باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

كيف نعى الصحفيون السودانيون مدير سد النهضة الذي أُغتيل اليوم ؟

843

الخرطوم: باج نيوز

بمجرد انتشار نبأ إغتيال المدير التنفيذي لمشروع “سد النهضة” الإثيوبي داخل سيارته فجر اليوم الخميس، تبارى الصحفيون السودانيين في إظهار محبتهم للرجل وذكرياتهم معه، ونشر عدداً منهم صوراً تجمعهم به على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك، تويتر” وتطبيق التراسل الفوري على الهواتف “واتساب”.

وعثر صباح اليوم الخميس، على جثة مدير مشروع سد النهضة الاثيوبي، سيمنجو بكلي، في سيارته، بوسط العاصمة أديس أبابا، وقالت الشرطة في وقت لاحق إن بكلي “مات مقتولاً برصاص مسدس”.

وكانت السفارة الإثيوبية في الخرطوم، رتبت عدد من الرحلات للصحفيين السودانيين لزيارة السد للوقوف على عملية إنشائه.

الصحفي السوداني محمد عبد العزيز، ترحم على صفحته بـ”فيسبوك” على “بكلي”، واصفاً إياه بالبطل القومي الاثيوبي، وإعتبر أن رحيله بمثابة خسارة لاثيوبيا خاصة ولدول حوض النيل الشرقي عامة.

ونشر عبد العزيز، صورة تذكارية تجمعه بالراحل، التقطها أثناء زيارته لجسم السد قبل عام.

محمد عبد العزيز مع “بيكلي”

بالمقابل، كتب الصحفي بجريدة “الصيحة” عبد الرؤوف طه، إن مدير سد النهضة الاثيوبي الذي قتل اليوم “كان متفانياً في عمله لحد كبير”.

وأضاف طه الذي نشر صورة له مع المهندس الإثيوبي كان قد إلتقطها أثناء زيارته لإثيوبيا ضمن وفد للصحفيين السودانيين، أن بقلي حدثهم خلال زيارتهم لسد النهضة قبل عام تقريباً بكل فخر واعتزاز عن السد وأحلامهم، وتابع “لكنه رحل قبل ان تعانق أحلامه أرض الواقع”.

عبد الرؤوف مع الراحل

الصحفي السوداني بقناة الجزيرة محمد الطيب، قال عن الراحل إنه “رجل في غاية التهذيب والذكاء والإخلاص والتواضع”، وأضاف بعد أن بث صورة تجمه بالرجل على صفحته “رحل ايقونة السدود والتنمية .. اليوم تفقد اثيوبيا رجلاً عظيماً، حكيماً، مخلصاً لوطنه ولعمله ولأمته”.

محمد الطيب و “أمين سر السد”

“الحزن يسكن المدينة والبيوتات الحزينة”، إستلف الصحفي الزين عثمان مقطع من أغنية “يا ضُلنا” للشاعر يحي فضل الله، لوصف حزن الاثيوبيين على وفاة مدير مشروع السد الاثيوبي، فالزين بدًل كلمات الأغنية من “الفرح يملأ المدينة إلى الحزن” تعبيراً للحالة الإثيوبية.

يقول الزين الذي زار أيضاً جسم السد وإلتقى “أمين سره”، “لأن رصاصة غادرة اخترقت صدر (رمزهم) الذي يسمونه في قلوبهم المهندس (بكلي) وصٍفته المدير التنفيذي لمشروع نهضتهم المنتظرة، ويضيف “لكن هل سألتم أنفسكم لماذا يبكون ساعتها ؟”.

يمضي عثمان “تبدو الاجابة في منتهى البساطة ويوقع عليها ذات الاثيوبي البسيط الرجل –يقصد الراحل- الذي ركل حياة (الدعة) في أوروبا واختار بديلاً لها البقاء في مناطق مقفرة من بلاده. ترتفع فيها درجات الحرارة وينتشر فيها (الناموس) وأنواع أخرى من الحشرات مكتفياً بأن يسبقه توصيف (البناء) وهو يقوم بتشييد السدود في إثيوبيا”.

ويشير الزين “كان حلم الكثير من الإثيوبين أن يزوروا مناطق السد الحلم لا يكتمل دون إلتقاط سيلفي مع هذا الرجل”، ويضيف “صادف وجودنا هناك وجود أسرة اثيوبية رجلاً وامرأته قطعوا آلاف الأميال فقط لأن يكونوا هناك”، ويلفت أن السيدة ساعتها تحتضن الرجل وتنخرط في نوبة بكاء طويلة وترسل عبارات شكرها عبر الامهرية التي لا أجيدها ولكن بامكانك ان تحسها ساعتها.

ويمضي الزين في وصف اللقاء “كان بيكلي يزيح ناموسة من على وجهه ويقول بفعله قبل لسانه: (وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق)، ويضيف “ظل بيكلي بين عماله وموظفيه يستقبل الزوار ويسرد على مسامعهم تفاصيل ما جرى وما ينتظر.. لا يغادر مكانه هذا إلا من أجل الذهاب إلى حيث تجمعات الإثيوبيين في العالم يحاضرهم عن السد ويدعوهم لضرورة المساهمة من أجل الانتقال ببلادهم وأهلهم إلى واقع آخر”.

ويتسائل الزين عثمان “هل علمتم الآن لماذا يبكون ؟”، يجيب على السؤال قائلاً: “كانت تغافلهم يومها دمعة عشق الوطن”، ويعود ويطرح الزين سؤالاً أخير “هل عرفتم لماذا يصعد الجبل إلى أعلى ونهبط نحن في الدرك الأسفل من الوجع”، في إشارة إلى النمو الاقتصادي والأزمة الإقتصادية التي تضرب السودان منذ أعوام.

التعليقات مغلقة.

error: