يومياً، ولأكثر من خمسة أيام، تصطف العربات وراء بعضها أمام محطات الوقود إلى أن تُعطل الحركة وتُغلق الشارع..
لم يكن المُحزن إضاعة ساعتين وثلاث في صفوف الانتظار، إنما “المحصلة صفر” التي يجدها المواطن حينما يسمع عامل المحطة يقول “معليش.. كِمل البنزين والله”..
الأزمة التي لا تُخطئها الأبصار، ولا تنكرها الألسن، وتسمعها الآذان، وتدركها كل الحواس، هي غير موجودة أو لا تُرى إلا بـ(تِلسكوب) عند بعض المسئولين..!
بكل بساطة يقول وزير النفط عبد الرحمن عثمان أمس في تصريح للزميلة الصيحة: “لا توجد أزمة وقود”..!
طيب، “الحاصل ده شنو يا سعادة الوزير”؟!
قبل رفع حاجب الدهشة، أَحسنَّا الظن، واعتقدنا أن الوزير ربما أراد الكشف عن أزمة ما، أظهرت للناس وجود أزمة وقود، ولكن..!
عثمان يؤكد أنهم يملكون كمية كبيرة من البنزين تُغطي كل أنحاء السودان، ويُعزي في ذات التصريح ارتفاع أسعاره في الولايات لزيادة أصحاب الترحيل تكلفة النقل..!
وينفي الوزير أن تكون صيانة مصفاة الجيلي لها أثر في توفير كميات الوقود، بل وينفي وجود مافيا تقوم بشراء البنزين وتخزينه حتى تحدث ندرة في السوق، وفي النهاية يختتم (مافي أي أزمة وقود)..!
مثل هذه التصريحات الهلامية وغير الدقيقة، تُسبب أمراض الضغط والسكر، وترفع هرمونات الغضب، وتُفقد الثقة في المسئولين، وتُشعِر المواطن أن أولائك الوزراء في برج عاجي، يعيشون في كوكب آخر غير الذي نعيش فيه نحن.
كيف يقول الوزير “لا توجد أزمة بنزين ووقود”؟!.. هل يسلك شوارع غير التي نسلكها أم للوزراء محطات وقود خاصة لا نعرفها؟!
ليت الوزير قال “لا أعرف سبب أزمة الوقود، لأن كمياتنا تسير بالصورة المعتادة والطبيعية”.. حينها سيكون حديثه مقبولاً ويفتح باباً للبحث والتقصي عن المتسبب الحقيقي للأزمة، خاصةً بعد نفيه بصورة قاطعة، أن تكون صيانة مصفاة الجيلي سبباً في حدوث أزمة.
لكن نفي ما هو واضح؛ ذكرني بقول الشاعر، إن كُنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم..!
ليت الوزير يطوف بنفسه على المحطات صباحاً أو مساءً ليرى بعينيه قبل أن يُصرح، فهو كما يبدو لا يثق في التقارير الإعلامية الآتية من الصحف والقنوات والمواقع الإخبارية.
سمعت أمس أحدهم يقول لمجموعة من الناس بعد أن قرأ تصريح الوزير “ده الكلام البضيِّق أخلاقنا أكتر من الأزمة”..!
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.