الشاعرة السودانية روضة الحاج رثت الضحايا في قصيدة مؤثرة.. باج نيوز تنشرها
بالأمسِ كنتُ أقولُ لي
يا ليتني
لو كنتُ أصلحُ أن أكونَ جدارا !!
لحميتهن برغمِ فرطِ تضعضعي
ووقفتُ ثم وقفتُ
لن أنهارا
لحرستُ ضحكتَهن طارت في المدى
كفراشةٍ لا تعرفُ الأسوارا
لحفظتُ عهدَ ودادِهِن فلم أخُنْ
زهراً ندياً يُخجلُ الأزهارا
بالأمسِ كنتُ حزينةً
لمَ لمْ أكُنْ يا راحلاتُ جدارا !!
واليومَ
أصرخُ ليتني
لو كنتُ نيلاً لا يخونُ صغارا !!
جسراً نبيلاً كي أمُرَ إذا غدوا
طوقاً لأُنجي البحرَ والبحّارا
أو مركباً يحنو على ضحكاتِهم
ويُقدِّرُ الأوراقَ والأحبارا
صخراً لكي يتشبّثوا
رملاً نخيلاً
موجةً ..تيّارا
طيراً خرافياً لأحملَهم معي
وأطير أعبر هذه الأخطارا
يا ليتني لو كنتُ (شيئاً) نافعاً
(شيئا) يقي الأرزاء والإمرارا
لكنني
أنا من أنا؟
(إنسانةٌ) تترقّبُ الأقدارا !!
يا صبرَ كلِّ الأرضِ يمِّم شطرنا
وأقمْ لدينا ما استطعتَ جوارا
وأنزلْ بيوتاً (بالبحيرةِ) أُحرقتْ
أكبادُ أهليها أسىً و ضرارا
وأغسلْ قلوبَ الأمهاتِ أقمْ بها
والبِس جميعَ الصابرينَ دثارا
الرابطين على حشاهم صخرةً
لفوا العمائمَ هيبةً ووقارا !
ربِّت على أمٍّ كأنَّ بقلبِها
ناراً ستُشعل من لظاها النارا
ما زالُ مِشطُ الحبِّ في يدِها فقد
كانت تُجدِّلُ خمسةً أقمارا !!
في كلِّ زاويةٍ تركَنّ حكايةً
ضحكاً وهمساً ضجةً وشجارا
للعيدِ جهّزنَ الفساتينَ التي
تبكي كما نبكي دماً مدرارا
يا صبرَ كلِّ الأرض
كن أوفى لنا
من نيلنا فلقد غدا غدّارا
يا نيلُ فلتردد عليَّ قصائدي
لا تستحقُ الشعر َوالأشعارا
إرجع إلى الأزهارِ فوحَ عطورِها
وأمنح بقيةَ شدوها الأطيارا
وأعِدْ إلى كلِّ المراكبِ حبها
واستغفر الزُرّاعَ والسمارا
وأخجل إذا مال النخيل صبابةً
سحر الهوى قد يدرك الأشجارا
هذا اعتذارك في يدي لكنني
في مثلهم لا أقبلُ الأعذارا !!
روضة الحاج
16/أغسطس/2018
التعليقات مغلقة.