باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: هنا.. الوقت الضائع

806

وأنا عائدة من العمل إلى المنزل أمس (الأحد)، رأيت ذلك المنظر المروع والمخيف..
والمشاهد المخيفة في السودان تنقسم لاثنين، إما أنها متعلقة بالدماء والعنف والحوادث، أو أنها تنقل معاناة سيئة تتمحور في الحصول على أساسيات الحياة..
في السابعة مساءً اصطفت السيارات و”الهايسات” و”الحافلات” أمام محطات الوقود، التي كانت “فارغة من أي قطرة”.. توسط بعضها “بوكس” يتبع للجهات النظامية لحفظ أي محاولات تفلت..
معظم المواطنين، أغلقوا مركباتهم وأمّنوها جيداً وذهبوا إلى حال سبيلهم.. المهم أنهم حجزوا موقعاً قريباً من المحطة لملء “التنك”..
لم أكتب هذه الكلمات إلا بعد رؤية ثلاث محطات تزدحم أمامها الصفوف..
لا أعلم ما الذي حدث أمس.. فأمس الأول (السبت)، كان الازدحام معقولاً والمحطات ممتلئة ولا بوادر لشيء..
وعلى مقربة من مواقع تكدس السيارات، انتظمت صفوف أخرى من مختلف الفئات العمرية، تقف لساعات طوال أمام المخابز..
بعض الأفراد نجحوا في الحصول على “خبز” وبعضهم أُغلقت أمامهم الخيارات، كما أغلقت بعض المخابز أبوابها، وحصل العاملون فيها على إجازة إجبارية..
إن عدنا قليلاً إلى الوراء، منذ بدء الأزمة الأولى نهاية يوليو الماضي؛ ظللنا نسمع تضارب التصريحات بين وزارة النفط التي تُعلن توزيع أطنان الجازولين يومياً بالقدر المعتاد على المخابز، وبين وزارة الكهرباء التي تؤكد أيضاً استقرار التيار الكهربائي بعد أن عزت المطاحن تعطل عملها نسبة لانقطاع الكهرباء..
وظللنا نسمع ما يقوله أصحاب المخابز، وأصحاب المطاحن، ووكلاء التوزيع وولاية الخرطوم، و…. وكل من له دخل بالأزمة، لكن لا حقيقة موضوعة أمام الرأي العام.
حرصت كل جهة بأن تُثبت أن الخلل ليس منها، إنما من الجهة الأخرى، أو أنه “مؤامرة كُبرى” من أصحاب الغرض والمرض، وبذلك باتت تتكرر مشاهد الأزمة “مكانها وين”؟
يتراجع الدولار منذ اتفاق سلام الجنوب، مما ينبئ بوجود وفرة، وانعكاس ذلك بالقدرة على شراء “الوقود” و”الجازولين” و”الغاز” و”القمح”.. إذاً ما الذي يحدث؟
الأزمات واضحة، لا نحتاج لوصفها، ولا أعتقد أن الوضع الحالي يُمكن أن يُنتج حلاً من الصحافة والإعلام، لكن من واجب الدولة والأجهزة المختلفة احترام المواطن قليلاً، بترك التناقض الذي ظلت تمارسه وتوضيح الحقائق للرأي العام.
من غير المقبول أن يُضيِّع المواطن أكثر من نصف يومه، في صفوف الوقود والمخابز ولن نقول “الصرافات الآلية” إنما البنوك نفسها، ومن دون طائل، ولا يتكرم أحد بالتوضيح والاعتذار.. ما لكم كيف تحكمون؟!

التعليقات مغلقة.

error: