تداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لجزئية من حلقة برنامج (حال البلد) الذي يبث عبر قناة سودانية 24 دار فيها نقاش مابين مقدم البرنامج الطاهر حسن التوم ووزير النفط والغاز الدكتورعبد الرحمن عثمان عبد الرحمن صاحب السيرة المميزة في مجال البترول إنتهي بإغلاق السيد الوزير لخط الهاتف في وجه القناة التلفزيونية ، ما لفت إنتباهي في هذا الموقف يختلف تماما عن ما ذهبت إليه تعليقات المتداخلين على قروبات التواصل الإجتماعي ما بين مستنكر لتصرف السيد الوزير ورافض لإسلوب الطاهر في إدارة الحوار ومابين مؤيد له ، بل توقفت عند حالة التحول البرامجي في سياسات الاعلام التلفزيوني بالبلاد فبعد أن كانت كل قنواتنا التلفزيونية بعيدة كل البعد عن طرح القضايا الحساسه بجراءة ووضوح (أستثني من ذلك بالتاكيد قناة أمدرمان الفضائية) فقد شهد الإعلام التلفزيوني تحولات عديدة في تقديم أشكال برامجيه مختلفه تتنوع مابين التحقيق التلفزيوني والإستقصاء وطرح القضية على الهواء مباشرة بعيدا عن مقص الرقيب .
ما أود الإشارة إليه أننا في الإتجاه الصحيح إذا ما أرادت الدولة للإعلام الخاص أن يلعب دوره الطبيعي بمنهجية وعلمية وأن تلحق الصحافة التلفزيونية بالصحافة المقرؤة في تقديم ماينفع الناس ويخدم قضاياهم فقد كشف هذا المقطع التلفزيوني عن مدى جاهزية مقدم البرنامج في طرح السؤال مصحوبا بالدليل والذي مثل دليلا قاطعا بنسبه لجهة مسؤولة مثلما تفعل الصحافة في تقاريرها الاستقصائية ، ولكن يبدو أن الدولة مازالت في مربع بعيد لايخرج من إطار ( أوضح و أشاد و أبان ) لذلك لم أستغرب تصرف السيد وزير النفط والغاز بل توقعته ما قبل نهاية المقطع أثناء مشاهدته … فهل ياتري ستواكب مؤسسات الدولة هذا التحول الذي نشهده في سياسات الطرح الاعلامي بالبلاد أم ستغلق هذه المؤسسات أبوابها في وجه الاعلام بالبلاد؟
نافلة القول أن الإعلام سيظل سلطة رابعة شئنا أم أبينا ففي ظل تعدد الوسائط الاعلامية فان الدولة تحتاج للاعلام الرسمي لايصال رسالتها والتى تتعرض للتشويش كثيرا في الوسائط الالكترونية بالاشاعة والاخبار الكاذبة مما يجعلها أكثر احتياجا لوسائل الإعلام الرسمية والمعروفة من صحف وقنوات وإذاعات لتوضيح الحقائق مع تقبلها للرأي والرأي الاخر بصدر رحب وواسع ، فلم يعد الإعلام إعلام زمان …!!!
أخرالدعاش:
الأشواك التي قد تدوسها في يومٍ من الأيام، رُبما تكون بلاء من ربك فلا تيأس فكلما أحب اللهُ عبداً إبتلاه …دعواتكم بالشفاء لوالدتي الغالية…
التعليقات مغلقة.