القمة العربية التاسعة والعشرون تنطلق من مركز الملك عبد العزيز الثقافى بالظهران .. وقد وصل المئات من ممثلى الصحف ومختلف وسائل الاعلام المحلية و الإقليمية والعالمية لتغطية وقائع هذه القمة .. وهى قمة عادية ضمن القمم التى تدعو لها وتنظمها جامعة الدول العربية .. لينشأ السؤال .. ان كانت القمة عادية .. وحتى جدول أعمالها يمكن وصفه بالروتيني .. إذن ما سر هذا الاهتمام المتعاظم بها ..؟!
عدة أسباب تعطى الإجابة على هذا السؤال .. على رأسها وفى مقدمتها .. الدور المحورى بل والمركزي الذى بدأت تلعبه المملكة العربية السعودية .. لا على مستوى جغرافيتها فحسب .. بل وعلى المستوى الاقليمى والدولى .. لتكون رقما يصعب تجاوزه .. عليه ان تنظم دولة بهذه المواصفات قمة مثل هذه .. فمهما كانت اعتيادية القمة .. فان تكون في المملكة يسبغ عليها استثنائية يفرضها دور وموقع المملكة الجديد .. ثم هناك حقيقة باذخة لا شك هى الان محل اهتمام المراقبين .. وهى التحولات الضخمة التى تشهدها المملكة نفسها .. لا على مستوى التحولات السياسية والاقتصادية فحسب .. بل اخطر من ذلك وأجَل .. ونعني بها التحولات الفكرية والثقافية والاجتماعية الكبيرة التى تشهدها المملكة .. تتفاعل وتتشكل تحت قيادة يبدو جليا انها تعرف ما تريد و كيف تصنعه ..!
وقد يكون مفاجئا للبعض .. ان القمة العربية التى نحن بصددها الان .. تنعقد فى بيئة مفعمة بالثقافة وأجوائها .. اذ تنعقد .. كما تقول التقارير الصحفية الراصدة هنا .. في قاعة ذات مواصفات خاصة .. حيث سيستقبل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) المشاركين بالقمة لأول مرة .. وان “القاعة الكبرى” التي ستحتضن الحدث دشنها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عام 2016م، وتعد تحفة معمارية فريدة في تصميمها، ونقطة اتصال إثراء مع الثقافات الأخرى من خلال إقامة المعارض والفعاليات الزائرة من جميع أنحاء العالم .. إضافة إلى المؤتمرات التي تستهدف 500 ألف زائر سنوياً .. وكأن المملكة ارادت ان تقول ان السياسة في عهدها الجديد لا تنفصل عن الثقافة .. أو ربما ارادت قيادة المملكة ان تقول .. وهى تتصدى لعبء تحمل مسئولياتها في الشأن العربي لمرحلة قادمة .. ارادت ان تقول للعرب .. ثمة مناخات اخرى يمكن فيها تعاطى السياسة .. بعيدا عن التوترات والجمود .. ان فى مناخ الثقافة متسع .. لذا فان أضخم مركز للتواصل الثقافى في المملكة سيكون هو نفسه اكبر ملتقي سياسي .. ويبقى السؤال .. هل تلوث السياسة بكل تعقيداتها وخبثها هذا المشهد الثقافى الرفيع .. أم ينجح هذا المناخ الثقافى في حمل العرب .. ولأول مرة .. الى مناخ من التعافي والتصالح و.. اعلاء مصالح الشعوب ..؟!
نحن الان فى الدمام .. اجواء الثقافة تسيطر على المشهد .. مقر المؤتمر تحفة معمارية .. تحكي جانبا من .. الف ليلة وليلة .. فهل تحافظ الثقافة على عذريتها .. أم تنتهكها السياسة ..؟ نواصل غدا
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.