باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: رحيل “سيرة حقوقية”

1٬440

 

هناك أناسٌ صدقوا ما عاهدوا الله والناس عليه.. ما نافقوا ولا كذبوا، إنما أخلصوا وتمسكوا بمبادئ ظلوا مقتنعين بها، يرفعونها ويتباهون  بها في كل الأزمنة، ما بدلوها تبديلا..

بين هؤلاء، كان أمين مكي مدني، الذي تُربك سيرته الذاتية، أي لقبٍ من أن يوضع أمام اسمه..!

محامٍ، قاضٍ، ناشط حقوقي، أستاذ جامعي وخبير أكاديمي، ناشط في العمل النقابي، وزير سابق، محلل سياسي ومدير إداري، إنه حقاً أكثر من هؤلاء جميعاً..

سنوات طويلة من الخبرة العملية الحقوقية وكذلك الأكاديمية، أهلته لأن يتنقل في محيطه العربي والإفريقي، وهناك أيضاً في الدول الغربية لينير فضاءات المنظمات الأممية الحقوقية، بمعرفته وآرائه ومواقفه وقناعاته..
لأمين مكي مدني علينا أفضال، فقد ساعدنا ونحن في بدايات العمل الصحفي، على رؤية الزاوية الأخرى، والجوانب المنسية، وظل من القلائل الذين يفتحون أبوابهم للجميع بلا استثناء، راغبين في تقديم العون والسند لأي أحد..

نال مكي الكثير من الجوائز العالمية، وألف العديد من الكتب..

في وفاته أمس، نعته جميع المنظمات الحقوقية التي عمل فيها ولم يعمل، فقد كان رمزاً مضيئاً ما استكان أو لان..

بخبراته وجهده الشخصي أوكلت إليه مهام في كرواتيا، أفغانستان، العراق، لبنان، غزة، الكويت، واشنطن، جنيف، تنزانيا، لندن، القاهرة، كيف لا وقد اعتمدت المنظمات الحقوقية على خبراته وكتاباته التي ظل موقفها واحداً رغم تقادم السنين..

لم يكن من أولئك “إذا الريح مالت، مال حيث تميل”.. إنما كان خطه الثابت أحد مصادر قوته، ولم يكن من الذين يحملون أكثر من تفسير أو تبرير لمواقفه.
بنى لنفسه سمعة عالمية ما هدأت أو خفتت، فقد ظل قيادياً يعمل على لفت الحكومات المتعاقبة للقيام بواجباتها والتزاماتها في احترام وحماية وتنفيذ المعايير الدولية والإقليمية والمحلية في حقوق الإنسان..

رحل رمز حقوقي سوداني، عمل ما يُقارب الأربعين عاماً في زيادة الوعي الحقوقي والمطالبة بما هو أفضل..

اختلف بعض الناس حول مواقفه، لكنهم لم يملكوا خياراً إلا باحترامه..

تبارات المواقع العالمية أمس في سرد كلمات الوداع عن الراحل، وكان معظم الرثاء يُختم بعبارة “فلترقد بسلام”..

ألا رحم الله أمين مكي مدني، وأدخله فسيح جناته بين الصديقين والشهداء والصالحين.

التعليقات مغلقة.

error: