باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

الطاهر ساتي: نظرية الدليب ..!!

573

:: فرح البعض بإعلان الملياردير السوداني البريطاني مو إبراهيم عن دعمه لانتخابات العام (2020)، وعن تخصيصه مبلغ مليون ونصف المليون جنيه استرليني للأحزاب والقوى والمنظمات المعارضة بالسودان اعتباراً من سبتمبر هذا العام، ولكن لم تكتمل الفرحة.. لقد نفت مؤسسة مو إبراهيم – على لسان شقيقه أحمد فتحي إبراهيم، بصحيفة الراكوبة الإلكترونية – هذا الخبر، وقالت إن المؤسسة تعنى بإرساء قواعد الحكم الرشيد في إفريقيا، ولا تتدخل في شؤون الانتخابات، وليس من مبادئها دعم أحزاب أو حتى أفراد في العمل السياسي..!!

:: مع البعض، قبل النفي، فرحت أنا أيضاً برغبة مستر مو إبراهيم في دعم الديقراطية وأحزابها، واستبشرت خيراً بمظان أن مستر مو إبراهيم أصبح إيجابياً تجاه قضايا بلده وأهله، وخاصة كنت قد انتقدت سلبيته قبل سبع سنوات تقريباً.. فالرجل – كما الدليب – ظله للغير وثمره للطير، ولم ينفع بلاده وأهله بأي خير حتى في العهود الديمقراطية.. حتى مستشفى السرطان المشيّد على أرض حكومية بالخرطوم باعتباره (مستشفى خيرياً)، لم يعد خيرياً منذ يوم التشغيل، بل أغلى من بعض المشافي الخاصة ولم يعد يموله مستر مو بجنيه، سودانياً كان أو استرلينياً..!!

:: ويبدو أنه لم يتغير بعد، وما يزال في محطة (مستر شو).. فالشاهد منذ تأسيسها، لم تمنح مؤسسة مو إبراهيم جائزتها لغير أربعة رؤساء سابقين بأربع دول إفريقية.. ثم تحجب الجائزة (سنوياً)، ويصبح الحجب حدثاً إعلامياً، وهذا ما يحبه مستر مو.. بالتأكيد له حق التصرف في أموال مؤسسته كما يشاء.. ولكن بما أنه يتحدث في الشأن العام، ويصرف أموال جوائزه في هذا الشأن، فثمة رأي آخر حول هذا الصرف..وعلى سبيل المثال، لو كان جاداً في غرس قيم الحكم الراشد في إفريقيا، لاجتهد في حقن عود إفريقيا بأنسولين الرشد وليس فروع إفريقيا.. وأعني بالعود الشعوب والمجتمعات وبالفروع الرؤساء.. لن تطيب رائحة الفروع ما لم يكن أصل العود طيباً..!!

:: ورؤساء إفريقيا – الراشدون منهم والفاسقون – لا تمطرهم سحب الخريف على أرض بلادهم، بل إنهم بعض ثمار الزرع المسمى بالمجتمع الإفريقي وثقافته وعاداته وتقاليده وأمراضه وجهله.. وتنظيف أرض الزرع من الجهل والمرض والفقر يساهم – آجلاً أو عاجلاً – في إنتاج ثمار الحكم الراشد دون مغريات وجوائز.. وعلى سبيل المثال، تأسيس فضائية واعية – تُديرها نُخبة سودانية بالخارج – خير لحاضر ومستقبل السودان من منح أي رئيس سابق أو لاحق مال قارون.. وبث إذاعة راشدة – يديرها كنغولي راشد – خير لدولة الكنغو من إغراء زعيمها بذهب المعز.. وإصدار مؤسسة صحفية ناضجة – لصحفي يوغندي ناضج – خير ليوغندا من التلويح بحدائق بابل للرئيس موسفيني..!!

:: وإنشاء مؤسسات تعليمية ومدارس لمحو أمية ومراكز ثقافية في المجتمعات المتخلفة خير لمستقبل الدول وشعوبها من انتظار تنحي أحد الحكام ليستلم (شيك المؤسسة).. فالوعي الشعبي – في أي مكان وزمان – هو الدواء الناجع لداء الحكم الفاسق وهو الحل الجذري لفساد الأنظمة وجهل المجتمعات التي تُفرّخ الأنظمة الفاسدة.. هكذا كان يجب أن يفكر مستر مو إن كانت الغاية ترسيخ الوعي في حاضر ومستقبل دول إفريقيا.. حال حُكام إفريقيا ما هو إلا ملخص لحال شعوب ومجتمعات إفريقيا، وبإصلاح حال الشعوب والمجتمعات ينصلح حال الحكام آجلا أو مستقبلا.. هذا ما يجب أن يفكر فيه مستر مو، إن كان يسعى لإصلاح حال إفريقيا وليس لإعلاء شأن مؤسسته..!!

التعليقات مغلقة.

error: