انتهت اليوم (الأحد) الحملة الشعبية لمقاطعة اللحوم والبيض التي أطلقها عدد من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني على رأسهم جمعية حماية المستهلك بمدينة عطبرة.
رئيس الجمعية عمر عبدالرحيم، كشف عن نجاح كبير للحملة بنسبة 75% في منطقة عطبرة بولاية نهر النيل وأشار إلى مشاركة عدد من الولايات في الحملة على رأسها ولاية الخرطوم، فإلى ما أدلى به:-
حوار: باج نيوز
من أين نبعت فكرة مقاطعة اللحوم ولماذا مدينة عطبرة تحديداً؟
نبعت الفكرة من جمعية حماية المستهلك بمدينة عطبرة، نحن نعلم أن المشاكل كثيرة وأكبر من الجمعية فالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد كبيرة جداً لكن يجب أن لا نستسلم رغم أن الدولة تنتهج سياسة تحرير الأسعار، ومع ذلك التحرير لا يعني الفوضى.
لماذا وقع إختياركم على اللحوم دون غيرها من السلع؟
جلسنا في الجمعية وتناقشنا حول غلاء الأسعار واستعرضنا جميع السلع فوقع الاختيار على اللحوم بإعتبار ان السودان بلد منتج للثروة الحيوانية ولايستورد من الخارج حتى لايأتي شخص ويقول (الدولار الجمركي بكم) وقررنا أن تكون ضربة البداية من اللحوم لبحث المعوقات والأسباب وراء ارتفاع أسعارها، حيث شملت الحملة أيضاً مقاطعة البيض وسوف تكون السلعة التالية اللبن حتى نستطيع التقليل من تكلفة المعيشة بالنسبة للمواطن كما أننا نضع ايضا الخبز في القائمة.
*ما هو تقيمكم لحملة مقاطعة اللحوم؟
وجدنا قبول كبير جدا من الناس وأقمنا ندوات كبيرة جدا في المساجد والمدارس فوجدنا قبول من كافة شرائح المجتمع، وفي دول العالم المتقدمة ثقافة المجتمع هي التي تحدد السعر مثلاً في البرازيل بعد زيادة أسعار البيض إتفق المواطنون على عدم شرائه حتى انخفضت أسعاره بعد ثلاث أشهر وفي ألمانيا أوقف المواطنون مركباتهم في منتصف الطريق احتجاجاً على زيادة الوقود فالمسألة هي ثقافة مجتمع والمجتمع هو الذي يحدد السعر للدولة
*هل نجحت الحملة في تخفيض أسعار اللحوم؟
نعم نجحنا نجاح كبير فقد ساهمنا في تغيير ثقافة المجتمع حتى يستطيع المجتمع تحديد الربح المناسب وطبقنا شعار (الغالي متروك) ونسبة نجاح الحملة وصلت إلى 75% ، الناس التي كانت تشتري اللحوم أيام المقاطعة هم شريحة المعدنيين الأهليين (ناس الذهب) ولم يسمعوا عن الحملة ولكن الآن وضعنا ترتيبات لهذه الشريحة من خلال خيار الذبح في اماكن تواجدهم حتى لايتأثر محدودي الدخل بهم.
*إلى أي مدى انخفضت أسعار اللحوم في ولاية نهر النيل؟
انخفضت فأسعار كيلو العجالي انخفض من 160 جنيهاً إلى 140 جنيهاً وانخفض كيلو الضان إلى 200 جنيهاً حيث كان 250 جنيهاً.. ولكن هنالك تجار استغلوا الحملة لاحتكار اللحوم و المحافظة على الأسعار وكي يتمكنوا من إخراج صغار الجزارين من السوق ولكننا سنستمر في بث ثقافة المقاطعة لتغيير الاوضاع وسنهتدي بسياسية الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي كان يعمل على سن قوانين المجتمع عبر حوادث متفرقة ونحن في حوجة للقرارات المجتمعية لتقويم مسيرة المجتمع السوداني.
*لماذا استهدفت الحملة ولاية نهر النيل فقط ؟
نحن أطلقناها في عطبرة، لكن هنالك ولايات خرى تبنتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي من بينها الخرطوم وسنار والنيل الأبيض وذلك عبر مجموعات الواتس.
*ألا يوجد لديكم رصد أو تقييم من ولايات أخرى حول نجاح أو فشل الحملة؟
نعم في الخرطوم أكد عدد من أعضاء جمعية حماية المستهلك على نجاح الحملة في تخفيض أسعار اللحوم هنالك سلع حساسة قد لا تستحمل سياسة المقاطعة
* هل لديكم رؤية بشأنها مثل اللبن؟
نعم نحن نعتزم إقامة مشاريع منتجة لبعض الأسر محدودة الدخل بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الخيرية وديوان الزكاة .
*لكن يبدو أن هناك جهات مناهضة لحملة مقاطعة اللحوم؟
نعم هنالك جهات ناهضت الحملة وذلك لأن البعض يخلط بين السياسة ومنظمات المجتمع المدني ووجدنا معاكسات من بعض الجهات على شاكلة بث روح اليأس وأن الجمعية لن تستطيع أن تفعل شيئاً ولكن أصحاب القضية الحقيقية تفاعلوا مع الحملة.
*بعض أصحاب الملاحم بالخرطوم وعدد من الجزارين أكدوا على فشل حملة المقاطعة منوهين إلا أن الأسعار ثابتة ما رأيك؟
بالتاكيد لن تنجح الحملة بشكل كامل من أول مرة طالما لم نطرح بدائل متوفرة للسلع ، بتكاتف كل الجهات ستنجح الحملات القادمة بشكل كامل وفي عطبرة وجدت الحملة تجاوباً كبيراً من المواطنين.
*بعض الجزارين أكدوا على أن الحملة وجهت ضد الشريحة الخطأ باعتبار أنهم ليسوا المتسببين في ارتفاع أسعار اللحوم؟
نحن لسنا ضد الجزارين، نحن ضد الغلاء ، فالجزار جزء من المجتمع، الآن صغار الجزارين واقفين معانا نحن ضد الجشع ونرغب في معرفة الأسباب التي تقف وراء ارتفاع الأسعار، نحن حملتنا تستهدف المواطن لمحاربة الغلاء والجشع وأن الغالي متروك وان المواطن هو صاحب القرار في تحديد الأسعار المناسبة وفقا لأسعار التكلفة الحقيقية.
التعليقات مغلقة.