* هل أصبح مطلوباً من الشعب السوداني أن يتعايش مع الأزمات ويعتادها، ويوطن نفسه على تقبل المعاناة برغم تعدد أشكالها؟
* ماذا يعني بقاء الهيكل الحكومي المتضخم على حاله برغم توالي الأزمات، واستحكام الضائقة المعيشية على المواطنين في الماء والنار والكلأ؟
* قبل ذلك كله، ماذا يعني أن تشخص كل الأنظار إلى الرئيس وحده، انتظاراًَ للحل؟
* ذكرنا من قبل أن الأزمات المعقدة التي تواجه الاقتصاد السوداني حالياً تحتاج إلى حلول مبتكرة، ومنهج تفكير مختلف لتجاوزها، وأكدنا أن المعالجات التقليدية القديمة لن تجدي في علاجها، بعد أن استحكمت وتفشت، ووقع الشعب فريسةً لغلاءٍ فاحش، وندرةٍ مطلقةٍ في معظم السلع الأساسية.
* أزمات متتالية في الوقود والخبز والغاز والسكر وحتى الكهرباء، مقرونةً بغلاء فاحش، وتراجع مريع في قيمة العملة الوطنية، يتم التعامل معها بحالة تبلد غريبة، تنذر بشرور مستطيرة.
* انتظار الحل من الرئيس منفرداً يعني تحرير شهادة فشل للجهاز التنفيذي، العاجز عن ابتكار الحلول، الفاشل في اجتراح المخارج، غير القادر على توفير روشتة العلاج لأسوأ أزمة اقتصادية تواجه السودان في تاريخه القريب.
* بدأت فصول الانهيار بقرار كبير وخطير، تم اتخاذه بلا سابق دراسة ولا تمحيص، وقضى بمضاعفة قيمة الدولار الجمركي بنسبة (200%)، ورفعه من ستة جنيهات إلى ثمانية عشر جنيهاً.
* عندما انفردت (اليوم التالي) بالخبر المذكور شكك كثيرون في صحته، وتبرع آخرون بنفيه، حتى أصبح الصبح عليهم، ووجدوه قيد التنفيذ.
* بمجرد صدور ذلك القرار الكارثي طارت أسعار السلع، وضاعف التجار قيمة بضائعهم عدة مرات وهي في رفوفها، وامتنع بعضهم عن البيع، وحلق سعر الدولار ليقارب الخمسين جنيهاً، وارتفعت أسعار الدقيق، فشح الخبز، وازدحمت المخابز بالصفوف.
* حتى من يتاجرون في سلعٍ لا علاقة لها بالدولار ضاعفوا قيمة بضائعهم، كي يتمكنوا من شراء السلع المتأثرة بأسعار الدولار.
* من تلك النقطة بدأت فصول الكارثة، وبدأ الانهيار.
* سقطت الموازنة عملياً قبل اكتمال الربع الأول من العام الحالي، ودخلت البلاد في أزمة ندرة شملت كل السلع الأساسية، وفقدت بذلك الإنقاذ كل كروتها الرابحة التي كانت تستخدمها في أوقات الضيق، بتذكير الناقمين عليها بما كان عليه حال الاقتصاد قبل الثلاثين من يونيو 1989!
* حالة التبلد الحالية ينبغي أن تؤول إلى نهاية سريعة، تلافياً لمضاعفاتها الخطيرة على البلاد.
* مطلوب معالجات فعالة، وحلول ناجعة، تشعر بها الحكومة شعبها أنها تحس بمعاناته، وتستشعر ضيقه، وتجتهد لمساعدته على تجاوز ابتلاءاته المتتالية.
* مطلوب إجراء جراحات عميقة، تعالج عيوب الاقتصاد، وتنقذه من حالة انهيار، أثرت على كل مناحي الحياة في البلاد.
* بقاء الحكومة بنفس تكويناتها المترهلة، وبنيتها الضخمة، وصرفها العالي في عز زمن الضيق والعنت يرسل أسوأ رسالة لشعبٍ صابرٍ، يستحق أن ينال من حكامه نوط الجدارة في الصبر الجميل.
* استشعروا معاناة الناس، واجتهدوا لتفريج كربتهم، قبل أن تجبرهم ظروفهم على ركوب الصعب.
* انظروا حولكم، لتروا ما حدث لدولٍ كانت تسبح في بحرٍ من النعم، قبل أن تغرق في لجة الفوضى، وتفقد أمنها، بسبب عجز حكامها على التعاطي مع أزماتها، وعدم اهتمامهم بتوفير سبل العيش الكريم لمواطنيهم.
* استيقظوا من سباتكم، وانتبهوا لما يحدث حولكم.. قبل فوات الأوان.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.