لينا يعقوب: مُدن المونديال

هناك في المدن الروسية الجميلة، الدافئة على غير العادة، تنتقل المشاهد من المألوف إلى اللا مألوف..

أبطال العالم “الألمان” يودعون البطولة ويخرجون من الدور الأول، المنتخبات الكبرى “البرازيل.. الأرجنتين” تجد صعوبة في الفوز.. “كرواتيا وبلجيكا” كأنهما يعوضان غياب “إيطاليا وهولندا” من المونديال..

المنتخبات العربية (مصر، السعودية، المغرب، تونس) بحسب “الأرقام” هي الأسوأ، لكن تسبقهم دولة “بنما”.

رفع العرب سقف التوقعات كالعادة، فأحبطوا شعوبهم..

خروج مبكر لإفريقيا، وانحياز رغم أنه غير مهني، لكنه مقبول، من مُعلقي قنوات (SPORTS beIN) لإفريقيا والعرب..

ليتنا كنا نرضى بالقليل مثل الشعب البنمي ولاعبيه، الذين احتفلوا بهستيرية بعد أن تمكن المنتخب من تسجيل هدف في إنجلترا، رغم أنه مهزوم بستة أهداف..!

كولومبيا كانت تخشى مرة أخرى، من تكرار سيناريو المدافع اندريس اسكوبار، الذي اغتاله مواطنون كولومبيون بالرصاص عام 1994م بعد أن أدخل هدفاً بالخطأ في مرمى فريقه، حيث تلقى لاعب الوسط كارلوس سانشيز تهديدات بالقتل عقب حصوله على بطاقة حمراء في مبارة بلاده مع اليابان..

الشرطة الكولومبية استدعت مختصين في جرائم الإنترنت، للمساعدة في تحديد هوية الأشخاص الذين يوجهون التهديد.

القبائل الإفريقية تمسكت بثقافتها في التشجيع، فنقلت الأزياء والرقص والعادات والتقاليد إلى مدرجات المستطيل الأخضر وخارجه في موسكو..

تقنية الفيديو “الفار” المُساعدة للحكام والتي يظن كثير من المتابعين أنها أفسدت مُتعة كرة القدم واستخدمت لصالح الدول الكبرى على حساب الأخرى، قللت الكوارث التحكيمية، وأظهرت نوعاً من العدالة خاصةً بعد أن اتخذ الحُكام قرارات وتراجعوا عنها بعد المشاهدة..
كأس العالم الذي يشهد عادةً حالات عنف في الملاعب والمدرجات وأماكن التجمعات، يمر الآن بسلام وأمان، لا حوادث قتل أو إصابات.. حتى الاحتكاك بين اللاعبين في الملعب محدود، مقارنةً بالأعوام السابقة..

التنظيم يبدو مذهلاً، ومرتباً.. الذكاء يسيطر على كثير من التفاصيل.. حتى “تذكرة المباراة” تحتوي على معلومات متميزة عن المباراة والملعب وتاريخه ووقت فتح الأبواب، وأماكن الجلوس وخريطة توزع المقاعد، والمواد المحظورة في الملعب..

هناك في مدن روسيا، الأجواء مثيرة، والاهتمامات متنوعة، والمواضيع متعددة.. أما المتعة فهي ممتدة بلا انتهاء..

أخيراً:-
الملاحظات وإبداء الرأي والنقد مفيد ومهم لتطور الجميع.. الشماتة والاستهزاء غير مستحبين، خاصةً من الدول التي لم تطأ أراضي المونديالات بعد..!

ولنا  عودة..