فى اخيرة السودانى لعدد أمس ،نشر مواطن تأصيل ثقافة الشكر صفحة اعلانية كاملة ،خصص نصفها لشكر وزير الكهرباء و العاملين فيها، و النصف الآخر لشكر قوات الشرطة ممثلة فى مدير عام قوات الشرطة الفريق اول هاشم عثمان الحسين، و رغم أنه ذيل إعلانه (والله من وراء القصد) إلا أنه تجاهل ان قوات الشرطة لها وزير داخلية ،فسقط اسمه فى تأصيل الشكر ، و فقط نشير للإخوة قيادة صحيفة السودانى الغراء أنها ربما تجاهلت قواعد ضبط الاعلان ،فقبلت إعلان مجهول الناشر ،وفيما يختص بالوقائع يجافى الحقيقة فى إعلان تأصيل شكر وزير الكهرباء، جاء الاتى (الشكروالتقدير والاحترام للسيد وزير الكهرباء معتز موسي ولجميع العاملين بوزارة الكهرباء -الراجل بمسكوه من لسانه – ومعتز موسي واعوانه وعدوا ثم اوفوا بوعدهم ، فلقد التزم ( لنا ) باستقرار التيار الكهربائي في ( الخرطوم ) خلال شهر رمضان وانه لن تحدث برمجة قطوعات الا قطوعات بسبب عطل فني طارئ، وبالرغم من مشاكل الوقود السابقة الا ان معتز واعوانه نجحوا في توفير الوقود لتشغيل المحطات الكهربائية بالبلاد ، كذلك التحية لهم لاحترامهم للعملاء باعلانهم وتأسفهم عن القطوعات فوراً حال حدوثها ، وردهم الفوري علي الشكاوي وحضورهم _ بسرعة كبيرة – لمعالجة الاعطال ، نتمني المواصلة بذات هذه الروح والهمة العالية وكل عام وكل عامل بالكهرباء بألف خير وعافية ، التوقيع مواطن سوداني تأصيلاً لثقافة وشكرا)
لا شك ان المواطنين لا يتفقون مع ما جاء فى إعلان تأصيل الشكر، و الكل يعلم أن الكهرباءقطعت مرات متعددة خلال رمضان و ستقطع بعده،و ان مدن بحالها شهدت قطع التيار للساعات الطوال ،و لأيام بلياليها
و كانت بورتسودان الأكثر تأثرا بانقطاع الكهرباء و المياه،
وهنا لابد ان نذًكر بالنقاش الذى دار حول خط عطبرة بورتسودان الحالى، 220 كيلوفولط والذى هو خط مفرد وليس مزدوج ولا مثيل له بالشبكة القومية إطلاقا فهو خط غير ذى جدوى إقتصادية أو فنية بهذه الكيفية حيث انه مفرد ومناط به تغذية مدينة بورتسودان الميناء الرئيس للبلاد أو نقل التوليد الكبير المخطط إنشاؤه هناك، والشاهد ان كل خطوط الشبكة القومية على مستوى الجهد 220 كيلوفولط دون استثناء هى خطوط مزدوجة حتى تلك التى تغذى المدن الطرفية ذات الأحمال الخفيفة التى هى أقل بكثير من أحمال بورتسودان كلها خطوط مزدوجة كالخط الذى يغذى مدينة وادى حلفا بأقصى الشمال أو الرنك بأقصى الجنوب أو الأبيض غربا وكسلا شرقا، كلها خطوط مزدوجة مراعين فى ذلك الأحمال الحالية والمستقبلية وزيادة إعتمادية الشبكة وأمور فنية دقيقة لا يستوعبها إلا ذوى الإختصاص. عندما إكتشفت قيادة الهيئة القومية للكهرباء آنذاك الخطاء فى تصميم خط عطبرة بورتسودان فى مرحلة الأولية ، نبهت قيادة وحدة تنفيذ السدود بذلك واوضحت عدم الجدوى الإقتصادية والفنية لإنشاء هذا الخط مفرداً بل إن قيادة الهيئة القومية للكهرباء قد إلتزمت لأهل السدود بأنها على استعداد لتحمل تكاليف التعديل ولكن تعنتت قيادة السدود وإصرت على تنفيذه بهذه المواصفات الامر الذى جعل المدينة تعانى من الاختناقات وتفقد الاعتمادية والموثوقية و الامداد الكهربائى المستقر بالرغم من ربطها بالشبكة القومية بواسطة هذا الخط المعيب !! أيضا هذا الخط المعيب فوت على الشبكة القومية فرصة الإستفادة القصوى من أى توليد يقام في مدينة بورتسودان بطريقة فنية صحيحة إلا بعد إنشاء خط آخر وبتكلفة أخرى وكان من الممكن تدارك هذا الخلل بكل بساطة لو تم تنفيذ النصيحة الفنية المقدمة من المختصين بالهيئة القومية للكهرباء. من يتحمل نتيجة هذا الخلل والتعنت فى امور فنية غير قابلة للجدل وتدعم الفشل؟ كل هذا الفشل الذى كلف البلاد كثيرا ومازال يكلف نتيجة عدم تخصص القيادات العليا بوحدة السدود سابقا وبوزارة الموارد المائية والرى والكهرباء حاليا التى تجد نفسها مجبرة ومضطرة لتنفيذ كل ما يأتى لها من الشركات الإستشارية العالمية حتى وإن كان هنالك خطأ مبين أو حامت حول تلك الشركات الشبهات والادانات كعدم التعامل معها من قبل البنك الدولى لفترة من الزمان لوقوعها فى قضية رشوة مشهورة.
إن ماحدث من إطفاء كامل لمدينة بورتسودان كان نتيجة لعدم التخطيط السليم حيث لم تتم مراعاة خصوصية المدينة كونها هى الميناء الرئيسى للسودان وما حدث لم يكن مفاجأة بل يمكن أن يتكرر نتيجة لعدم التخصص حتى لو تم ممارسة القهر وقمع الرأى الفنى لما تبقى من مهندسين مختصين ما زالوا موجودين بقطاع الكهرباء ويعملون تحت ضغوط وتعليمات من جهات غير متخصصة، يمكن مراجعة كيف تم ربط ما سمى بالمحطة العائمة أو كما يقولون (البارجة) فهل تم هذا الربط بالطريقة الفنية الصحيحة؟ وهل كانت السبب فى اظلام بورتسودان؟. هذا إذا ما تغاضينا عن كيف أتت وكم هو الثمن وكيف تم التعاقد وهل هى ذات جدوى اقتصادية؟ وهل أسعفت بورتسودان وهل استفادت منها الشبكة القومية أم كان ذلك الخطأ المعيب عائقا دون تحقيق الاستفادة القصوى؟ .
فى مقال سابق كنا قد تحدثنا عن أن احد الاشخاص والذى كان يجمع بين وظيفة مدير إدارة عامة بوزارة الكهرباء والسدود سابقا وعضويته بالمجلس الوطنى ولم يتخلى عن وظيفته بالوزارة إلا بعد أن همس احد العاملين بوزارة الكهرباء والسدود سابقا لعضو بالمجلس الوطنى بأن هنالك مدير إدارة عامة بالوزارة هو فى ذات الوقت عضو بالمجلس فهو يعد التقارير معنا ويجيزها معكم ! لم يحدث أى تحقيق فى ذلك، فتم تجاوز التحقيق والمحاسبة بل تمت مكافاته ليصبح واليا ! هل مثل هذا الوالى سيقف مع مواطنى الولاية أم سيقمعهم إرضاءا لمن جعله يجمع بين الوظيفة العامة وعضوية المجلس الوطنى مخالفا لنصوص قوانين الخدمة المدنية التى تحرم الجمع بين وظيفة فى الخدمة المدنية وعضوية المجلس الوطنى كحرمة الجمع بين الاختين.
كان واجب صاحب تأصيل الشكر ،ان يعمل على تأصيل المحاسبة و التحقيق و الشفافية، و تأصيل محاربة الفساد و أبعاد ناس اوكتاى و شركاءه، هذا الإعلان ركيك الصياغة ،و يجافى الحقيقة، و يتناقض مع مواصفة الاعلان و قانون حماية المستهلك ، و قانون الهيئة السودانية للمواصفات القياسية هذا تزييف للحقيقة ، كيف فات هذا على الزملاء المحترمين فى صحيفة السودانى الغراء؟ ،هذا اعلان مدفوع القيمة لتأصيل النفاق.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.