باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد وداعة: حال البلد .. بين عائشة وقمر!

658

أبدت نائبة رئيس البرلمان السوداني، (استغرابها) من اهتمام الحزب الحاكم بالانتخابات الرئاسية للعام 2020م مبكراً، وقالت: (كان الأحرى أن يسعى المؤتمر الوطني لمعالجة الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد)، وانتقدت نائب رئيس البرلمان عن الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) عائشة محمد صالح في تصريح لـ(باج نيوز)، حزب المؤتمر الوطني، وأضافت: (هل أنتم واثقون بأن تعيشوا غداً)، وأشارت إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بيها البلاد، وقالت إن معظم الشعب السوداني بات يقضي أوقاتاً طويلة وقوفاً في الصفوف للحصول على الرغيف والغاز والوقود، وتابعت: (أين الذين سيذهبون الى مراكز الاقتراع لأن الشعب صار كالشبح)، وأضافت: (بح صوتي وأنا أحذر من ثورة الجوعى وأنتم ساهرون سادرون في غيكم هل نسيتم الموت؟).
من جانبها قالت أمينة شؤون المرأة بحزب المؤتمر الوطني قمر خليفة هباني: (إن الضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد من الله وهي فرصة للتوادد والتراحم في السودان، وأشارت واعتبرت أن السودان ليس بمعزل عن العالم الذي يمر بأزمة اقتصادية)، وأوضحت هباني خلال الملتقى التنظيمي لقطاعي الجزيرة والخرطوم، أن التحدي الاقتصادي يشغل بال كل فرد ومواطن سوداني وأن حزبها أفرد له يوماً كاملاً في اجتماع الشورى القومي مؤخراً، وأكدت ضرورة استنفار كل المؤتمر الوطني للإسهام في الخروج من الضائقة الاقتصادية، وذكرت أن البلاد تواجه بجملة من التحديات أبرزها الاستلاب الفكري والطلاق والمخدرات، وقالت: (نحن حزب ذو أصول إسلامية ومصرون أن يرجع بنا خطابنا لمرتكزاتنا).
خطورة حديث قمر هباني أنه يرد ما يفعله الحزب الحاكم بالبلاد والعباد إلى مشيئة رب العالمين، وفوق هذا فإن هذه الأحاديث الغريبة تثير البلبلة وترفع من درجة التشويش في إدراك علاقة رب العالمين بالغلاء الذي تقرره الحكومة، ولعل هذا قد يصنف في خانة (الشعوذة)، فالحزب الحاكم هو من أصدر القرارات التي جاءت بالغلاء والبلاء، وحسب ما يدعون هم الأقرب إالى الله، بحكم مشروعهم (هي لله)، وبحكم مسؤوليتهم الدستورية تجاه المواطنين ومعاشهم والمحافظة على حياتهم، نتساءل: لماذا يستمر الابتلاء لأكثر من ربع قرن، وهم ونحن إلى ربنا ساجدون؟ وقطعاً في ذلك تشويش على الشباب الذين نما الإلحاد في أوساطهم فالمقارنة قد تطيح بعقولهم، فيتساءلون: لماذا يرزق (الله) الكافرين ولا يرزق عباده المسلمين من رعايا المؤتمر الوطني؟ ألم يسمعوا بشيخ الإسلام (ابن تيمية) وقوله: (إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة)، أم قول ابن خلدون (الظلم مؤذن بخراب العمران)، يقول الله عز وجل: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) – هود (117)، هذه العقول التي تحفظ عن ظهر قلب قول سيدنا عمر رضي الله عنه لوعثرت بغلة في أرض العراق لسألني الله عنها يوم القيامة، لمَ لم تسوي لها الطريق يا عمر)، ولم يقل رضي الله عنه ما يفيد بمسؤوليه الله عن تعثر البغلة، وهم يعلمون أن أهم الاشتراطات لإجابة الدعوات هو الاعتراف والإقرار بالذنوب والتوبة ورد المظالم، ولا شك أن المواطنين في حيرة من أمرهم في قول بدر الدين محمود وزير المالية السابق (الأمن علينا والمعايش على الله)، وربما يتساءلون عن عدم خشية هذا المسؤول وفقدانه لثقته في الله، لدرجة لا يأمن فيها على أمنه من الله، فيتولى الأمر بنفسه، بينما يترك أرزاق الناس لتجري على الحجا.
الحكومة تخلق الندرة وترفع الأسعار وتدعو للتوادد والتراحم والدعاء لله لرفع الغلاء، الحكومة تتخذ القرارات وتحمل المسؤولية لرب العالمين باعتبار أن ما قررته بيدها هو ابتلاء من الله.

التعليقات مغلقة.

error: