طارق شريف: خنق الاقتصاد ( المركزى ) !

الأزمة التى يعيشها الاقتصاد السودانى هذه الأيام أبرز أسبابها القرارات الاقتصادية المرتبكة التى يصدرها البنك المركزى ، والحقيقة انه منذ تولى محافظ البنك المركزى الحالى السيد حازم عبد القادر أحمد الشين لدفة العمل فى البنك المركزى تدهور الشان الاقتصادى بصورة تدعو لدق ناقوس الخطر !!
وحازم عبد القادر الذى التحق بخدمة البنك المركزى فى العام 1985 قضى معظم فترة عمله فى سكرتارية محافظ بنك السودان باستثناء عامين فى إدارة الأسواق المالية وحوالى العام فى ادارة النقد الأجنبى ولم يعمل لفترة طويلة فى الإدارات الرئيسية فى البنك المركزى حتى يقوى عوده .
من الطبيعى ان تحدث أخطاء بالجملة فى عهد حازم عبد القادر الذى قفز إلى هذه الوظيفة بالزانة ويقال أن وراء هذا القفزة مدير مكتب الرئيس السابق الفريق طه عثمان الذى أراد أن يسيطر على البنك المركزى والبعض يقول هو بدر الدين محمود وزير المالية السابق الذى أراد تغطية أشكال قديم فى المالية وهو عجز الإيرادات عن مقابلة الصرف ولأن البنك المركزى ليس لديه مصادر إيرادات فهذا يعنى تمويل العجز بطباعة العملة !
وطباعة العملة تعنى مزيد من التضخم وتعنى مزيد من عدم الاستقرار فى صرف العملة وهما مسئولية البنك المركزى وإلى ان غادر المحافظ الاسبق الدكتور صابر محمد حسن كانت تغطية العجز فى حدود ضيقة جدا ولكن التوسع النقدى الذى تم فى عهد حازم غير مسبوق ، إذن من أبرز أخطاء حازم الانفلات الذى حدث فى عرض النقود !
أما الإجراء الذى تدفع ثمنه الحياة الاقتصادية غاليا فهو التحكم فى عمليات الاستيراد من خلال استلام الطلبات المقدمة من العملاء للبنوك التجارية والتصديق لها بواسطة البنك المركزى ، وهو إجراء معيب من الف وجه ولن يخدم الهدف الذى حدد له وقد ترك آثار سالبة على الاقتصاد .
وأيضا مسألة انعدام السيولة تهدد القطاع المصرفى وقد أدت إلى سحب الودائع من البنوك نتيجة عدم الثقة فى القطاع المصرفى ولايعقل ان يتم خنق الاقتصاد بالكامل من ناحية السيولة ومن ناحية السلع المستوردة الضرورى منها والكمالى، لصالح هدف واحد يتمثل فى التحكم فى سعر الصرف الذى لا يجب ان يكون هدف فى حد ذاته إذ ان سعر الصرف هو انعكاس لجملة ما يدور فى الاقتصاد فكيف لشخص التحكم فى نتيجة تاركا الأسباب !!
وحقيقة محافظ البنك المركزى ظل يغالط الوقائع ويقول أحاديث مضحكة آخرها حديثه بأن البنك المركزى لم يعطى توجيهات للبنوك بتحديد سقوفات للسحب ! والسؤال لما اطرت البنوك أصلا لتحديد سقوفات ؟ والسؤال الآخر إذا اعتبرنا أن ما قامت به البنوك كان خطأ فمن المسئول عن البنوك والرقابة عليها وتصحيح أخطائها ؟ فعلا هذا زمانك يا مهازل فامرحى !