باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد لطيف: فوز طارق أو .. آخر إنجازات غندور !

تحليل سياسي

1٬730

لطالما جاهرنا بالنقد لوزارة الخارجية فى كثير من المناسبات .. على ما نراها أخطاءا .. أو حتى سوءا فى التقدير .. ولكنا وبالمقابل حرصنا كذلك على الإشادة بما يستحق الإشادة .. فوز السيدة أميرة الفاضل برئاسة مفوضية الشئون الإجتماعية بالإتحاد الأفريقى كان مناسبة لنقول فيها لوزارة الخارجية أحسنت .. حتى إننا قلنا يومها أن الخارجية دعمت مرشحة السودان لتوفر فرص الفوز عندها .. حتى على حساب مرشح الخارجية يومها السفير رحمة الله محمد عثمان الذى كان ينافس على رئاسة المفوضية السياسية ..وكانت حظوظ السودان فى الفوز ضعيفة .. وبالأمس كان السودان .. وكانت وزارة الخارجية على موعد مع حدث مهم .. لا يقل أهمية عن فوز أميرة الفاضل فى الإتحاد الإفريقى .. إذ أعلن من دكا عاصمة بنغلاديش عن فوز سفير سودانى .. أو بالأحرى مرشح السودان .. بمنصب مساعد  الأمين العام للشئون الإنسانية والثقافية والإجتماعية .. !
ولعل فى رأى البعض أن هذا موقع متواضع فى منظمة محدودة التاثير .. مقروءا كل ذلك مع ما تشهدها البلاد من أزمات وضيق فى المعاش .. مضافا لها التعقيدات التى إعتورت المشهد الدبلوماسى مؤخرا .. وإنتهت بخروج الوزير الأول فيها .. ولكن لدى البعض الآخر تبدو ذات هذه الأسباب مبررا كافيا للدفع بهذا الحدث الى المقدمة .. ليس هذا فحسب .. فلو إطلع هؤلاء واولئك على طبيعة المعركة التى خاضها السودان وتفاصيلها ووقائعها لأدرك الناس أن الأمر يستحق .. فإذا كان المشهد الرياضى يقول إن الكفة تميل لصالح المصريين كثيرا .. فإن المشهد الدبلوماسى يؤكد أن هذه اول مرة يسجل فيها السودان إنتصارا حاسما على مصر .. منذ مواجهة عبد الناصر والمحجوب .. !
و لعل واحدة من أسس المعايرة والقياس .. أنك ترصد حجم الجهد الذى بذله خصمك لتدرك حجم الإنتصار الذى حققته .. عليه .. فعلى سبيل المثال .. فإن الدبلوماسية المصرية وفى إطار حشد جهودها للفوز بهذا المنصب إستصدرت قرارا من الإتحاد الإفريقى بإعتماد المرشح المصرى كمرشح أوحد لإفريقيا للمنصب .. سعى وزير الخارجية حينها بروفسير غندور لمقابلة رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقى موسى فكى .. ولم يتردد فى الذهاب اليه فى مقر إقامته لإبطال مفعول القرار والدفع بعدم شرعيته .. ولم تيأس القاهرة .. فأستصدرت قرارا من جامعة الدول العربية بذات المعنى .. فكان فى إنتظاره ذات المصير .. إذن يمكن القول أن مهندس هذه العملية كان هو وزير الخارجية السابق البروفسير ابراهيم غندور .. ولا شك معه آخرون .. كانت الدبلوماسية السودانية تعمل بأقصى طاقتها .. معتمدة كذلك .. بالضرورة على قدرات وعلاقات مرشح السودان نفسه السفير الدكتور طارق على بخيت .. الذى صنع لنفسه موقعا ومكانة داخل المنظمة جعلته محل تقدير العاملين والمتعاملين معه .. كانت النتيجة .. حين بدأت الإرهاصات الأولية .. وقعت مفارقة لا تتكرر كثيرا فى مثل هذه المواقف .. فقد إضطرت القاهرة لتغيير مرشحها فدفعت بسفيرها فى نيويورك لإنقاذ الموقف .. ولم يحدث شىء .. ومضت المنافسة على أشدها.. مرشح مصر مدعوما باكثر من مائة وستين سفارة منتشرة فى أربعة اركان العالم .. يديرها اكثر من عشرين الف موظف .. ومرشح السودان ومن ورائه نيف وثمانون سفارة .. قبل التقليص بالطبع .. وأقل من الف موظف .. ورغم هذه المعادلة غير العادلة فقد كان الفوز من نصيب مرشح السودان .. ليكون مساعدا لأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى التى تحول إسمها الى منظمة التعاون الإسلامى تنتشر فى اربع قارات وتخدم سبعا وخمسون دولة .. !

التعليقات مغلقة.

error: