باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

يس علي يس: مجدي النسر.. صحي الموت سلام..!!

زفة الوان

1٬062

* ما كنت اتمنى يوما ان اقف هذا الموقف وأرثى صديق وأخ عزيز وكريم ابن كرم مثل مجدي عبد الرحيم، او مجدي هندسة؛ او مجدي النسر، فكل المسميات تقود الى رجل واحد؛ وقاسم مشترك للروعة والطيبة والاخاء والصفاء؛ وما كنت انتظر أن امسك هذا القلم ليبكي جرحا على خاصرة الورق؛ ووجعا تسرب فينا ونحن نتلقى خبر الرحيل الفاجعة والمفاجيء؛ ولا نقول الا ما يرضي الله ورسوله..!!

* نشأنا سويا في الصحافة وفي مربع ٢٨ تحديدا؛ وعشنا بواكير الصبا الاولى في حضرة هذه الشوارع؛ حين كانت ” حجار القيم” مدننا الرياضية التي تجمع اولاد الحي؛ فأظهر مجدي نبوغا مبكرا في كرة القدم؛ كان قويا؛ وصاحب مضرب قوي يجبر الجميع على ” المضايرة” حين يهم بالتصويب؛ كنا نتندر بهذا ونضحك سويا؛ فلا منتصر حينذاك ولا خاسر؛ فقد كانت النفوس بخير…!!

* كان مجدي يسبقنا بعام في الدراسة؛ وبألف عام في النبوغ؛ وبملايين السنين الضوئية اخلاقا ومعشر ومحبة؛ كان مميزا بشهادة الجميع في دراسته؛ لم يفارق المقدمة ولا حين غفلة؛ كان مرتبا ونظيفا ومجتهدا؛ وحين امتحن من المتوسطة الى الثانوي كان واحدا من قلائل تم اختيارهم لمدرسة خور عمر الحلم؛ والتي كانت تختار المميزين من الدرحة الاولى فقط؛ كنا ننتظر الخميس ليعود مجدي من الداخلية ويزين ليلاتنا بالحضور…!!

* ولأن مجدي من الناس وللناس وبالناس؛ فقد قرر الطلاق بينه وخور عمر واختار علي السيد الثانوية؛ ليكون معنا كل يوم وليعيش حياته مع الناس؛ وكأنه كان يدرك أن العمر قصير؛ وانه سيغادرنا مبكرا؛ كأنه كان يعرف ذلك؛ وكنا غافلين وعشمنا في الدنيا ممتد..!!

* في امتحانات الشهادة قفز مجدي فوق المستحيل؛ وقرر أن يمتحن ” التخصص والاحياء” معا؛ كان الناس مندهشين؛ وكنا واثقين من مجدي؛ وحين نتيجة كانت نسبته تقوده ادراسة الطب بالاحياء؛ والهندسة بالتخصص؛ ولم يهلك مجدي زمنه في المفاضلة فاختار الهندسة؛ الاي صارت له لقبا بعد أن نبغ في منتخبها ومنها كانت رحلته للمريخ..!!

* كان مجدي ” مريخابي” على السكين؛ وكم كانت فرحته طاغية حين وصلته مفاوضات الاحمر؛ فقد كان المريخ جزء من حلمه الكبير؛ فوصله بمثلما وصل الى الهندسة عشقه الكبير؛ ولكنه كان ” زول علم”، لم يفشل مجدي مع المريخ؛ ولكن حلمه كان اسمى من كرة القدم..!!

* ليسأل الناس المهندس الالماني الذي زار مجموعة ايلي قروب الضخمة وماذا قال عن مجدي..!!

* ليسألوا عن مجدي وحرصه والتزامه بالصلاة في وقتها وفي جماعة..!!

* لينظروا الى مجموعة الاصدقاء الذين يعرفهم ويحبهم ويحبونه  ثم ليقرروا بعدها من هو مجدي الذي حزم حقائبه ورحل الى غير عودة؛ وترك الناس في ذهول ووجع لا ينام..!!

* حكاياتنا طويلة مع مجدي النسر؛ فهو عمر طويل عشناه؛ باعدته مرارة الاغتراب؛ والضرب في الارض بحثا عن العيش الكريم؛ فكانت الدوحة اخر محطاته في هذه الحياة؛ وودعنا من هناك..!!

* تعازينا لأسرته المكلومة؛ الاخ منتصر ومحي الدين؛ والاخوات؛ وللزميل عبد الباقي شيخ ادريس؛ والزميل خالد عز الدين؛ لاصدقائه في الصحافة والجامعة والوسط الرياضي؛ لكل تلك العيون الباكية؛ وهذي القلوب المفجوعة؛ ولا نقول الا ما يرضي الله ورسوله..!!

* مجدي النسر… صحي الموت سلام.. ما يغشاك شر..!!

التعليقات مغلقة.

error: