قسم خالد: خيبوا الظن لكل متشائم ..!

إلى أن نلتقي

و.. السيد الهلال يحط رحاله اليوم بايوا النيجيرية تحفه الدعوات من كل جانب بالتوفيق والتأهل لمرحلة المجموعات، على الورق ربما يبدو الأمر صعباً والأزرق يخوضها خارج قواعده وفي أجواء غير التي تعود عليها، وفي ظروف قاتمة وأجواء ملبدة بالغيوم هنا في الخرطوم ، لكن عزيمة ابناء الازرق التي عرفانها لا تفتر أبدا مهما كثرت المطبات.

حبهم للهلال لا يوازي كل الأموال التي يطلبونها النادي، غادروا الى اويوا النيجيرية ولهم من الأموال الكثير في جعبة الهلال، لا يمهم المال في شئ ، كل الذي يهمهم هو اعلاء شأن الهلال، لذا لم نر وطنياً يتوقف عن التدريبات، ولم نر وطنياً خرج على الاعلام مطالباً بحقوقه او حوافزه ، هم يعلمون الظروف السيئة التي يمر بها الننادي هذه الأيام.

مثل هذه المواقف تجعل الهلال قوياً ونجومه أبطالا، ومثل هذه التجارب تزيد عزيمة نجوم الهلال صلابة؛ ومثل هذه الظروف او غيرها، كان الأزرق يعود ظافراً ومنتصراً؛ او متعادلاً او مهزوماً، لكنه في كل الأحوال يبقى الهلال هو الهلال رغم محن الزمان عليه.

رافقنا الهلال في كثير من الملاحم الافريقية الصعبة فكان ابطال الهلال أسودا يذودون عن شعاره بكل بسالة وعزيمة لا يهمهم شئ الا فرح تلك الجماهير التي تحتضن المذياع في وقت انعدم فيه النقل التلفزيوني.

من اشهر تلكم الملاحم كانت في طرابلس الليبية، يومها غادر الهلال بلا مال، قاد البعثة الحبيب عبدالمهيمن الأمين وفي جيبه (500) دولار فقط وأمامه مباراة مهمة امام الاتحاد الليبي برسم الأبطال عندما كان فريق الاتحاد الليبي فريقاً تهابه كافة الاندية الافريقية والعربية وفي ظل تلك الظروف الصعبة وفي رمضان استطاع ابناء الهلال التغلب على تلك الظروف بنصر عزيز  على الليبي وسط قواعده بهدفين مقابل هدف تبادل في احرازهما بشة والقائد هيثم مصطفى.

هذا هو الهلال الذي نعرفه وهؤلاء هم نجوم الهلال المحبين لشعار فريقهم ولجماهيرهم الوفية التي لم تبخل يوماً عليهم بشئ.

وفي القاهرة أيضاً وباستاد ناصر الدولي خسر الهلال أمام الاهلي بهدفين دون رد يومها اعترف أهل المحروسة بظلم التحكيم وانحيازه الفاضح للأهلي في عقر داره ، ولأن دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة حضر الأهلي للخرطوم وهو مدجج بالنجوم الكبار،  الحضري، ابوتريكة ، محمد بركات ، شادي محمد ، وائل جمعة ، عماد متعب ، وبقية عقد الاهلي الفريد ، وكلكم يذكر ماذا فعل الهلال بهم وكيف تناقل نجوم الهلال الكرة حتى ظننا ان (البرازيل تحولت للسودان) وأنجبت تيماً اسمه الهلال، يومها اكتفى رفاق البرنس بثلاثية بيضاء واذلوا  فريق القرن الذي لم يحسن معاملتهم في القاهرة وزاد عليه الحكم السنغالي الذي ادار المباراة من كرمه الكثير للأهلي.

هو الهلال عادة يظهر في المواعيد الكبيرة كعادة الأندية الكبيرة، هو الهلال لا عجب سيد العرب .

معظم جماهير الهلال وفي اعقاب خروج الفريق بفوز اعتبروه ضعيفاً في جولة الذهاب على اكوا يونايتد هنا في معقل الازرق بهدفين دون رد ، انتابت الجماهير موجة من الخوف ، ليس خوفاً على الفريق من جولة الاياب ، لكنه خوفاً من العرض غير المقنع الذي قدمه الفريق مقابل السيطرة الميدانية للضيوف ، ولهؤلاء ولغيرهم نؤكد بأننا على ثقة تامة بأن نجوم الهلال سيتحدون كل شئ بداية من المال، مروراً بالتحكيم، نهاية بالارض والجمهور لأن نجوم الهلال باتوا خبرة في الكرة الافريقية ويتمتعون بالخبرات الكافية التي ترجح كفتهم على فريق مثل اكوا يونايتد الضيف الجديد على البطولات الافريقية .!

الهلال الكبير سيظهر في المواعيد الكبيرة كما قلت كعادة الاندية الكبيرة ، والحصانة ضد الجماهير والتحكيم باتت أهم ما يميز نجوم الهلال، والثقة في النفس هي الزاد الذي يتجرعه نجوم الهلال، واسعاد الجماهير بات هدفا يرنو اليه نجوم الهلال، لذا اتوقع ان يخيب نجوم الهلال الظن لكل متشائم، وسيطعون بدوراً وقمراً نيراً في سماء اويو النيجيرية، وسيقتلعون بطاقة الترشح من هناك من الادغال النيجيرية ، وسيفرحون تلك الجماهير الخائفة الوجلة، سيفرحونهم ويعيدوا للهلال سيرته الاولى .!

أخيراً أخيراً ..!

برغم ما ذكرناه عن قوة عزيمة نجوم الهلال وقدرتهم على خطف بطاقة الترشح للمجموعات لكن المباراة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، مهمة الهلال تحتاج الى مجهود مضاعف من قبل الاطار الفني للفريق بعد ان درس الأخير الفرقة النيجيرية جيداً ووقف على مكامن الضعف والقوة وبالطبع سيكون قد وضع الترياق المناسب لعبورها على أراضيها.

أول المهام التي يجب ان يفطن لها الجهاز الفني بالطبع هي السعي لعدم وصول الخصم لشباكنا خاصة في الربع الاول من المباراة لأن احراز اكوا لهدف مبكر ربما يشتت ذهن اللاعبين ويفقدهم التركيز، وتأتي المهمة الثانية في كيفية ارباك الخصم بهدف يلخبط الحسابات ويعقدها تماماً فالتوازن الدفاعي في هذه المباراة مطلوب، والدفع بثلاثة لاعبين في المحور هو هدف رئيس في الفوز مع الاعتماد الكلي على الهجمات المرتدة بالتركيز للاستفادة من سرعة الثنائي مدثر كاريكا والصادق شلش في زعزعة التكتل الدفاعي للخصم مع وجود لاعب قناص يجيد ترجمة أنصاف الفرص لاهداف.

أخيراً جداً ..!

قوة أكوا تتمثل في خط الوسط الذي يجيد سرعة التحول من الدفاع للهجوم وبناء الهجمات من الاطراف والعمق مع التركيز الاكبر على الاطراف لصناعة الأهداف، ولا اعتقد ان الاطار الفني للفريق يجهل استعادة اكوا لخدمات مهاجمه وهداف بطولة الشان الذي يجيد التمركز الجيد واحراز الاهداف من أنصاف الفرص كما شهدناه في المغرب لذا تكثيف الجهاز الفني للهلال للاعبين في منطقة الوسط واللعب الضاغط هي الوسيلة المثلى لخطف ورقة الترشح .

نواصل

أروع مافي السجود انك تهمس فيسمعك من في السماء

سبحانك اللهم وبحمدك