اتهم الحزب الشيوعي ، الحكومة بشراء بعض الاحزاب المعارضة من اجل تغيير موقفها من اسقاط النظام ، وقال الناطق الرسمي للحزب فتحي فضل ،في مؤتمر صحفي بالمركز العام للحزب أمس الاول ، ان بعض الأحزاب السياسية تعمل لعدم قيام الانتفاضة الشعبية ضد الحكومة كما تقوم في نفس الوقت علي تنشيط خارطة الطريق الافريقية بطرق ملتوية لتفادي الانتفاضة ، معتبراً ان تراجع بعض الأحزاب عطل العمل المشترك بين قوي المعارضة ، واعترف فضل بغياب التنظيم والتنسيق بين المعارضة الأمر الذي اجهض اي برنامج باسم قوي المعارضة ، وقال ان كل ما توحدت المعارضة في مواقفها يقوم المجتمع الدولي بتقسيمها واضعافها من خلال المصالحات مع الحكومة لذلك تتراجع وتتخوف بعض الأحزاب عن تلك المواقف رغم اتفاقها المسبق معهم في نفس القضايا وأضاف (الحزب الشيوعي لن يستجيب لتهديدات الحكومة او يتجاوب مع محاولات الترقيع معه من قبل المجتمع الدولي ) ، وذكر فضل ان الشيوعي يتقدم خطوة خطوة لبناء الحركة التقدمية الثابتة الثابتة مع النقابات والمهنيين والمتضررين في بعض المناطق لتنظيم وحدة واحدة من اجل اسقاط النظام .
المعروف ان قوي نداء السودان هم من تتبني خريطة الطريق وهي قوى حزبية وعسكرية مؤثرة ولا يمكن انجاز أي تغيير، او تحقيق السلام بدونها، ولذلك فان اتهامها بتنشيط خارطة الطريق بطرق ملتوية لتفادي الانتفاضة، وانها تراجعت عن العمل المشترك بين قوى المعارضة ، وان الحكومة باعت او اشترت في بعضها) ، فهذه تخرصات و تبريرات لحالة الاحباط و اليأس التى هيمنت على الاستاذ و حزبه ، ومع ذلك يشتكي المتحدث باسم الحزب الشيوعي من غياب التنسيق مع تلك القوى .. التي يسرف في وصفها بأقذع الألفاظ ويتهما في التزام جانب الشعب وهو خطأ ما كان متوقع من متحدث الحزب الشيوعى.
هذا التصريح دليل على استمرار الحزب الشيوعي في نهجه بارباك العمل المعارض، بدءاً من تراجعه عن خارطة الطريق التي كان قد وافق عليها ، وادي موقفه هذا الي انقسام المعارضة بين قوي الاجماع ونداء السودان ، وبعد ذلك محاولة فرض رؤيته علي احزاب لها تاريخها وتجربتها الوطنية ، الي ان توج انفراده بالقرار المعارض بدعوته لمسيرة 16 يناير 2018 وفرضها علي قوى المعارضة واعتبارها الشرارة المفضية للانتفاضة .
لا أحد يستطيع اخلاقيا المزايدة علي القوى الحاملة للسلاح باعتبارها تقدم تضحياتها دماءاً وشهداء ولا قوى نداء السودان المدنية التي ظلت الاعلي صوتاً و الاكثر عملآ ورموزها أخر الخارجين من المعتقلات دون اجتماعات مع سلطة الاعتقال .
ان مثل هذه التصريحات لا يمكن ان تعبر عن الحزب الشيوعي الذي نعرفه و نحترم نضالاته خلال مسيرة العمل المعارض ، ونشهد الآن انه يشهد تراجعاً خطيراً لدرجه انه اصبح أزمة المعارضة بشقيها، وليس أدل علي ذلك من قيامه بنشر رسالة داخلية من الحركة الشعبية علناً وارفاق الرد عليها في صحيفة الميدان .
هذا التصريح يعتبر احدث محاولة مكشوفة للتملص من العمل المشترك تماشيآ مع نصيحة السلطة، فبعد مغادرة نداء السودان فان الحزب الشيوعي يطلق رصاصة الرحمة علي نداء الخلاص ..
لقد سئم الناس من تكتيكات الحزب الشيوعي و تحليلاته التى لم تتفق مع الواقع يوما، فلا احد يتفق مع الحزب الشيوعى فى ضرورة وحدة المعارضة كشرط لازم للانتفاضة ، و الشعب السودانى لم ينتظر وحدة المعارضة فى اكتوبر و لم ينتظرها فى ابريل .. هذا تبرير واهى ، فلا يمكن لانتفاضة مقدرآ لها ان تسقط النظام ان تعرقلها بعض الاحزاب التى تم شراءها ، هذه اوهام و تخاريف و محاولة تضليل مكشوفة ،
على قوى المعارضة ان تكف عن اعتبار الحزب الشيوعى بقرة مقدسة ، وأن وجوده فى مركز المعارضة لا بديل له، بهذا التصريح وضع الأستاذ فتحى فضل حزبه فى مأزق ،و مطلوب منه ومن حزبه الاعتذار عن هذه التصريحات، نواصل
التعليقات مغلقة.