باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

الطاهر ساتي: تأهيل الأطلال..!!

421

:: قرار بمنع توظيف من يتعاطون السجائر والتمباك بمشافي الخرطوم.. ويقول وزير الصحة بالخرطوم: (عدد الذين تقدموا للوظائف بمستشفى حوادث وطوارئ جبرة ومستشفى الأمومة والطفولة وصل إلى 3000 من الكوادر، وسوف نتأكد أن من سيتم تعيينهم غير مدخنين أو متعاطين للتمباك).. وفي الذاكرة، عندما كان الطيب مصطفى مديراً، نشر التلفزيون القومي إعلاناً عن حاجته لسائقين، وكان من شروط التقديم (السائق ما يكون يسف التُمباك)، فكتب شاعرنا الجميل هاشم صديق مقالاً تساءل فيه بسخرية: (طيب لو بيسف أموال الناس كيف؟)..!!

:: والمهم.. قبل (12 سنة)، قدمت وزارة الصحة الاتحادية خارطتها الصحية لوزارة المالية، وكان بها عدد من المشاريع (المهمة جداً).. منها مشروع إنشاء مستشفى حوداث وطوارئ بحي جبرة، وأجازت المالية المشروع.. حوداث الخرطوم، قبل تجفيفها، تقع في منطقة هي الأكثر زحاماً بالمارة والسيارة، ولا يصلها المريض إلا بشق الأنفس، ولم تكن تسع لكل حوادث وطوارئ سكان الخرطوم، إذ كانت تستقبل (1500 حالة يومياً)، ولم تتجاوز سعة عنابرها (40 سريراً)..!!

:: ولذلك، وافقت المالية على مشروع مستشفى حوادث وطوارئ جبرة، لتخفف الأعباء على حوادث وطوارئ الخرطوم التي تم تجفيفها لاحقاً، ولتخدم سكان أحياء جنوب الخرطوم من الصحافة إلى جبل أولياء، ولتصل خدمات حوادث وطوارئ جبرة حتى للأحياء الواقعة شمال الخرطوم.. وعندما تجاوبت المالية مع فكرة المشروع، شكلت وزارة الصحة لجنة فنية لترجمة الفكرة إلى أرض الواقع، وانبثقت من تلك اللجنة لجان طبية وأخرى هندسية وسافرت إلى الإمارات وماليزيا وروسيا، ثم عادت واجتمعت بالأسابيع والأشهر، حتى توصلوا إلى خارطة مشروع، قبل (11 سنة)..!!

:: يتكون هذا المرفق من خمسة طوابق، وعلى مساحة (3500 متر مربع)، و تسع (160 سريراً)، وبها – لأول مرة في تاريخ مشافي السودان – قسم خاص لإصابات حوداث المرور، وكذلك قسم خاص لحالات التسمم، وأربع غرف للعناية و(8 عنابر).. أي هي الأكبر – والأحدث – في السودان من حيث المواصفة الفنية والطبية، لأنها جمعت تجارب مشافي حوادث وطوارئ تلك الدول التي زارتها تلك اللجان.. ثم قدمت اللجنة خارطتها وميزانيتها لوزارة الصحة، وهذه قدمتها لوزارة المالية، وتم التمويل فوراً لأهمية المرفق، وكان ذلك قبل (12 سنة)..!!

:: ثم كان الشروع في التنفيذ (فوراً).. (7 مليارات جنيه) هي تكلفة المباني، تم تنفيذها قبل (10 سنوات) ..(7 مليارات جنيه)، عندما كان سعر الدولار (2.5 جنيه).. ثم لم يرد اسم هذا المرفق على ألسنة المسؤولين طوال فترة (10 سنوات)، وهي عمر المباني التي ظلت مهجورة بحي جبرة.. (هناك أربع جامعات لديها مقترح تأسيس مشافٍ بمنطقة جبرة، ومنها الجامعة الوطنية والرازي والعالمية).. بهذا التبرير الساذج تم تعطيل أحدث مستشفى طوارئ في البلاد لفترة (10 سنوات)، وبهذا التبرير تم تحويل المباني المُشيدة بأموال الناس إلى بنايات مهجورة وأوكار للمتشردين لفترة (10 سنوات)..!!

:: وعليه، بما أن وزارة الصحة تعلن عن تشغيل هذا المرفق – بالأطباء غير المدخنين والذين لا يتعاطون التمباك – حسب تصريح الوزير مأمون حميدة، تبقى الأسئلة المشروعة: من المسؤول عن تحويل مباني مستشفى حوادث وطوارئ جبرة – طوال عقد من الزمان – إلى أطلال يعاد تأهيلها حالياً لتصبح مستشفى؟ وكم حجم الخسائر؟ وهل هناك مساءلة ومحاسبة لهذا الإهدار بحيث لا يتكرر في مشروع آخر؟ أم أن نهج السادة هو (إذا سفَّ الطبيب التمباك حرموه، وإذا سف المسؤول الأموال أو أهدرها رقوه).. ؟؟
Tahersati@hotmail.com

التعليقات مغلقة.

error: