محمد وداعة: الركابي .. إقالة أم استقالة !

كشف رئيس كتلة التغيير بالمجلس الوطني أبو القاسم برطم عن اتجاه لسحب الثقة من وزير المالية من داخل قبة البرلمان، وقال برطم في تصريح صحفي بالبرلمان أمس الاول ( سنطالب باسم الكتلة بسحب الثقة من وزير المالية خلال جلسة الثلاثاء القادم من داخل قبة المجلس، وسأطلب تأييد المجلس لذلك) ،
وأكد برطم تأييد كافة أعضاء الكتلة له بجانب عدد كبير من نواب المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى بالمجلس للمقترح، وقال(نحنا ما عايزين نخلق فوضى، ولكن في النهاية الوزير ده لازم يمشي بيتهم بعد أن أكد أنه فاشل). وأضاف (بناءً على إقراره أمام البرلمان بالفشل وعجزه كوزير مالية عن توفير نقد أجنبي وتحريك الاقتصاد يجب أن يقال من المنصب) وزاد(مثلما الرئيس شال غندور يشيل الركابي). واعتبر حديث الركابي أمام البرلمان إقراراً بإفلاس الدولة، ووصفه بالفضيحة، وأضاف(وزير المالية أعلن إفلاس الدولة ما في دولة حتتعامل معنا). وفي الأثناء وصف برطم تغيير العملة بالخيار الغبي وقطع بعدم قدرته على معالجة مشكلة الاقتصاد، وقال: (المسألة ليست تغيير عملة)، وأكد عدم وجود عملة خارج الجهاز المصرفي من الأساس، ووصف حديث محافظ بنك السودان المركزي بوجود العملة خارج الجهاز المصرفي بالادعاء ،
و كان الركابى وزير المالية قد قال امام البرلمان (أي اقتصادي يتحدث عن أن الحلول ساهلة تحل مشكلة الاقتصاد السوداني بيكون بغش في نفسو وفي الناس)، جاء ذلك خلال تقديم الوزير لتقرير الاداء ربع السنوى لوزارته ، ، أكد أن الازمة الاقتصادية وصلت مرحلة اللاعودة، ولم تجدى معها الحلول المطروحة من قبل النواب، وعكس تقرير أداء موازنة الربع الأول للعام المالي الحالي في السودان، تدني الاقتصاد الكلي للبلاد؛ حيث انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى( 4%) ، منخفضا من (4.4%) ، حققها العام الماضي، وارتفع معدل التضخم من (33%) إلى (54%) ، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما انخفض العجز في الميزان التجاري بمعدل 13 مليون دولار فقط، إلى 934 مليون دولار، مقابل 947 مليون دولار للفترة ذاتها من العام الماضي ،وهى ارقام تحتاج الى تأكيد موثق و تدقيق لفترة الثلاث اشهر ،
من غير شك فأن هذه الموازنة هى الأسوأ في تاريخ السودان الحديث، حيث تسبب في ارتفاع قياسي لمعدل التضخم خلال الربع الأول، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع، ومازاد الطين بله سياسات البنك المركزي التي انتهجها عقب تفاقم الأزمة الاقتصادية، المتمثلة في كبح تدفق السيولة إلى الأسواق و تعقيد إجراءات الصادر و الوارد، التي انعكست بدورها على حركة الأسواق، و كان مثيرآ اعلان الركابى ان وزارة المالية فشلت فى كل محاولاتها لاستقطاب التمويل الخارجي ، وقال الوزير في البرلمان خلال رده على مداولات النواب حول بيان أداء وزارته للنصف الثاني من العام ٢٠١٧م والربع الأول من العام ٢٠١٨م وتقرير الربع الأول لموازنة ٢٠١٨م بالبرلمان ماخلينا مصدر مع بنك السودان وأضاف (سافرنا إلى الصين وتركيا للبحث عن التمويل بالكذب بالصاح ) واردف ( ماتفتكروا قاعدين في بيوتنا نائمين )وتابع( نحنا شغالين لكن صبر مافي لا من الحكومة ولا البرلمان )،
فى اكتوبر 2017 م ، أقر النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، بكري حسن صالح، بفشل المدارس السابقة لإدارة اقتصاد البلاد، وأضاف” “المدارس السابقة لإدارة الاقتصاد رغم اجتهادها إلا أن (الحكاية واقفة لذلك اقتصاد البلاد بحاجة لمدرسة جديدة) ، و كان المرجح ليس اقالة الركابى وحده ،بل كل الطاقم الاقتصادى بما فى ذلك محافظ البنك المركزى ،الا ان التعديل الوازى كان فى وزارات اقل اهمية ، ولم يطال اهم الوزارات و طواقمها الفاشلة ، الحكومة تصر الى استمرار رموز الفشل فى مواقعهم و تحصد فى كل صباح نتائج ( عمايلهم ) ، وهى ( تتغابى) العرفة ، و ولا تكترث لهذا السكون الذى يسبق العاصفة ، حديث الوزير مستفز لجهة عدم الاشارة لصبر المواطنين ،
هذا الوزير عليه حفظ ما تبقى من ماء وجهه ، هذا الوزير عليه ان يحترم نفسه و يستقيل ، و ان لم يفعل ، فالله سائلك يا بكرى ، و ان لم تفعل فالرئيس هو المسؤول عن رعيته