باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

لينا يعقوب: فرحة الدقائق..!

580

بعد توقيع اتفاق سلام جنوب السودان في الخرطوم، تحسنت عملتنا المحلية أمام الدولار ببضعة جنيهات.

أيام قليلة وعادت الأمور والأسعار إلى ما كانت عليه..

الفرحة المؤقتة، والقلق اللحظي، من ارتفاع وانخفاض الجنيه أمام الدولار، يؤكد أن استقراره بتحسن عامل “وحيد” أمر أقرب للمستحيل.

قبل أيام أعلن وزير النفط، عن سعر عبور البرميل، المُقدر بأربعة دولارات..

لا مقارنة بين السعر المحدد سابقاً في أول اتفاق تم بينها  -(24) دولار- وبين السعر المحدد حالياً.

الاتفاق النفطي -غير المضمن في اتفاق سلام الجنوب- أفرح الخرطوم سراً وجهراً، ونظر إليه البعض باعتباره المنقذ للوضع الاقتصادي المأزوم الآن، لكن..!

إن كانت أزمة الخرطوم تقتصر على البنزين أو الجازولين، لكانت رسوم عبور النفط مخرجاً مثالياً، وإن لم تبتعد المشاكل عن شح السيولة ومضاربات الدقيق وغلاء الأسعار، لربما ساهمت الرسوم في إيجاد مخرج..

اقتصاد السودان يعاني في البنوك، الزراعة، التجارة، الاستثمار، الصناعة، السياحة، والمرافق الاقتصادية الأخرى..

ويصارع كذلك السياسات المتخبطة والرقابة الضعيفة، والاستغلال السيء.

إدخال مورد ثابت من النقد الأجنبي، لكنه وحيد، لتغطية العجز الماثل حالياً، لن ينقذ شيئاً ما لم يتم العمل في توقيت متزامن في كل القطاعات.

الذين هللوا لهذه الرسوم، لا يفوت عليهم أن الدولارات لن تكون كافية لإحداث استقرار اقتصادي، كما أنها ضئيلة مقارنة مع التزامات الحكومة في استيراد ودعم سلع رئيسية، فضلاً عن أنها لن تدخل خزينة البنوك والصرافات لتُحدث فيها أي نوع من الوفرة..

الوضع الذي يجب أن يبحثه مسؤولو الاقتصاد، هل خططهم وقراراتهم، التي اتُّخذت وطُبقت منذ بداية العام الحالي بدءاً من رفع الدولار الجمركي إلى آخر قرار اقتصادي، نجحت أيٌّ منها في تحقيق الهدف المنشود؟

رغم العوامل الأخرى التي حاولت تدعيم القرارات الاقتصادية والتخفيف من وطأتها؛ مثل محاربة الفساد وتوقيف القطط السمان وضبط أطنان الذهب المُهرب، والقبض على شبكات تزوير العملة، والعملة المزورة نفسها، وأشياء أخرى، إلا أن ذلك لم يُسهم في مساعدة أي من القرارات الاقتصادية المُتخذة.

ربما في الدقائق الأولى التي ستقبض فيها الحكومة دولارات عبور النفط، سينخفض الجنيه لأربعة أو خمسة أيام، ليعود في ارتفاعه من جديد..

دعونا لا نكترث لتلك اللحظات الفرحة والمؤقتة، ولتضع الحكومة خُطة حتى نهاية العام الحالي للعبور بهذا الشعب إلى بر الأمان..!

التعليقات مغلقة.

error: