أصبنا باليأس، فالاحوال الاقتصادية صعبة، والسيد (الدولار) رفض كل الرجاءات، كل يوم هو في شأن جديد ، ولم يصدق التجار تلك القفزة للسيد الدولار فباتوا يقطعون الاسعار من رؤوسهم ولا يخشون شيئا ولا يلقون بالاً للمواطن المسكين.
حكاوي عديدة تحكى، وقصص تروى ومشاهدة تدل على ان الامور باتت تفقد السيطرة ، شخصياً مررت بالعديد من المشاهد تدل على جشع التجار وسعيهم للاستفادة من الهلع الذي أحدثه السيد الدولار ، طلبت الاسبوع الماضي من سائق (ركشة) توصيلي الى شارع الاربعين بامدرمان مع العلم ان نقطة تحركي كانت من محطة ودالبشير بأمبدة، طلب سائق الرقشة (100) جنيه نظير هذا المشوار علماً بأن المشوار او المسافة لا تتعدى 2كيلو متر ، فدخلت معه في نقاش طويل، قلت له هل تعرف شارع الاربعين ؟ والسؤال نبع من كون المبلغ المطلوب تعجيزي لأي راكب، فكان رده: نعم أعرفه جيدا ، قلت له ان كنت تعرفه جيدا كما قلت فلماذا (100) جنيه ، قال لي : انت عارف الدولار وصل كم ؟، قلت له وماهي علاقة الدولار بهذا السعر التعجيزي الذي طلبته ، قال لي يا استاذ الدولار يؤثر على قطع الغيار لأنها تأتي من الخارج ، والوكيل لابد له من دولار حتى يستجلب قطع الغيار ، وعندما يشتري الدولار بـ(47) جنيهاً مثلاً طوالي بقوم بخت الزيادة في قطع الغيار وعندما نأتي للشراء نجد ان السعر خلال اسبوع واحد ارتفع بنسبة 200% وبالتالي لا يوجد حل لدينا الا بزيادة تعرفة اي ترحيل بعدت المسافة او كانت قريبة، قلت له وما ذنب المواطن ، قالها ضاحكاً: ألست أنا مواطنا لدي اسرة تعتمد اعتماداً كلياً على هذه (الركشة) ، قلت له نعم انت مواطن ، وأنا مواطن لكن انت المستفيد الاول من هذه التعريفة ، قال لي وانت أيضاً مستفيد، مستفيد بأنك ستصل الي مشوارك دون رهق، وفي وقت وجيز، وأنا استفيد بالمبلغ في سد رمق أبنائي ومن أعول.
أصدقكم القول ان الرجل أقنعني بمنطقه ولم يقنعني بالمبلغ المطلوب وهذا ما ذكرته له فقال لي بعد هذه المحاضرة الطويلة انت عايز تدفع كم ؟ قلت له هذا المشوار في الاحوال العادية لا يتعدى الـ(30) جنيهاً، قال لي اركب حتى لو ما عندك قروش.
هذه مشاهد قليلة من مشاهد متعددة يعج بها السوق السوداني، ومن المفارقات ان أي سلعة تطلبها من يحدد سعرها التاجر حتى وان لم يكن هو سعرها المعروف ، ويمكن بكل سهولة ان تشتري سلعة من بقالة بسعر ، وتذهب للبقالة التي تجاور البقالة التي ابتعت منها تلك السلعة لتجد ان السعر تغير للأعلى ، فمن المسئول هنا يا ترى، واين القرارات التي صدرت من قبل بالزام صاحب اي سلعة ضرورة وضع ديباجة توضح سعرها، بالطبع هذه مسئولية الدولة التي يجب ان تقوم بكبح جشع التجار مراعاة لظروف المواطن المسكين والذي يتحمل غلاء السوق رغم ان راتبه هو ذاته راتبه قبل خمس سنوات.
2
عندما تقدم حي العرب بورتسودان على المريخ بهدف في اللقاء الذي جمعهما أمس كنت على قناعة تامة بأن حكم المباراة القومي خالد يوسف لن يرتاح له بال الا بعد ان يحرز المريخ التعادل ، وبالفعل تعادل المريخ قبل نهاية الشوط الاول، وفي الحصة الثانية اهدى الاحمر الفوز باحتساب ضربة جزاء(مهدرة) اعتقد ان نجم حي العرب لم يستخدم يده لابعاد الكرة انما استخدم كتفه، فتوهم خالد يوسف ان اللاعب استخدم كفه فقام بطرده، وبالتالي تسبب في ان يلعب حي العرب أكثر من 35 دقيقة وهو ناقص العدد .
وعندما فشل المريخ (كامل العدد) في تحقيق الفوز في الوقت الرسمي للمباراة منحهم (5) دقائق أخرى، كان يتملكني احساس سيطر علي تماما بأن هذا الحكم كان بمقدوره ان تستمر المباراة لـ(24) ساعة حتى ينهك العرب ويتمكن المريخ من الفوز وهذا ما حدث.
3
نجح الاعلام المريخي السالب في التأثير على قرارات الحكام خاصة الحبيب مامون أبوشيبة ، فهذا الرجل يعشق، ويهوى ، بل ويدمن مهاجمة الحكام ، وأي حكم عنده يترصد المريخ مالم يمنح فريقه ركلة جزاء او يقوم بطرد أحد لاعبي الخصم، وقتها فان هذا الحكم الذي يقوم بتلك الافعال التي تخدم فريقه هو حكم نزيه، وحكم ممتاز، ويجب ان يدير أي مباراة للمريخ.
ابوشيبة تحدث عن ظلم تحكيمي وقع على المريخ في مباراة اهلي شندي التي كسبها المريخ (بهدية) يسن ، مامون قال ان المريخ في خطر كون الحكم ظلم فريقه رغم ان كل من شهد المباراة وقف على حالات الظلم البين لهذا الحكم ضد النمور ، وبالطبع لم يتحدث مامون عن الطريقة التي اسقط بها يسن الكرة واهداها للنعسان ليحرز منها الأخير هدف الفوز لفريقه.
4
هاتفني شخص لا أعرفه ، وآخر حضر لمكاتب الصحيفة الاول هاجمني بعنف وظللت بارداً، استمعت له جيداً، قال لي الا ترى في رئيس الهلال شيئاً جميلاً، قلت له بكل برود الدنيا رئيس الهلال يجد عندنا التقدير والاحترام لكنه غير معصوم من النقد ، قال لي هل ذكرته يوما بخير ، قلت له بكل برود الدنيا نعم وفي مرات متعددة، شكرته على الجوهرة ، لكنني انتقدته في جلوسه وحيدا في المقصورة ، ورأدفت له قائلاً: سأواصل في نقدي له حتى يكف عن هذا السلوك القبيح، سلوك الجلوس وحيدا وكآنه فرعون ينظر للآخرين من علِ.
قال لي لكنه هو من شيد الجوهرة ، قلت له وهل شيدها لنفسه او للهلال ، قال لي شيدها للهلال قلت له فان شيدها للهلال فلا يصح بل غير مقبول ان يجلس وحيداً بها، اما ان شيدها لنفسه فمكانها شركاته وليس استاد الهلال، وأضفت له: الهلال ليس ملكا له، بل لم يشتر الهلال ولن يجرؤ وبالتالي فان جلوسه وحيدا مرفوض مرفوض.
5
اما من أتاني بمباني الصحيفة فلم التقيه لكن رسالته قد وصلت تماما وأنا في انتظاره لنتحاور في الهلال ومن أجل الهلال ، لأنني ليس كبيراً على ان يتم نقدي، فان كنت انتقد الآخرين على ان اقبل النقد منهم مهما كانت درجة قسوته .
أعيد وأكرر وأنوه أنا بطبعي ديمقراطي، احب الديمقراطية ،أسعد بالحوار المنطقي، أمقت الذين هم (خدويون) اكثر من الخديوي نفسه ، وما اكثرهم .
اذهبوا فانتم الطلقاء
التعليقات مغلقة.