باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد لطيف: الانقلاب .. الرابع !

860

عشية تكليف الفريق اول صلاح عبدالله .. الشهير بقوش .. مديرا لجهاز الأمن والمخابرات  الوطنى سألتنى إحدى الفضائيات عن ما إذا كان تعيينه إيذانا بعودة الحرس القديم .. نفيت الأمر بحيثيات قدمتها فى حينها .. ولا داعى لذكرها الآن .. وأمس عقب قرار إعفاء رئيس الوزراء السابق الفريق اول بكرى حسن صالح .. وتكليف السيد معتز موسى بتشكيل الحكومة الجديدة .. سألت فخامة الرئيس .. أو بالأحرى قلت له .. هذا إنقلاب .. أجابنى على الفور .. طبعا إنقلاب .. ثم أردف شارحا بطريقته .. معتز خريج 90 يعنى حين قامت الإنقاذ معتز كان طالبا .. أدركت ما يعنى بالطبع .. وتذكرت حديثى عن الحرس القديم يوم تعيين قوش ..!
ونعود الى عنواننا أعلاه اولا ..
فلماذا الانقلاب الرابع ..؟ ببساطة لان نظام الانقاذ قد مر باربعة تحولات أساسية .. وبتجاوز الانقلاب العسكري الذى أسس لنظام الانقاذ .. فقد كان اول و اكبر تحول هز النظام هو المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين العام ١٩٩٩.. ثم كان التحول الكبير الثاني عقب اتفاقية السلام الشامل الشهيرة بنيفاشا ولأول مرة كان النظام يتنازل عن ما يقارب النصف من سلطته .. وان احتفظ بسلطانه .. اما الاحول الكبير الثالث .. والذي وقف عنده المراقبون طويلا فقد قبل خمس سنوات فقط حين غادر الحرس القديم .. ان لم يكن كله فجله لكابينة القيادة .. وهكذا فان ما حدث بالامس كان هو الاخر انقلابا .. باعتراف الرئيس نفسه .. وبما ترتبت وما ينتظر ان يترتب عليه من متغيرات ..!
وتبقي المفارقة ان الانقلاب الأخير جاء محمولا على مشروعية مهمة لا صلة للحزب الحاكم بها .. فالانقلاب الرابع هذا يستمد مشروعيته من مصدرين أساسيين .. الاول مخرجات الحوار الوطني .. والتى كانت قد نصت في ما نصت .. على خفض الإنفاق الحكومى .. بتقليص الوظائف الدستورية من جهة .. ومن خفض الصرف على جهاز الدولة .. اما مصدر المشروعية الثاني فقد كان ذلك الإحساس العام لدى المواطن بالعجز التام للحكومة عن إنجاز ايا من مهامها الرئيسة ..بما فيها اهم مخرجات الحوار الوطني القاضية بخفض تكاليف المعيشة .. لذا فان مجرد الاعلان عن حلها كان كفيلا بإطلاق البشريات بان ثمة أمل فى الإصلاح ..!
اما المفاجأة الكبرى فقد كانت فى ذلك التكليف الذى قلب كل التوقعات والارهاصات والترشيحات .. التى ظلت تراهن على الحرس القديم .. فجاء التكليف لأحد كوادر الحزب من الشباب .. صحيح انه قادم من كابينة قيادة المؤتمر الوطني .. ولكن الصحيح ايضا انه ظل يحتفظ .. دائما .. برؤية مستقلة تعكس جهدا مبذولا للإحاطة بالقضية محل النقاش .. ولعل الكثيرين لا يعلمون ان مرافعته فى الشأن الاقتصادى امام شورى الحزب مؤخرا .. أذهلت الكثيرين حتى انهم رشحوه لوزارة المالية .. ولكن اذا كان سقف الحزب لمعتز هو وزارة المالية .. فان سقف القصر قد ارتفع به لرئاسة الحكومة كلها ..لذا فمن قال انها حكومة القصر فقد صدق !
فكيف يفكر زعيم الانقلاب الرابع ..؟
هذا ما نجيب عليه غدا ..!

التعليقات مغلقة.

error: