القيادي أمين حسن عمر لـ(باج نيوز):- البعض في الحزب يكرهون موقفي لأنه “نشاز” في سيمفونية هم عازفوها..!
في إفادات جريئة بعد انتهاء اجتماعات الشورى.. القيادي أمين حسن عمر لـ(باج نيوز):-
يشق على البعض فهم هذه المعادلة رغم درجاتهم العلمية الرفيعة..!
ليست المرة الأولى التي أعارض إعادة الترشيح، ولكن..!
حزبنا فيه الأنقياء الأتقياء وذوي الحاجات والطموحات أيضاً
الرئيس لن يقول (…) ذلك، وبعضهم ملكيون أكثر من الملك
بات صوته وحيداً وهو يعارض إعادة ترشيح الرئيس السوداني عمر البشير لدورة رئاسية جديدة.. صحيح أنها ليست الأولى، فقد سبق وأن عارض إعادة الترشيح تحت مسمى “التجديد”، لكن هذه المرة، كان الأمر مُختلفاً، لأن “إعادة الترشيح” تطلب تعديل بنود في لائحة حزب المؤتمر الوطني..
الاتهامات صوبت على القيادي أمين حسن عمر وآرائه التي قيلت في العلن، خاصةً بعد إجماع شورى الوطني باختيار البشير مُرشحاً للحزب..
وتحولت الاتهامات إلى تهديدات مبطنة من بعض القيادات بتطبيق المحاسبة على الأصوات النشاز التي ربما يُمثلها وحيداً أمين حسن عمر..
(باج نيوز) طرحت على عضو مكتب الشورى والقيادي المعروف عدداً من الأسئلة، فإلى ما أدلى به:-
حوار: باج نيوز
*لم نسمع صوتك فى إجتماع مجلس الشورى الأخير.. هل حقاً ما قيل إن معارضي ترشيح البشير غيبوا أنفسهم عن الاجتماع؟
لا أتحدث إلا عن نفسي.. لكن زملائي في الحزب يعرفون حرصي على حضور اجتماعات المكتب القيادي والمجلس القيادي والشورى، هذه المرة كنت خارج البلاد فى “جوهانسبرج” لحضور اجتماعات البرلمان الإفريقي ففاتتني الجلسات المهمة لمجلس الشورى، لكني كنت حاضراً فى المشهد بما نقل عني ولم أقله وما قلته.. أنا لا أتوارى خلف شىء ولا أحب مواربة الكلام ولئن بعضهم فسر موقفي بعدم قبول تعديل النظام الأساس للحزب وعدم قبول تعديل الدستور وكأنه موقف مضاد للرئيس، فهم وما يأولون، أنا لا تعنيني تأويلات الآخرين إنما أرفض فكرة تحوير النظام الأساس والدستور لمجرد ترشيح الرئيس لأن الأفكار أبقى من الأشخاص، بعض الناس يعتقدون أن الحزب شخص أو مجموعة أشخاص أنا أرى أن الحزب فكرة أو مجموعة أفكار وما لم نكن أوفياء للفكرة فلا معنى للتحزب خلف شخص أياً ما يكون قدره وفضله.
*هل تأثرت علاقتك بالرئيس بسبب مواقفك الأخيرة؟
من هذا الطرف الذي هو طرفي أنها لم تتأثر وغالب ظني أنها لم تتأثر حتى من جانب الرئيس، لأنها ليست المرة الأولى التى أعارض إعادة ترشيح الرئيس فقد فعلت فى انتخابات العام 2015 وظلت علاقتي بالرئيس كأفضل ما تكون وأعلم أن بعض الناس ملكي أكثر من الملك.. الرئيس يعرف أن موقفي مُنطلِق من قناعات فكرية ومن تمسكي بتنزيل وثيقة إصلاح الحزب والدولة التى إنحازت للتغيير والتداول على المواقع لبناء القيادات وتجديد الأفكار والسياسات ولا زلت، لكن البعض زعم أني عوقبت بإغلاق مدارس لا أملكها حتى، وزعم آخرون أني اعتقلت مع القطط السمان التى يزعمونها، و لا أفهم لماذا يصر البعض على الوضع الراهن؟.. هب أنه وضع حسن أفلا نتطلع لأحسن منه؟.. أنا عشت فى دهاليز السياسة وأقبيتها منذ السنة الأولى فى المدرسة الثانوية وأعلم أن من أهلها صادقون محافظون لكنهم لايحبون تغيير الوضع الراهن بسبب عقل متشائم يرى أن الأمس خيرٌ من اليوم وأن اليوم سيكون خير من الآتي ومنهم من جاءه ما جاء ناكح أم عمرو “دنيا يصيبها أو حاجة يفوز بها”. وكذلك الحال لدى من يعارض، فالبعض يعارض للبحث عن فرصة ومصلحة وآخر يعارض لإرساء فكرة أو منهج، فهكذا حال الناس في السياسة وسائر مناحي الحياة.. وحزبنا شأنه شأن سائر الأحزاب فيه الأنقياء الأتقياء وفيه ذوي الحاجات والطموحات وكلما اتسعت قاعدة الحزب اتسع عدد هؤلاء وأولئك، ولست أحزن لأجل ذلك فليست الحياة كلها إلا كذلك.
*صرح أحد القياديين أن من لا يريد ترشيح الرئيس لا يريد الحزب.. ما رأيك؟
كما ذكرت فإن بعضهم ملكيون أكثر من الملك، لا أعتقد أن الرئيس سيقول مثل هذا القول فهو يعرف أنه لا تطابق بين شخصه وبين الحزب، فالحزب ليس شركة شخصية أو ملكية محدودة.. الحزب مؤسسة مساهمة عامة اجتمع فيها المحاذبون لتحقيق أفكار وصنع سياسات يحسبونها تحقق الصالح العام.. ومن يقول بهذا يريد إلغاء الديمقراطية فى الحياة الحزبية.. هب أننا عدلنا الدستور الحزبي والدستور الوطني لإتاحة الفرصة لترشيح الرئيس هل هذا يعنى أننا سنفرض على أعضاء الحزب ألا يرشحوا غيره للمنافسة داخل الحزب؟ وهل سنفرض على الأحزاب الأخرى ألا تنافسه في الإنتخاب العام؟.. قرار الشورى الذي أقر لا يعني إلا أن الحزب سيحاول إزالة الموانع القانونية لترشيح الرئيس وهى النظام الأساس والدستور ولا يعنى هذا إلغاء اللائحة الحزبية التى تقول أن مرشح الحزب يجري اختياره فى المجلس القيادي من خمسة مرشحين يرفع منهم ثلاثة للشورى وترفع الشورى اثنين للمؤتمر العام لاختيار رئيس المؤتمر العام الذي سيكون بحكم اختياره مرشح الحزب للإنتخابات العامة.. إذاً حتى ذلك الوقت يحق لكل شخص أن يصوت للرئيس أيا ما تكون دوافعه أو يصوت ضد انتخابه.. وهكذا يشق على البعض فهم هذه المعادلة رغم درجاتهم العلمية الرفيعة، فنحن لسنا ضد الرئيس ولكننا ضد إعادة ترشيحه.
*قيادى آخر صرح أنكم سوف تتعرضون للمحاسبة إذا تكلمتم ضد ترشيح الرئيس خارج الأجهزة فما رأيك؟
أولاً هذا القيادي الذى تحشم عن ذكر اسمه، لا أدري وزنه ولا وزن موقعه في الحزب، لكن من قال أننا نخشى المحاسبة نحن على استعداد للمحاسبة، فإذا كانت المجاهرة بالرأي جنحة فنحن جانحون، هذا القيادى المستتر لا يعرف أن المساجلة بين الرأي والرأي الآخر يجب أن تكون بالعدل والقسطاس وطالما أن الجهة الحاسمة التي هى المؤتمر لم تفصل في من يكون مرشح الحزب فمن حق أي عضو أن يقول رأيه فى هذا الأمر داخل الأجهزة وخارجها، لأن من يؤيدون الرأي الآخر يقولون بالرأي الذى يناصرونه داخل الأجهزة وخارجها.. فلا يمكنك أن تعلن أحد الموقفين وتتكتم عن الآخر، ثم إن هذا القيادي المستتر لا يعلم أنه لم يعد فى السياسة سر (وهذه محمدة ) فما يقال داخل أقبية الحزب سرعان ما تسير به الركبان ربما الوسائط فى هذا الزمان.
*ألا تتوقع أن تتعرض للمساءلة والمحاسبة؟ أو أن تُستهدف بسبب مواقفك؟
ظني في قيادة الحزب وفي عضويته أفضل من ذلك، وقد جهرت برأيي هذا من قبل ولم أر من قيادة الحزب إلا إستدامة الاحترام والتقدير المتبادل، لكنا لا نخشى أن ندفع ثمن الأفكار.. حبسنا لعشرات الأشهر وجرت مضايقتنا فى أرزاقنا وكنا أوانها مقبلين على الحياة فلم ننكص فكيف بنا ونحن نرى ما اتخذناه ظهريا من سنواتها أكثر أضعافاً مضاعفة مما نستقبله ولو طالت الأعمار.
*وصفت أعضاء الشورى بما لا يليق..لماذا؟
هؤلاء إن كانوا معارضة أو كانوا أصحاب أغراض من المحاذبين، فهم لايعرفون أخلاقي.. أنا لا أبيح لنفسي الإساءة لأحد بسبب موقفه لأنني لا أقبل من أحد الإساءة لي بسبب موقفي، هؤلاء وأولئك استغلوا “بوست” في “فيس بوك” كنت وضعته فى إحدى مداخلاتي قبل انعقاد الشورى وهو بوست لم أكتبه وإن بدا لي معبراً عن أحوال الأمة وأحوال أحزابنا وجماعاتنا.. وكنت كتبت في عنوان البوست أن أحدهم كتب، وذلك لأوضح أنه بوست منقول لأني لم استذكر اسمه بالكامل، اسمه “صقر” لكن لم أذكر بقية الإسم، فصادف ذلك رغبة عند معارضين فى الإساءة إلى المؤتمر الوطني، الذى أنا لا أزال عضو فى قيادته وصادف هوى عند من يعارضون موقفي داخل الحزب من أولى الأهواء ليقولوا أني قد عبرت الخطوط الحمراء.. أنا أعلم أن البعض فى الحزب يكرهون موقفى لا لشىء إلا لأنهم يعتقدون أنه صوت نشاز فى سيمفونية هم عازفوها ومشنفون بها الآذان.
هل ستكتفي بالرأي أم لك خطوات أخرى؟
نحن فى مرحلة أن نقول رأينا، فاذا استُمِع له حتى وإن لم يؤخذ به، فهكذا الأحزاب وأدب الشورى، وإذا حاول البعض كتم أصواتنا فسوف نتابع كل الخطوات السياسية و القانونية المشروعة لحفظ حقوقنا وضمان سيادة ما اتفقنا عليه من نظم وما تعاهدنا عليه من احترام للقانون والدستور ولا نفتات على أحد إن فعلنا ذلك.
التعليقات مغلقة.