باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: اختفاء..!

1٬941

 

هو مكان يجمع بين المتناقضات.. الضحك ممزوج بألم، الجد مع التهريج، وكذلك الملل الذي يتخلله المتعة والترفيه..

إنه البرلمان، ساحة للكوميديا والتسلية، والتفاعل مع ما يحدث فيه من نوابه، لكنه في أحيان، يبتعد عن الهزل والمطالبات المضحكة والتعليقات المثيرة، إلى طرح مواضيع وقضايا جادة.

النائب البرلماني عبد الله علي مسار الذي يشغل رئيس لجنة الصناعة والتجارة، من النواب الذين يأدون أدواراً حيوية، ورغم ملاحظاتنا حول ما يطرحه من قضايا، لكن ذلك لا ينتقص كثيراً من اجتهاداته.

على شاكلة اختفاء شركة صينية للتعدين عن الذهب بولاية كسلا بكل أطقمها الفنية والإدارية ومعداتها بقيمة 25 مليون دولار.. وعلى شاكلة اختفاء 450 جوال سكر من محلية الدندر، وكذلك مثل اختفاء خط هيثرو وطريق الإنقاذ الغربي، والقائمة تطول.. اختفت 35 مليون يورو عبارة عن قرض من دولة الهند مخصصة للمجال الصناعي، على حد قول عبد الله علي مسار في البرلمان..!

يُفصِّل النائب في جلسة البرلمان أمس، أن القرض الهندي مخصص لصناعة النسيج لكنه اختفى “وما معروف مشى وين”.

لكنه للأسف قال في تصريحات صحفية بعد انتهاء الجلسة إنه لا يملك معلومات أكثر من التي قالها، داعياً الصحافة لمعرفة كيف وأين اختفى القرض..

صحيح، من واجب الصحافة مسك الخيوط وتتبعها والتقصي حولها وعدم الاكتفاء بتصريحات النواب، لكن مسار ليس مجرد نائب عادي، إنما يرأس أهم اللجان الاقتصادية في البرلمان مما يحتم عليه الإفصاح عن معلومات أكثر من إيراد معلومة مبهمة.

تعليق وزير الصناعة موسى كرامة، كان موفقاً حينما نفى علمه بتفاصيل القرض، داعياً الجميع للصبر حتى يأتي بالمعلومة اليقين..

معلوم أن موسى أحد وزراء المؤتمر الشعبي، ويبدو مما هو ماثل، أن الشعبي أفضل حزب قدم كوادراً في الجهاز التنفيذي، وكذلك في أمانات الحزب.

لذا ننتظر أن يقدم لنا موسى كرامة إفادات حقيقية حول هذا القرض.

أما حول ما قاله مسار، فلم يكن الأول، فقد سبق وأن أعلن عن اختفاء مبلغ (25) مليون دولار خصصت لمصنع مشكور حيث قال وقتها إن المبلغ لم يذهب إلى إنتاج السكر، ووعد بالتحقيق في الأمر لمعرفة أين تذهب تلك الأموال.

نشكر مسار، لكن نريد منه أن يطلعنا على نتائج التحقيق السابق الذي أجراه حول سكر مشكور خاصةً أنه وعد بذلك، لأننا نرغب أن يكون لحديث الفساد في البرلمان “هيبة وقوة” وليس مجرد فقاعة يتتبعها الناس ولا يجدون شيئاً.

إن اختفت الشركات والدولارات واليوروهات، ما الذي يمنع أن تختفي غيرها.. “كنا ارتحنا”..!

التعليقات مغلقة.

error: