ضاعت هيبة التعليم، نعم ضاعت، ففي زمان مضى لم يكن يشغل بال الأسر سوى أن ينجح أبناؤها ويتفوقوا حتى يتمكنوا من مواصلة مسيرتهم التعليمية بكل سهولة ويسر. لم يكن يشغل بالهم أن ينضم أبناؤهم إلى تلك المدرسة أو هذه فكل المدارس حينها كانت على حد سواء في الالتزام والانضباط والمناهج الدراسية التي تخرج في النهاية مواطناً مؤهلا وصالحا في الخدمة المدنية وهذا ما تشهد عليه الخدمة المدنية في سنوات ماضية كان لها من البريق والألق، أما الآن فالوضع على النقيض تماما، يجلس أرباب الأسر ساعات طويلة في اختيار مدارس أبنائهم لضمان بيئة تعليمية صحيحة خالية من الشوائب التي يمكن أن تعكر صفوهم وإدخالهم في أجواء من التوتر ليس فقط بسبب سوء التعليم ولكن في المقام الأول بسبب سوء التربية.
رسوم دراسية باهظة أضحت المدارس الخاصة تفرضها على ولاة أمر التلاميذ الراضخين للأمر الواقع بغية تأمين مستقبل أبنائهم ولا تجدي القرارات الصادرة من الوزارة في أن لا تزيد نسبة زيادة الرسوم الدراسية في المدارس الأجنبية والخاصة عن الـ 20 % ولكن هذا القرار لا يجد آذانا صاغية من المدارس وتجد الأسر نفسها مضطرة للانصياع لهذه الرسوم التي قد تفوق مقدرتها بكثير فتدخل في أوضاع اقتصادية سيئة للالتزام بهذه الرسوم وتحتاج أن تستدين للإيفاء بها.
حتى المدارس الحكومية لم تنج من منظومة سوء البيئة من حيث هروب عدد كبير من المعلمين إلى المدارس الخاصة لتحسين أوضاعهم أو الدمج بين القطاعين بما يؤثر على الأداء وفي نهاية الأمر يكون التلميذ هو الضحية. وعلى صعيد آخر فإن الأدوات المكتبية هذا العام شهدت ارتفاعا وتصاعدا في أسعارها سيدخل الأسر في أزمة اقتصادية أسوة بالأزمة التي تعيشها الدولة. فقد تصاعدت أسعارها بشكل سيصعب على كثير من الأسر توفيرها لأبنائها ويعود ذلك لارتفاع الرسوم الجمركية في موازنة العام 2018.
تراهن الدول المتقدمة على قطاع التعليم باعتباره الأساس في تطور الأمم ونهضتها وتسعى لتوفير ميزانية مقدرة له وتوفير بيئة دراسية ملائمة حتى يخرج الطالب نافعا لمجتمعه ومدينا لوطنه الذي سعى لتوفير تعليمه من دون أن يكلف أسرته شيئا أما نحن فلازلنا نتراجع في المجال التعليمي عاما بعد عام بعد أن جعلنا العملية التعليمية نوعا من المظهر وليس من الجوهر، فالأسر الساعية لانضمام أبنائها إلى مدارس برسوم باهظة ما هي إلا محاولة لتحسين المظهر الاجتماعي وهنا لا تقع اللائمة على الدولة ولكن على تفكير المجتمع المتراجع حتى في التعليم بما يستوجب ان تراجع كل أسرة مفهومها عنه لتتجنب الإصابة بما يمكن تسميته بداء اكتئاب المدارس.
نازك شمام

عاجل
- عاجل.. وزير الداخلية بابكر سمره مصطفى يصل ولاية الخرطوم
- عاجل.. اقتتال قبلي في الدبة
- عاجل..الجيش السوداني يلحق خسارة فادحة بالميليشيا
- عاجل.. معارك ضارية في بابنوسة
- عاجل.. مقتل قائد الحرس الثوري
- عاجل.. الميليشيا تستهدف مدينة الرهد أبو دكنة بالمسيرات
- الجيش السوداني يبسط سيطرته على نقطة المويلح الحدودية
- عاجل..الدفاعات الجوية تسقط مسيّرات أطلقتها المليشيا المتمردة باتجاه بورتسودان
- الإمارات تدعو الحكومة السودانية إلى تهدئة الأوضاع والتفاوض لإنهاء الحرب
- استئناف الرحلات الجوية بمطار بورتسودان الدولي
التعليقات مغلقة.