* (بقدل فوق لقاهو وعِز.. نِحاسو المن جدود بِرز.. زغردي يا بغارة وعومي عوم الوِز.. للنمر اللزوم وكتين يبشِّر يهز.. منو الغير النمر)؟
* أهزوجة بديعة، تحكي عن فراسة وشجاعة وإقدام حاكم الجعليين الأشهر، المك نمر بن محمد بن إدريس ود نمر، الجعلي السعدابي الذي حكم ديار الجعليين في القرن التاسع عشر، وخلدت كتب التاريخ فصول إقدامه، بالحريق الأشهر في تاريخ السودان المعاصر، (الباشا وكتين غلط اتحرق).
* ترددت الأهزوجة الجميلة في كل مدن وقرى ولاية نهر النيل، وترنم بها محبو الفروسية جيلاً بعد جيل، وتغنت بها الجود وحميرا بإيقاع عازف الطبل الأشهر في دار جعل (دَودَو)، وشدا بها محجوب كبوشية وعمر الحواري، قبل أن يرددها (البِشيرة) داخل إستاد شندي مساء أمس الأول، مصحوبةً بعرضة أبناء المدينة الوادعة.
* كان المشهد جميلاً، بل مثيراً للدهشة، لأن عرضة الجعليين اقترنت للمرة الأولى برقصات إداريي ولاعبي منتخب دولة جنوب السودان، الذين زاروا السودان لإقامة معسكر إعداد قصير في المقر القومي للمعسكرات، وطلبوا إقامة مباراة ودية مع فريق أهلي شندي، لكن الأرباب صلاح أحمد إدريس، راعي النادي الأهلي وباني مجده اختار أن يحول المناسبة من مباراة كرة قدم عادية إلى كرنفال وئام ومحبة وسلام، بإقامتها في شندي، بعد أن تكفل بنقل الضيوف واستضافتهم في مسقط رأسه بشندي الجميلة.
* تجمع أبناء الجنوب بالآلاف داخل الإستاد، ولوحوا بأعلام دولتهم الوليدة، ورفعوا معها علم السودان، وشجعوا فريقهم برغم خسارته للمباراة بنتيجة عريضة، لم تؤثر في معنوياتهم، ولم تكدر فرحتهم، لأن المناسبة لم تنحصر في الجانب الرياضي، بقدر ما تعدته إلى تقوية أواصر المحبة والإخوة والترابط بين شعبين، لم يفصم الانفصال عُرى التواصل بينهما أبداً.
* يحسب لوالي ولاية نهر النيل، سعادة اللواء حقوقي حاتم الوسيلة تقديره لقيمة المناسبة، التي نالت منه ما تستحقه من عناية، وقد شرفها بحضوره الباهي، وزينها بحديث قيِّم ومسؤول، يثلج الصدور، تناول فيه دور الرياضة في ربط الشعوب، وإزالة الخلافات، وتقوية الصلات.
* ازدانت المناسبة وازدادت طيباً وبهاءً بحضور الأستاذ أبو البشر عبد الرحمن، وزير الشباب والرياضة الاتحادي لها، وازدادت مساحات الفرح اتساعاً بمشاركة الفنان سيف الجماعة فيها، وتكفل قناة الملاعب الرياضية بتوثيقها وبثها لها.
* كان الأرباب (الما كضاب) أب أحمد الغائب الحاضر في الليلة البديعة، لأن كل المتحدثين حرصوا على إثبات فضله، ومدح مبادراته، وتثمين رؤيته الثاقبة التي حولت الأهلي شندي من نادٍ إقليمي عادي إلى بطل قومي متوج بأكاليل الغار، استحق أن يحصد كأس النسخة الأخيرة من بطولة كأس السودان.
* اختيار الأرباب لمدينة شندي لاستضافة المناسبة لم يأت خبط عشواء، لأن دار جعل ضربت المثل الأعلى بين مدن السودان في إرساء قيم التسامح الديني والعرقي عبر التاريخ.
* وشائج قوية، وروابط متينة، جمعت المسلمين بإخوانهم الأقباط، وأهل الشمال بمواطني الجنوب في دار جعل، وثقها الصديق الحبيب الأديب عبد المنعم محمد أحمد بأبيات بديعة، قال فيها: (أبدا من يات حتة أحكي.. داخلة في بعض الخيوط.. شندي أكتر من شوارع.. شندي أكتر من بيوت.. شندي حالة عشق مزمن.. ونحن بنحب شندي موت.. الحديث ما بوفي عشقك.. علّ يوفيهو السكوت.. وصفك أبلغ من عبارتي.. بس كدي النسكت نسوط)!
* (نحن بنحب شندي موت.. هامة المجد وبريقو.. صفحة من تاريخ مجيدة.. تربة الباشا وحريقو.. الأرابيب ضو ضلاما.. وفزعة الهداهو ضيقو.. والمسافر في خلاهو.. دلتو و عوجت طريقو.. ضيف تلوت الليل يجيها.. عشتو وبلتلو ريقو.. الغريب حضنت جناهو.. وعزتو وصبحت فريقو).
* (نحن بنحب شندي موت.. أي حاجة هناك بتعجب.. كل ما فيك يا سلام.. شندي صاغوها الأفاضل.. شندي سووها الكرام.. شندي بذرة فضل أصلاً.. قايمة في طين احترام.. نحن بنريدك حقيقي.. ماهو داب ونسة وكلام.. نحن بنريد المؤسسة.. نحن بنحب نيل عصام)!
* (شندي أبلغ ما تكون.. صورة لى نبل العبادة.. صورة للدين السماحة.. والتآلف فيها عادة.. الدواخل عامرة ديمة.. بالترانيم والشهادة.. في الأعالي المجد لله.. والمسرّة تسود سيادة.. يا سلام لمن تشوفم.. المغاوير والنقادة.. رمزي قادح حاج محمد.. ولطفي بدفع بالزيادة.. في فريق الصافي لمة.. البكفِّي نبيه قلادة.. لاقت الضيفان نسيمة.. وعلقو الصيوان ولادا.. أبهى صورة من التكافل.. رولا بتساعد فى غادة.. آمنة ساقت وصفة بدري.. قالو ماشابا العيادة.. عازة رسلت العصيدة.. المغيرب لى سعادة).
* قصيدة بديعة، وكلمات نابعة من قلبٍ محب، أهديتها إلى الأرباب صلاح إدريس، وطلبت منه تلحينها، فصنع منها لوحة فنية باذخة، وأوبريت بديع، سيرى النور في الأيام المقبلة بحول الله.
* التحية لأب أحمد الذي زرع الفرحة وحصد المحبة، والتقدير كله لوالي الولاية وأركان (سلمه)، ولوزير الشباب والرياضة، ولأهلي شندي الحبيب، وقبل ذلك المحبة كلها لأهلي الكرماء الأفاضل في شندي الحبيبة، ولأسرة نادي النداء شندي، التي اختارت أن تكرمني بين أهلي في ليلة بديعة، خلدها التاريخ.
عاجل
- عاجل.. المريخ ينهي تعاقده مع اللاعب جاستون بالتراضي
- “حوار”مدرب الهلال السوداني: لا زلنا غير مرشحين للتأهل
- عاجل..الجيش يتصدى لسرب مسيرات انتحارية في النيل الأبيض
- عاجل.. الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور
- أحمد الشرع: نعيش اللحظات الأخيرة للسيطرة على حمص
- سماع صوت دوي عالي في مدينة عطبرة
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
التعليقات مغلقة.