باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

سمية سيد: (السيد 99%)

1٬286
 تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رابطاً لتقرير يتحدث عن احتياطات ضخمة من النفط على حقل الراوات بولاية النيل الأبيض، وتصدر عناوين عدد من الصحف اليومية.
رغم المبالغات التي حوتها أرقام التقرير غير أن الصحف ووسائل الإعلام اعتمدتها دون تحقق من الجهات الرسمية ولم يظهر أي تحقيق استقصائي عن الحلم الموعود به السودان.
التقرير يشير إلى أن احتياطات حقل الراوات تبلغ 149 مليون برميل يتوقع أن تضخ يوميا نحو 200 ألف برميل بتكلفة إنتاج ما بين 17 دولاراً إلى 20 دولاراً للبرميل الواحد وتحقيق ربح يومي يقدر بمليون دولار.. التقرير يقول إن حقل الراوات يوازي ضعف حقل اغا جاري أضخم حقول النفط في إيران.
كيف ذلك؟ يقول التقرير إن شركة استامبر اويل الكندية استفادت من أخطاء ارتكبتها الشركات الصينية التي بدأت العمل في حقل الراوات وتركته بعد إنفاق 144 مليون دولار في البنية التحتية، فطلبت من شركة فولفورد تفسير البيانات والدراسات التي أجريت على الكتل النفطية الضخمة التي تركتها الشركة الصينية فكان اكتشاف البترول الصخري الذي لم تبحث عنه الشركة الصينية.
أما جورج فولفورد.. المُكتشف الأعظم.. فقد اتصل بجهات عليا في الدولة السودانية وأقنعها بأنه بعد حفر 77 بئراً نفطياً في أنحاء البلاد يمكنه أن يتباهى بنسبة نجاح مذهلة 99%؛ لذلك أطلق على الرجل السيد 99%
التقرير الذي يشير إلى إمكانات شركة استامبر يؤكد أنها بالتحالف مع فولفورد الذي يقود عمليات التطوير لاستامبر ستعيد اختراع صناعة النفط السودانية وقد يكون آخر اكتشاف كبير على الأراضي السودانية منطلقاً من ضفاف نهر النيل الأبيض. كنت خلال الأسابيع الماضية أبحث عن حقيفة ما قيل أعلاه فلم أجد دليلاً واحداً على صحة المعلومات؛ كما أن وزارة النفط ولا أي جهة حكومية قد وقعت مذكرة تفاهم كما ذكرت شركة استامبر. ولم يتصل المدعو فولفورد بأي جهات عليا ولا دنيا في السودان.
تأكد لي أيضا أن حقل الراوات النفطي بولاية النيل الأبيض مملوك بالكامل لحكومة السودان ولم يطرح حتى الآن للاستثمار ولا لشراكات، وأنه لم يشهد أي عمليات تنقيب من قبل شركات أجنبية
تأكد لي أن وزارة النفط لديها شواهد بأن حقل الراوات واعد لكن ليس هناك أي معلومات عن حجم الاحتياطات ولا تكلفة الإنتاج.
على الحكومة واجب التدقيق قبل السماح بنشر مثل هذه المعلومات الكاذبة، والتي قد تكون وراءها عصابات دولية لاستغلال بعض الدول. ولا ننسى ما حدث من بعض الشركات الأجنبية التي دخلت السودان ونهبت وهربت.. سيبرين الروسية والشركة الصينية التي تركت معداتها وهربت، أصدق نموذج لعمليات الاحتيال التي تقع فيها بلادنا.
لا تتوقعوا مليون دولار في اليوم من (السيد 99%)

التعليقات مغلقة.

error: