باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عادل الباز: تحت .. تحت

1٬589

1
قال لي أمير التلب، وهو من أظرف من التقيت في حياتي، إنهم يقضون بالأُنس الجميل وقتاً ممتعاً بشارع النيل يمتد أنصاص الليالي. سبق لأمير أن دعاني مرات عديدة لـ(ملتقى الأحبة…) ولكني لم أسعد بزيارته. أصبح شارع النيل منتدًى مفتوحاً للسهر والأنس الجميل في عاصمة تخلو من السينمات ومسارحها مظلمة. عرفت من أمير بعد حين أن ملتقى الأحبة أغلق، لأن السلطات اتهمته بأن هناك نشاطاً يجري (تحت تحت) في الملتقى.
2
التقيت أحد رواد شارع النيل، فقال لي (تصور يا أستاذ أمبارح جانا واحد من الشرطة لا أعرف ياتو شرطة (نظام عام أم خاص أم الشرطة العديل أم الشرطة الشعبية)، المهم أمرنا سعادته بالتوقف عن لعب الورق دون إبداء أسباب، وبعد نقاش قال لنا إنهم منعوا لعب الورق لأن هناك احتمال ممارسة حاجات (تحت تحت) في ترابيز لعب الورق). تأملت هذه العبارة (تحت .. تحت) التي كثيراً ما عصفت بأنس بريء بلا منطق أو إثباتات. اتهام جاهز ومعلب (تحت تحت).
3
الحفلات العامة التي يقيمها الفنانون تتعرض لأصناف من الاعتداءات تحت نفس الحجة (تحت تحت). ففي عرف المتطرفين أن تلك الحفلات بؤر فساد يجب أن تتوقف. لكم أوقفوا حفلات صادقت عليها الحكومة تحت سيف (تحت تحت).
4
تم طرد ستات الشاي من شارع النيل وقطع عيشهن بسبب الـ(الحاجات تحت). حكى لي صديق رافق زوجته في حالة تاريخية نادرة للتنزه في شارع النيل فوجد نفسه تحت استجواب مرير (بتبقى ليك شنو؟) (جبتها من وين؟) فقال لهم والله ما بتبقى لي حاجة وجبتها من بيت أبوها!! فقامت شمطة فكادوا يتهمونه زوراً بأن بينهما حاجات (تحت تحت).

مدى علمي ليست هناك جهة محترمة على الأقل حتى الآن صنفت الحب أنه من تلك الحاجات (التحت تحت). ونحمد الله على ذلك، إذ لو فتحت جهة ما بذلك لدخل آلاف المحبين الحنان إلى السجون بسبب أن الحب يؤدي للحاجات التحت تحت!!.

على أيام حملتنا ضد الفساد في سوداتل كشفنا كثيرا من الفساد الذي يحدث من (ناس فوق فوق) فلم يعر أحد الأمر اهتماما من الدولة ولا من متعهدي الفتاوى. فبدلاً من الإفتاء في تلك الأشياء الخطيرة (فوق فوق) التي تحدث خرابا ودمارا على البلاد والعباد نظروا (تحت تحت) ودققوا بسيل منهمر من الفتاوى!! بالله شوف. إذا نظروا لفوق عميت أبصارهم أما إذا نظروا تحت تحت فبصرهم حديد!!.
5
التحت تحت ده.. حدو وين؟. أخشى أن تدهمنا قوة ما يوماً ما في منازلنا وتتهمنا زورا بأننا نمارس أشياء (تحت تحت) مع أزواجنا!!. هاتفت صديقاً الأسبوع الماضي وسألته ما إذا كانت السلطات لا تزال تطارد الحاجات (التحت تحت).. فأخبرني بأن تلك الظاهرة والحمد لله انتهت فلم تعد السلطات مشغولة بالحاجات دي.. الحكومة مشغولة بالحاجات الفوق فوق.. ثم إن الحاجات (التحت تحت) ذاته طلعت فوق.!! سمح.

التعليقات مغلقة.

error: