باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

تعديلات (الوطني).. الموازنات في الاعتبار

1٬079

 

ما تزال التغييرات التي أجراها المؤتمر الوطني على طاقمه القيادي، حديث المجالس حتى خارج أسوار الحزب لجهة أن الوطني حزب حاكم وفاعل في المشهد السياسي. التغييرات عكفت عليها قيادة الحزب، وبحسب مصادر موثوقة فإن رئيس الوطني المشير عمر البشير أشرف عليها بشكل مباشر مع نائبه بالحزب ومساعده بالقصر د.فيصل حسن إبراهيم، وهناك عدة زوايا وجوانب حملها التغيير.

طبقا للكثيرين فإن التغيير التنظيمي، حمل عودة أسماء كانت حاضرة في الجهازين التشريعي والتنظيمي، وهي بمثابة عودة من الرصيف، ويأتي في مقدمة الأسماء رئيس المجلس الوطني الأسبق د. الفاتح عز الدين الذي اختفى عن المشهد في الفترة الماضية ومرت فترته القصيرة بالبرلمان كلمح البصر.

العودة مجدداً
الفاتح عاد رئيساً لقطاع الفكر والثقافة وشؤون المجتمع وتم دعمه بثلاثة نواب لهم صلة مباشرة بالملف وهم وزير الثقافة الطيب حسن بدوي والوزير الأسبق بحكومة الخرطوم د.عثمان البشير الكباشي وفي تسميته رمزية للطرق الصوفية والجماعات الإسلامية أما النائب الثالث فهو وكيل وزارة الإعلام السابق د.عبد الماجد هارون، وإعادته للحزب تأكيد على أن الوطني طوى صفحة الخلافات بعض أبنائه الذين فصلهم من مناصب رفيعة بالدولة.
كما أن أبرز من عادوا لدائرة الضوء والي الخرطوم السابق د.عبد الرحمن الخضر وإن كان عضوا بالمكتب القيادي حيث سُمِّي رئيساً للقطاع السياسي وكذلك عاد الوزير السابق بحكومة الخرطوم د.عمر باسان أميناً سياسياً، فيما جاء الحزب بوزيرة التربية سعاد عبد الرازق التي توارت عن الأنظار، رئيسة للقطاع الفئوي، وأمس الأول تم تعيين جديد حيث سمى وزير الدولة بالخارجية السابق الأمين السياسي السابق بالحزب د.عبيد الله نائباً لرئيس القطاع الفئوي. وكذلك تسمية نائب مدير الأمن والمخابرات الفريق أسامة مختار والذي غادر موقعه قبل فترة قصيرة، ليشغل منصب أمين أمانة الأمريكتين. كما جيء بوزير المعادن السابق د.أحمد الكاروري أميناً للجزيرة وهو الذي كان خارج دوائر الحزب عندما كان بالوزارة، وتمت تسمية وزير التربية السابق بالخرطوم د.عبد المحمود النور أمينا لأمانة التعليم.
الشاهد أن الوطني أرسل رسالة مفادها أنه لا يتخلى عن قياداته حتى ولو غادرت الجهاز التنفيذي.

موازنات ومحاصصات
عمل الحزب على إحداث توازن جهوي في تغييراته، لكن لا بد من قراءة تلك التعديلات، مقرونة بالمجلس الوطني (رؤساء لجان ونوابهم)، والجهاز التنفيذي، وكذلك المكتب القيادي نفسه للوطني بحيث تجد تمثيل لمناطق بعينها قليلاً في ظاهرة ولكن تكون تلك المناطق ممثله بشكل أكبر في الحكومة أو المكتب القيادي.
حيث كانت دارفور حاضرة وبشكل كبير ممثلة في اثنين من النواب الثلاثة لرئيس القطاع السياسي: وزير العدل الأسبق مولانا محمد بشارة دوسة وأمينة المرأة السابقة زينب أحمد الطيب (حرم نائب الرئيس)، وكذلك الوزير الأسبق محمد يوسف عبد الله صاحب التجربة الخارجية كأحد نواب قطاع العلاقات الخارجية، إلى جانب وزير الاستثمار الأسبق بجنوب دارفور عبد الرحيم عمر حسن الذي كلف برئاسة قطاع الشمال خلفاً للبروفيسور خميس كجو كندة، والقيادي محمد عبد الرحمن مدلل أمينا لأمانة الشرق وآدم موسى محمد أميناً لأمانة جنوب ووسط دارفور. والوزير عبدة داؤود أمين للأمانة الاقتصادية بقطاع العاملين.
وكما تم تمثيل الشرق بوالي كسلا السابق محمد يوسف آدم أميناً لكردفان، وحسب الله صالح أمينا لأمانة وسط وغرب دارفور فيما يتمتع كل من مساعد الرئيس السابق إبراهيم محمود والوزير أوشيك محمد أحمد بعضوية المكتب القيادي.

خروج الوزراء
كان لافتاً في التغيير خروج بعض الوزراء مثل وزير الدولة بمجلس الوزراء جمال محمود، رئيس القطاع السياسي السابق، ووزير الدولة بالزراعة الصادق فضل رئيس القطاع الفئوي السابق، فيما لم يظهر وزير الدولة بمجلس الوزراء طارق توفيق الذي كان نائباً لأمين الأوسط وقبلها نائباً لأمين الشمال. وغادرت د.انتصار أبو ناجمة رئيس لجنة التعليم بالبرلمان – بدرجة وزير – رئاسة قطاع الفكر والثقافة بعد أن أبلت فيه بلاءً حسناً وكانت من أميز الشخصيات التي مرت على القطاع. علاوة على مغادرة وزير الكهرباء معتز موسى موقعه رئيساً لقطاع الإعلام، كما غاب عن التشكيلة الحزبية د.أمين حسن عمر والذي كان فاعلاً لسنوات بعدد من القطاعات ولكن الرجل يوجد كعضو بالمكتب القيادي. وكذلك خرج رئيس قطاع العلاقات الخارجية السفير والوزير السابق كمال إسماعيل من المنظومة القيادية، ووزير الاستثمار السابق د.مدثر عبد الغني (نائب رئيس القطاع الاقتصادي).
مبررات الخروج مختلفة ولكن العلامة الأبرز أن الوطني ربما يتجه للفصل بين الحزب والدولة إلى حد ما خاصة في بعض الملفات التي تحتاج تفرغ أصحابها إلى جانب سبب آخر هو ظهور قيادات جديدة من ذات المناطق التي تنحدر منها تلك الشخصيات أو أن الحزب ينوي الاستعانة ببعضهم في المرحلة المقبلة في مواقع بالحكومة الاتحادية أو حكومات الولايات.

العاملون.. قطاع بعيد الأضواء
تم ترفيع أمانة العاملين إلى قطاع وهو تطور كبير في مسيرة الحزب وهي أمانة مهمة للغاية ومنوط بها الاهتمام بالنقابات والاتحادات وتمحيص وفحص وتقديم القيادات للمواقع الرفيعة. واحتفظ وزير النقل مكاوي العوض بوجوده على قمة القطاع، وتم تكليف الوزير الأسبق كمال عبد اللطيف وأحمد حسن ونسمات إبراهيم نواباً له. وأصبح شوقار بشار أمينا للنقابات والاتحادات المهنية والوزير الولائي السابق بشير بساطي أمين الخدمات. وجودة الله عثمان للأمانة السيادية والوزير عبده داؤود للأمانة الاقتصادية.

نقلاً عن السوداني

التعليقات مغلقة.

error: