باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد لطيف:نعم طالبوا بتسليم هرون .. فمن هم ؟! ( 1)

تحليل سياسي

1٬280

( كشف السيد رئيس الجمهورية عمر البشير لأول مرة أسرارا تتصل بقضية المحكمة الجنائية الدولية وذكر أثناء كلمته فى لقاء الفعاليات بقاعة أمانة حكومة شمال كردفان بالأبيض أمس أن الشخص الذى إستهدفته محكمة لاهاى فى الدولة هو احمد هرون لأنه أقوى رجال الإنقاذ حسب وصفه وأكد أن هنالك قيادات طلبت منه أن يسلم احمد هرون والتضحية به من أجل مصلحة الدولة مضيفا أنه رفض ذلك وقال ( عندما يئسوا من إقناعى طرحوا الأمر على هرون بأن يفدى وطنه ويقدم إستقالته ) وقال الرئيس إن هرون إستجاب لهم وأتى بإستقالته وأكد الرئيس أنه رفض الأمر وقال له لا إستقالة أو إقالة ) .. هذا ما تناقلته صحافة الخرطوم نهاية الإسبوع الماضى .. نذكر منها الغراء صحيفة الوطن .. وأنوه فقط أنه ليس دقيقا أنها المرة الأولى التى يتم الكشف فيها عن هذه المعلومات .. ربما تكون المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس بهذا التفصيل وهذه الصراحة .. فى هذا الأمر .. فمثلا .. فى الثالث من مارس من العام 2007 .. كتبت فى تحليلى السياسى بصحيفة السودانى العزيزة .. (ودعاة التعاون ينتهون إلى الدعوة لاستقالة احمد هارون .. ثم تتباين المواقف بعد ذلك؛ من التسليم إلى المحاكمة الداخلية. وبغضِّ النظر عن الدفوع والحجج القانونية التي يستند إليها هؤلاء وأولئك يبقى السؤال البدهي: هل يتحدث هؤلاء عن احمد هارون كحالة ؟ أم يتحدثون عن مبدأ ؟ وأيا كانت الإجابة، فما هي ضمانات هؤلاء عن السقف الذي يمكن ان تنتهي عنده قائمة السيد مورينو؟.. ولأن السياسة هي التي تقود كل شيء الآن فالإجابة الأقرب إلى الفطنة السليمة هي ان الموقف سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات ) ..!
ومن عنيتهم يومها بالمطالبين بإستقالة احمد هرون .. وزير الدولة للشئون الإنسانية يومها .. هم ذات من عناهم الرئيس فى حديث الأبيض .. (وأكد أن هنالك قيادات طلبت منه أن يسلم احمد هرون والتضحية به من أجل مصلحة الدولة ..) ويومها أشرت أنا الى الدفوع والحجج القانونية التى يستند عليها هؤلاء .. ولم تكن إشارتى من فراغ فكل من عمل على تلك النظرية يومها .. نظرية تسليم احمد هرون .. كان من حملة الإجازات فى القانون .. وإن إختلفت مواقعهم السياسية والتنفيذية .. !
ورغم ما كتبنا يومها .. ورغم ما علمنا يومها .. فقد كانت محدودة جدا المعلومات التى وجدت طريقها الى الرأى العام .. ولا شك أن ثمة من يعلم اكثر .. ولكن ها هو الرئيس .. بقصد أو بدون قصد .. يعيد هذا الملف الخطير مرة أخرى الى الأضواء .. وبالعودة الى تساؤلى قبل احد عشر عاما بالتمام والكمال .. مارس 2007 – مارس 2018 .. عن السقف الذى يمكن أن تنتهى عنده مطالب اوكامبو .. فقد أثبتت الوقائع اللاحقة توقعاتى .. فلم يكن للقائمة سقف محدد .. القائمة التى بدأت باحمد هرون مرت بالفريق عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع و إنتهت بالمشير عمر البشير رئيس الجمهورية .. و من أطرف ما سمعت تلك الأيام عبارة صديقى الأستاذ فيصل محمد صالح .. وقد إختلفنا فى أمر ما .. فإذا به يقول لى .. ( يا أخى اوكامبو دا حقو يضيفك لأصحابك التلاتة ويريحنا ..) ..!
إذن احمد هرون كان صديقى .. وكصحافى فلا سبيل هنا لإدعاء بطولات أو تحقيق إختراق أو زعم عبقرية .. بل هى الظروف والأقدار تسوقك الى الأحداث .. و تسوقها اليك .. وهكذا .. وجدت نفسى لوحدى فى مطار الخرطوم مع احمد هرون ..! نواصل .

التعليقات مغلقة.

error: