دخلت البلاد مرحلة جديدة من تاريخها السياسي تشكلت بذرتها الأيام الماضية ، في قاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات بسواعد النخبة الوطنية بكل أطيافها، مرحلة ستعيد كتابة التاريخ من جديد، بقلم صانعوّ تاريخها الحديث .
الخرطوم: أماني إيلا
مطلع الأسبوع الحالي أختتم مجلس شورى المؤتمر الوطني دورة إنعقاده السادسه، والتي إستمرت لثلاث أيام كأول مره في تاريخ المجلس وقد شرف وخاطب رئيس الحزب المشير عمر البشير الجلسه الإفتتاحية والختامية للمجلس، التي شهدت جلسات مجلس شورى الوطني حضور كبير من قيادات المؤتمر الوطني التاريخية ،وقد أفصح الرئيس خلال مخاطبته للجلسة الختامية للشورى الوطني عن متابعته اللصيقة لما دار من حوار ونقاش أثناء مداولات أعمال الشورى، وإمتدح نشاط وحيوية مجلس الشورى، واصفاً الدورة السادسة بالمتميزة لما فيها من نقاش حي وموضوعي ومسؤول، وقال مسؤوليتنا كبيرة تجاه إستقرار وأمن ومعاش ورفاهية المواطنين وتطرق البشير إلى تجديد الثقة في شخصه، وقال أشكر المؤتمر الوطني قيادة وقاعدة على هذه الثقة، مؤكداً أن الثقة أمانة ومسؤولية كبيرة، وتمنى أن يكون على قدرها، ودعا الرئيس للعمل بيد واحدة من أجل تحقيق أهداف وغايات الشعب السوداني، وقال نحن حزب ليس علماني بل قايم على مباديء معروفة وما داسين (دقنه) نحن حركة إسلامية كاملة الدسم، واضاف رفعنا شعار (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) ليس نفاقاً او لكسب سياسي بل هي شهادة أمام الله سبحانه وتعالى .
اتهامات وتحديات
وأشار الرئيس إلى أن التحديات التي تواجهها الحكومة ليست بالبسيطة، وتابع الشورى ناقشت هذه التحديات واطمئنت أن الحزب لديه رؤية واضحة لكل القضايا، وتباهى البشير بحزبه وقال؛ لدينا حزب مؤهل يضم أفضل الكوادر من كافة النواحي، وحمل المسؤولية الأولى لقيادات المؤتمر الوطني في كل موقع، وأضاف يجب أن نتحزم ونتلزم ونتحمل مسؤوليتنا أولا امام الله وسبحانه تعالى وثانياً أمام الشعب الذي وثق فينا وسلمنا مقاليد قيادة البلاد وأتهم الرئيس جهات بالتربص بالبلاد، وقال جربو معانا أي سلاح في الدنيا دعم التمرد والحرب السياسية والقانونية والاعلامية والاقتصادية، والأخيرة مازالت مستمرة، ولكن نحن بمزيد من الثقة سنخرج البلاد من الأزمات الطارئة، والتي مررنا بأزمات أصعب منها بمراحل، وأضاف فقط مطلوب منا مزيداً من الجهد في إدارة مفاصل الدولة لحل جيمع المشكلات
بشريات بزوال الغلاء
وإمتدح البشير الكوادر السودانية بالخارج، وقال أين ما ذهبنا وجدنا الجميع يشيد بالسودانيين، مشيراً إلى أنهم خيرة الشعوب، وأين ما ذهبوا أكدوا أنهم خيرة الكوادر المرغوبة في كل موقع، وقال رغم الظروف التي نمر بها إلا أن الوفود مازالت تتقاطر علينا، وأضاف بعض الناس قالوا الحكاية ما مكفيانا، لكن أقول ليهم نحن ما جبنا زول جونا براهم عشمانين فينا ما بنرجعهم، واعتبر الأمر بالامتحان وابتلاء رباني لمعرفة هل نحن صادقين أم لا، وقطع الرئيس بأن الغلاء الذي تشهده الأسواق هو إلى زوال، مطالباً قيادات الحزب بالولايات بضبط الأسواق، وقال في طفيليين كبار شغالين سماسرة لا يعطون المنتج حقه، ولا المستهلك يجد منهم السعر المناسب، وتابع مطلوب مزيد من الجهد في ضبط الأسواق وربط المنتج بالمستهلك، بجانب ضرورة التركيز على الإنتاج والإنتاجية، وتطبيق البرامج التي أوصت بها الشورى حتى لا تصبح حبراً على ورق، وقال يجب علينا حراستها حتى نخرج السودان من المحطة الآنية، مؤكداً أنها محطة مؤقتة ليس إلا .
السلام والمعارضه
ودلف البشير إلى السلام في دارفور وقطع بجهودهم الرامية لاستكمال السلام في المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان، وحول جمع السلاح أشاد بما تم من جهد وانه ترك آثاراً ايجابية، وقال هناك سلاح مدسوس لم يجمع كله، لكن عاد وقال إن الباب مازال مفتوحاً لكل من أراد أن يسلم، وقال أي زول عاوز يسلم السلاح اهلاً وسهلاً ما داير يسلم نودي المحكمة حيازة غير مشروعة، وأشار إلى أن كل من يضبط عنده سلاح سوف يعرض على المحكمة ويطبق عليه القانون، موجهاً القضاء بتطبيق القانون كما هو موجود، وقال ليس لدينا أي حرج في ذلك، واستهجن الرئيس ما يحدث في بعض المناطق من قتل عمد، وقال هو شيطان دخل بين الناس ويجب أن نواجه ذلك بتطبيق القانون وفرض هيبة الدولة حتى يعم الأمن والسلام في ربوع البلاد، وأشار إلى آخر حادثة في ولاية شرق دارفور، وقال قتل إثرها 81 شاباً بسبب 150 نعجة، وأضاف نحن ساعون في تحقيق الأمن في دول الجوار فما بالكم بالسودان وأرسل الرئيس رسائل عديدة في بريد المعارضة بالخارج، وقال (نقول للناس الحايمين في الخارج البلد واسعة تسعنا وتسعكم ، تسع الجميع مافي فائدة للقعاد والتجول في الخارج كان في باريس أو أي جهة، السلام يجب أن يتم هنا، ونحن ما محتاجين زول ياتي يورينا كيف يتم السلام بيننا)، وقال نحن الشعب المعلم الذي علم الشعوب كيف الناس تتعايش باعرافها الجميلة وبعاداتها وتقاليدها السمحة .
التوصيات النهائية لشورى الوطني
ومن ابرز التوصيات التي خرجت بها الدورة السادسة لشورى الوطني، هي إجازة التعديلات المقترحة على النظام الأساسي ولائحة مجلس الشورى القومي، واعتماد ترشيح الرئيس البشير رئيسا للمؤتمر الوطني مرشحاً للحزب في انتخابات 2020، ووجهت الشورى مؤسسات الوطني لاستكمال ترتيبات إنفاذ قرارات مجلس الشورى بترشيح البشير لدورة جديدة ، كما اعتمد المجلس قرار بفصل عضوين من ولاية النيل الازرق بناءً على توصية المكتب القيادي .وافضى الشورى الى عدد من الموجهات العامة على رأسها التأكيد على قيادة الحزب للساحة السياسية والاجتماعية والثقافية وتماسك قياداته في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وثمن المجلس فاعلية الحزب ومبادراته وتواصله المستمر والمثمر في جمع مستوياته التنظيمية والسياسية .
حلول ومعالجات للازمة الاقتصادية
ووضعت الشورى حلولاً ومعالجات للتحديات الإقتصادية وذلك من خلال التأكيد على ثبات السياسات والبرامج الإقتصادية المحفزة على زيادة الإنتاج والإنتاجية، واستكمال تأسيس دور جمعيات المنتجين للقيام بدورها في دفع جهود سياسة الإنتاج والإنتاجية، والمضي قدما في برنامج الإصلاح المؤسسي والإداري وضبط الإنفاق الحكومي من خلال الرقابة والمتابعة، الى جانب ضبط معدلات التضخم وفقاً لترتيبات دقيقة ومحدودة للسيطرة على عجلة الموازنة في الحدود المستهدفة، بالإضافة الى متابعة تنفيذ مشروعات التنمية الكبرى ذات العلاقة بزيادة الانتاج والصادرات في قطاعات الكهرباء والري والزراعة والنقل والتصنيع، وشددت الشورى على تفعيل القوانين واللوائح وتأكيد الرقابة المالية وتأكيد على الاستمرار في نهجه على الشفافية ومحاربة الفساد بكل أشكاله وأنواعه، وأشاد المجلس بدور تواصل اللجان العشرين التي كونها القطاع السياسي مع الأحزاب السياسية، ونظرت الشورى بعين الرضا لعلاقة البلاد مع دول الجوار، وأوصت بعلاقة مفتوحة مع الدول مبينة على المصالح المشتركة، وأكدت على الإستراتيجية الإعلامية في كل المحاور لا سيما الإعلام الإلكتروني من خلال عكس المعلومات بدقة في الوقت المناسب ، والتأكيد على المشاركة بفاعلية من خلال المؤسسات المساهمة في معالجة القضايا الإقتصادية سيما نفرات الحزب، ودعى المجلس بمزيد من الإهتمام بقطاع العاملين لتخفيف آثار الأوضاع الإقتصادية وتحسين بيئة العمل .
قيادات بالوطني تشيد بمخرجات شوري الحزب
أفاد والي البحر الأحمر السابق علي احمد حامد في حديثه حول الشورى ، أن أهم التوصيات لمجلس شورى المؤتمر الوطني، والتي كان أهمها أن المشير عمر حسن أحمد البشير، سيكون هو رئيس و مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية للدوره القادمة 2020، و ممثلا لحزب المؤتمر الوطني بتوافق وإجماع كامل لأعضاء الحزب .
حيث أكد أن هذا القرار أختصر الكثير من المشوار الذي يقود إلى الوفاق حول رؤية لمستقبل السودان بدٲ” بالمؤتمر الوطني ومن ثم اندياحها للقوي السياسية الاخري .
وأكد ايضا عن قرار وضع رؤية إقتصادية تتجاوز الصعاب الحالية الي مستقبل و أستقرار إقتصادي أفضل للسودان.
وبدوره صرح الأستاذ: حامد ممتاز رئيس ديوان الحكم الاتحادي والأمين السياسي للمؤتمر الوطني، أن إنعقاد مجلس الشورى في هذا التاريخ يعد تحول إيجابي كبير في تاريخ المؤتمر الوطني، مبيناً الشورى أكد على قضايا جوهرية تتعلق بتعديل النظام الاساس، وكذلك ترشيح السيد رئيس المؤتمر الوطني عمر حسن احمد البشير رئيسا للحزب و مرشحا للرئاسة في 20/20 بإجماع كامل لأعضاء الشورى البالغ عددهم 400 عضو، وكذلك بإجماع كل قواعد و قيادات المؤتمر الوطني على المستوى العام .
حيث أكد أن هذا التحول السياسي الإيجابي في تاريخ المؤتمر الوطني؛ يؤكد على تماسك هذا الحزب و التفاف أعضاءه و قياداته حول القيادة بما يؤشر إلى تحقيق الأهداف الكلية في ترشيح السيد رئيس الجمهورية، و بناء الحزب في المرحلة القادمة .
مثمناً أن هذه الشورى أكدت على تعديل اللوائح بما يتسق مع مطلوبات المرحلة المقبلة، و كذلك حملة بناء المؤتمر الوطني في المراحل القادمة التي تبدٲ بنوفمبر و تنتهي بمؤتمر عام في أبريل عام 2019 وفقا لاجراءات النظام الأساس ولوائح الحزب المعدة لذلك .
التعليقات مغلقة.