(1)
قبل شهرين افتتح السودان سفارة في العاصمة الأسترالية كانبرا وسط احتجاجات بعض الناشطين هناك، لما اعتبروه تقاربا سودانيا أستراليا قد يأتي خصماً عليهم.
قبل ذلك، وضعت الحكومة خُطة توسعية، وافتتحت سفارات في دول (هادئة) لا يجمعها مع السودان الكثير.
بعد أسابيع قليلة، تريد ذات الحكومة تقليص عدد البعثات الدبلوماسية بنسبة 40%.
وتُعين في ذات الوقت المعفيين من الحزب والخدمة المدنية.
(2)
اجتماعات يترأسها الرئيس لضبط سعر الصرف، يحضرها جميع وزراء القطاع الاقتصادي، تخرج بتوجيهات واضحة، يعلنها محافظ البنك المركزي حازم عبد القادر وينشرها الإعلام الرسمي، تنص على “توفير السيولة للأفراد والقطاع الخاص”.
بعد أسبوعين ينعقد الاجتماع، ويخرج حازم أو أحد وزراء القطاع الاقتصادي، للحديث عن قوانين وآليات متعلقة بالضبط الأجنبي وتهريب الذهب وغيرها.
في كل يوم تتعقد أزمة “السيولة” وتنعدم الصرافات من الجنيهات، ويُصاب المواطنون بالهلع، ويشترون الخِزن وتظهر تجارة الشيكات و…
وكلها أفعال تخالف الواقع.. أين الخلل؟
(3)
اصطفاف مئات العربات وانعدام الوقود من بعض المحطات و”أزمة وقود” لا تُخطئها العين.
فيبرر مسؤول أن السبب يتمثل في صيانة مصفاة الجيلي، ويؤكد آخر من وزارة النفط، أن الوقود متوفر لكنه في ميناء بورتسودان “ونحن في انتظار وصوله”، ويتحدث الاقتصاديون في الحكومة أن الشُح متوقع لعدم توفر النقد الأجنبي بصورة كافية.
ويقول وزير النفط: “مكانها وين؟.. مكانها وين؟”!
(4)
قروض هندية ويوغسلافية، تُمنح ولا أحد يسمع عنها شيئاً، ويتحدث نواب في البرلمان أنها اختفت في ظروف غامضة، ولا يوجد مسؤول يعرف شيئاً.
هل القروض تذهب إلى وزارات الصناعة والتجارة والصحة…إلخ، أم أنها تذهب لوزارة المالية أو وزارة التعاون الدولي أم توضع لدى البنك المركزي؟
هل يُراجع المراجع العام للسودان “أوجه صرف القروض”؟ كيف دخلت؟ ومن الذي استلمها؟ وكيف أُنفقت؟ بل وكيف سُرقت؟
آخر قرض مُختفٍ جاء من الهند لتدعيم الصناعة، ووزير الصناعة قال إنه لا يعلم شيئاً.
وطيب؟!
(5)
وزير المعادن يُعلن عن وديعة أسترالية تُقدر بـ11 مليار، منها 7 مليارات دولار كوديعة نقدية تودع لدى البنك المركزي.
سفير السودان في كانبرا، وفي حوار مع (السوداني) قال إنه لا يعلم شيئاً عن ذلك ولم يسمع به قط.
مستثمرون (داخلين ومارقين)، وإفادات متضاربة من الوزراء والمسؤولين والسفراء والنواب و..
منذ بداية العام الحالي والأحداث متلاحقة ومتسارعة ومتناقضة مع بعضها البعض.
ما بها الحكومة؟ تنسيقها مفقود بل ومعدوم، كأن أياً منهم جاء من كوكب آخر؟
التعليقات مغلقة.