باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محجوب فضل بدرى: شجاعة المدنى،،وبراءة حميدة !!

لكن المفروض

1٬419

* فى شجاعةٍ غير مستغربة، قدَّم الأستاذ الزميل بكرى المدنى،إعترافاً بالخطأ الذى إرتكبه فى حق البروفسير مأمون حميدة،وزير الصحة بولاية الخرطوم،وأفرد مساحة عموده المقروء(الطريق الثالث) بأخيرة الرأى العام الغرَّاء ،وإختطَّ (طريقاً ثالثاً) بالفعل فى تناول سيرة البروف مأمون حميدة الذى قابل الحملات الصحفية التى خاضت فى سيرته ،وطريقة أدائه لأعماله الرسمية،فقابل كل ذلك (بِجِلدٍ تَخِين) كما قال هو عن نفسه فى إحدى المرات،،وتخانة الجلد عرفتها بنفسى عن البروف عندما هاج وماج سكان مربع تسعة بإمتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم ضد(الأطماع التوسعية!!) لمأمون حميدة،وهو يتمدد فى جنوباً فى المساحة الخالية للمستشفى التعليمى الخيرى،والذى كان هيكله الخرصانى قد بُنِىَ بتبرع من أحد المحسنين كمستشفى للأطفال،ولمَّا توفى لم تتفق الورثة عن مواصلة ما بدأه المرحوم،فأصبح المبنى الضخم المفتوح على الإتجاهات الأربعة،مهدداً أمنياً لسكان الحى،وملاذاً لهواة اللذة الحرام،وتعاطى المخدرات،فلمَّا آل المستشفى لمؤسسات البروف التعليمية،رأى أن يضيف له بعض الإمتداد -بإذن السلطات بالطبع-،،ولم يكن مأمون قد إستوزر بعد ،،فرأيت تخانة جلده رأى العين،،وفى النهاية لم يصح إلَّا الصحيح،وأضحى محيط المستشفى يعج بالنشاط وحُمِد لحميدة جميل صنعه،وسكت المعارضون بعدما كسب مامون الجولة بعد الجولة.
*وعندما أُعلن عن تسمية البروف مأمون حميدة وزيراً للصحة بولاية الخرطوم لم يستكثر أحدٌ عليه هذا المنصب الولائى الذى يتقاصر عن قامته الأكاديمية العالية،وخبرته العملية المتراكمة،،ولكن تحفَّظ البعضُ – وأنا منهم – على تمكُّن مامون حميدة من التوفيق بين نشاطه التجارى والإستثمارى فى مجال الخدمات الطبية،والتعليمية بولاية الخرطوم،وعمله التنفيذى وزيراً للصحة بذات الولاية !! وقلت إلَّا أن يكون له قدرة الساحر الذى (يشرب الشاى ويخلِّى اللبن من كباية شاى بى لبن !!) تعبيراً عن إستحالة الفصل بين المصلحة العامة،والمصالح الخاصة ،،سيما والبروف تاجر إبن تاجر،كابراً عن كابر،،فأسرته الممتدة من بربر وحتى سنَّار تمتهن التجارة،،ولمَّا شرع فى تجفيف بعض المؤسسات العلاجية بعد أيلولتها لوزارة الصحة بولاية الخرطوم،وثارت ثائرة أترابه،غيرةً وربما حسداً،،وتكاثرت عليه السِهام،تكاثر الظباء غلى خِراشِ،،دافع عنه السيد رئيس الجمهورية شخصياً وأطلق عليه لقب (البلدوزر ) ولمَّا كنتُ أثق فى تقديرات السيد الرئيس،وأعرف عنه كيف يختار رجاله،فقد أيقنت أن فى البروف سرٌّ كامن جعل السيد الرئيس يذبّ عن وزير ولائى،ولعل مامون حميدة هو الوزير الولائى الوحيد الذى إسترعى إنتباه الرئيس،ولم يرفِّعه للحكومة الإتحادية !! فلم أقف مع أى حملة إستهدفته،بل وكتبت مقالاً كبيراً أساند إختياره لمنصب وزير الصحة بولاية الخرطوم.
* وكلَّما سلك البروف مأمون حميدة شِعباً،سلك الإعلام المضاد له شِعباً آخر،،حتى إشتعل الصِراع بينه(المؤسسات العلاجية) وإستشارى المناظير عبدالعظيم حسين العقيد طبيب بمستشفى الشرطة وقد أخذتُ على البروف تمكينه لأطباء (صغار جداً) من سلطات تمكنهم من التسلُّط على (الكبار) من الإستشارين والإختصاصيين،وهذا مضرٌ بالتراتبية اللازمة والضرورية لقداسة المهنة،وروح القَسَم الذى يؤديه الأطباء،وصارت الأمور للقضاء فقالت المحكمة الإبتدائية كلمتها وأدانت بعض منسوبى وزارة الصحة،وحكمت عليهم بالسجن والغرامة،و(سرعان) ما أبطلت محكمة الإستئناف حكم محكمة الموضوع،فأحسَّ البعض بقوة كامنة وراء هذا القرار القضائى(السريع جداً) مع الثقة التى لا تتزعزع فى القضاء،،وقالوا (ده مأمون حميدة) !! وحتَّى عندما طفت إلى السطح حالات تسلل طلاب الطب بجامعة مأمون حميدة لِواذاً إلى الدولة الإسلامية(المزعومة) بالعراق والشام، قفز خصوم مأمون حميدة وفركوا أكفَّهم فرحاً وحاولوا إلصاق تهمة رفد داعش بالكوادر بالبروف مأمون حميدة وجامعته !! حتى إنجلت تلك الغمَّة،وعادت الأمور إلى طبيعتها والحمد لله.
* وعودٌ على بدء فإنَّ الشجاعة والتجرد التى أبداها الأستاذ بكرى المدنى،وهو يكتب عموده السامق،فى كامل قواه العقلية وحالته المعتبرة شرعاً،وهو يعلم إنه سيفتح على نفسه أبواباً ونوافذَ ستشرع مصاريعها ضد ما خطَّه يراع بكرى،،والذى سيقابله البروف (بتخانة جلده المعروفة) وربما قال لخاصته يعنى شنو !!ماجاب حاجة من عندو !! لكن العزاء فى إنَّ الزميل الأستاذ قال شهادته لوجه الله لا يرجو من مامون جزاءً ولا شُكورا.

التعليقات مغلقة.

error: