باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

د. مزمل أبو القاسم: وقود الصبر يا وزير النفط!

للعطر افتضاح

2٬310

* صدق من قال: (لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها، لكن أخلاق الرجال تضيق)، وقوله ينطبق على وزير النفط والغاز، الدكتور عبد الرحمن عثمان، الذي ضاق ذرعاً بأسئلة الزميل الطاهر حسن التوم، عندما استنطقه بمكالمة هاتفية في برنامج (حال البلد)، ليسأله عن مسببات أزمة الوقود، فصاح فيه منكراً الأزمة، ومستنكراً السؤال، ومردداً عبارة (مكانها وين.. مكانها وين) بانفعالٍ غريب، قبل أن يغلق الخط في وجه المشاهدين ومستضيفه، الذي نحمد له أنه تعامل مع ثورةٍ خانها الجلد ببرودٍ تام، ومهنيةٍ عالية.
* توتر الوزير المنفعل انتقل من الشاشة إلى البرلمان، وكانت ضحيته هذه المرة حملة الأقلام، عندما وصفهم (بقلة الأدب)، لمجرد أن محرر (اليوم التالي) الزميل المتميز حسن محمد علي أبدى أسفه على عدم رد الوزير على أسئلتهم، عقب خروجه من جلسة خصصها البرلمان لبحث تأثيرات أزمة الوقود على الموسم الزراعي، ولم يحصل فيها النواب على إجابات تهدئ الروع، وتقصي المخاوف، بشهادة رئيسة الجلسة الدكتورة بدرية سليمان، التي قالت إن الوزير لم يمس أسئلة النواب، ونحمد له أنه لم يثر في وجوههم، ولم يصفهم بقلة الأدب، مثلما فعل مع الصحافيين.
* ذكرنا من قبل أن المسؤولين الناجحين الذين يمتلكون رصيداً من الإنجازات المشرفة يحتفون بالصحافة، ويسعون إليها، كي تبرز أعمالهم وتثمّنها وتشهرها للناس، بعكس رعاة الإخفاقات، وأباطرة الرصيد الصفري، ممن يتهيبون الإعلام، ويتجنبونه خوفاً من سطوته، وتلافياً لسياط نقده.. دفناً للخيبة، ودرءاً للفشل.
* فشل وزير النفط تشهد عليه الطوابير التي تمددت أمام محطات الخدمة حتى عرقلت حركة المرور، وعطلت الإنتاج، واضطرت بعض مزارعي القضارف إلى حرق المحصول، بعد أن فشلوا في الحصول على وقود يعينهم على الحصاد، ذلك بخلاف بقية مخلفات أزمة أثرت على كل مناحي الحياة في السودان، وعطلت حركة المواصلات، وقلصت حتى معدل ركض الركشات في الطرقات.
* إن لم يسأل الإعلام وزير النفط عن مسببات شُح الوقود في محطات الخدمة فمن يسأل؟ وزير الرياضة أم رئيس نقابة سائقي البصات السفرية؟
* انفرجت الأزمة فانفرجت معها الأسارير المتجهمة، لكن الوزير المنفعل حافظ على تجهمه، ووالى انفعالاته، متأثراً في ما يبدو بالنقد الذي حاصره في وسائل الإعلام، وتمدد ليبلغ قبة البرلمان.
* من يفشل في مخاطبة الرأي العام، ولا يحترم الإعلام، ولا يتخذ منه وسيطاً لتوصيل رسائله للناس لا يصح له أن يبذل نفسه لعملٍ عام، يلزمه بأن يجيب على الاستفسارات، ويرد على الأسئلة المتعلقة بعمله بصبرٍ وحكمة، يبدو أن نصيب الوزير الهائج منهما يقل عن نصيب الطلمبات من الوقود على أيام الأزمة الخانقة.

التعليقات مغلقة.

error: