقبلة سيصبح حصاد الموسم في مهب الريح، هي ليست دعوة للفوضى لكنّها دعوة لاستخدام (الحيلة) مع منافسين لن يهدأ له بال إلاّ إذا حرموا الهلال من اللقب وأهدوه على طبق من ذهب للمريخ الفريق الذي لا يملك غير أن يفوز ببطولة استعصت عليه في الميدان ولن يتورّع عن استخدام أساليب (أخرى) و(دواعٍ أمنية) من أجل استعادتها ولو على حساب اللعب النظيف.